النسور يدمر الصناعة المحلية

جفرا نيوز - جفرا نيوز -    سلم صاحب مصنع أردني، الأربعاء، مفاتيح مصنعه إلى رئيس الوزراء عبدالله النسور، كخطوة احتجاجية منه على بيئة العمل في الأردن، لكن ردة فعل النسور كانت مفاجئة له ولغيره من الصناعيين. وبينما تسلم النسور المفاتيح وقال إنه لا يقبل بأن "يلوي" أحد ذراعه، سخر رئيس الوزراء من صناعي آخر أشار إلى أنه مضطر للذهاب باستثماره إلى السعودية، بالقول إنه مستعد للتوسط، لمنحه الجنسية السعودية. كانت خطوة تسليم المفاتيح والإشارة إلى التوجه للسعودية من قبل الصناعيين، اللذين يشغل مصنعاهما العديد من الأردنيين، بمثابة احتجاج على سياسات حكومية، من بينها رفع أسعار الكهرباء. واعتبر مراقبون هذه التصرفات من رئيس الحكومة الأردنية، بمثابة تدمير رسمي، للصناعة المحلية وروادها، في سبيل تمرير سياساته. وفي التفاصيل، التقى النسور عدداً من الصناعيين على هامش الملتقى الصناعي الذي نظمته جمعية مستثمري شرق عمان الصناعية. وخلال اللقاء، سلم صاحب مصنع منتجات البحر الميت، محمد الرفاعي، مفاتيح مصنعه للنسور، لافتاً إلى أن ذلك جاء بعدما باتت بيئة العمل أصعب من المحتمل، بسبب السياسات الحكومة. وقال الرفاعي في تصريحات صحفية عقب اللقاء إن النسور رد عليه بجفاء وقال "الهدية وصلت .. شكراً". وأشار إلى أن مصنعه يعمل منذ 18 عاماً، محققاً أرباحاً وافرة، لكن السنتين الأخيرتين شهدتا خسائر متوالية لعمله. وقال إنه واصل العمل حتى في السنتين الراكدتين، ولم يتوقف عن تعيين العاملين في المصنع، لكن الأمر تفاقم إلى حد لا يحتمل. وأوضح "في الأشهر الستة الأخيرة، تركنا 80% من عملنا لنتابع مشاكلنا مع الجهات الحكومية المختلفة، مثل أمانة عمّان ومؤسسة الغذاء والدواء، ومؤسسة المواصفات والمقاييس وغيرها". وقال الرفاعي الذي اشتكى من أسلوب تعامل النسور مع الصناعيين، "مؤخراً، فرضوا على قطاع التجميل (الذي يتبع مصنعه له) ضريبة خاصة قيمتها 25%". اللافت، أن النسور عندما نبهه أحد الحضور لخطورة تسلمه مفاتيح مصنع يعمل منذ 18 عاماً، قال "أنا ما حد بلوي ذراعي"، حسبما  قال حضور اخرون . في السياق، أشار صناعي آخر إلى أن رفع أسعار الكهرباء سيرفع الكلف الإنتاجية عليه بما يزيد عن 30%، مشيراً إلى أنه مضطر في هذه الحالة، للذهاب إلى السعودية. وكان رد النسور على الرجل مفاجئاً بدوره، إذ أبلغه بلا اكتراث بأنه "مستعد للتوسط لدى السعودية" لمنحه جواز سفرها وجنسيتها، وفق الحضور.