جفرا نيوز -
جفرا نيوز - يعتبر تساقط الشعر يومياً، عملية تبديل طبيعية بين الشعرات القديمة المتساقطة والجديدة. يصبح تساقط الشعر مشكلة، عندما يبدأ بالتساقط بكثرة وبسرعة، أو عندما يتوقف عن النموّ الطبيعي.
بالرغم من أن غالبية الذين يعانون من مشكلة تساقط الشعر يسارعون للبحث عن علاج على خلفية جمالية، إلا أنه أحياناً، تكون أسباب تساقط الشعر مشكلة صحية ويجب معالجتها.
أسباب تساقط الشعر
للحصول على تشخيص دقيق لأسباب تساقط الشعر، لا بدّ من زيارة طبيب الأمراض الجلدية، إذ يبدأ العلاج الفعال بمعرفة أسباب تساقط الشعر.
لتحديد سبب أو أسباب تساقط الشعر، يتخذ الطبيب المختص عدة إجراءات. فيستطلع الطبيب الحالة الصحية لصاحب المشكلة. ومن المهم معرفة تاريخ بدء تساقط الشعر بكثرة، وإن حدث تساقط الشعر بسرعة أو بشكل مفاجىء.
بالإضافة إلى ذلك، يفحص الطبيب طبيعة الشعر وفروة الرأس والأظافرك وأي منطقة أخرى في الجسم مصابة بتساقط الشعر.
إذا اشتبه طبيب الأمراض الجلدية، بأن أحد أسباب تساقط الشعر مرض أو نقص في الفيتامينات أو خلل في الهرمونات أو عدوى، يلجأ عندها إلى إجراء فحص للدم أو خزعة من فروة الرأس، ليحدد سبب أو أسباب تساقط الشعر.
في بعض الأحيان، يكون لدى الشخص أكثر من سبب لتساقط الشعر. فقد تكون المرأة قد أنجبت حديثاً، ما يتسبب بتساقط الشعر بشكل واضح، بالإضافة إلى وجود عامل وراثي لفقدان الشعر مبكراً، لكن هذا الأمر غير واضح.
تساقط الشعر لدى النساء
تفقد المرأة بمعدلٍ وسطي وبشكل طبيعي، ما بين 50 و 100 شعرة يومياً، خاصة بعد سن الخمسين. ووفقاً للأكاديمية الأميركية للأمراض الجلدية تمتلك المرأة نحو 100.000 شعرة.
بعد انقطاع الطمث، يشكو نحو 50% من النساء من تساقط الشعر. ومن أصل نحو 80 مليون بالغ أميركي يعانون من الصلع الأندروجيني (الذكوري)، يوجد بينهم نحو 40% من النساء تعاني من الصلع الأنثوي (الأندروجيني)، وفقًا لمجلة Prevention.
تقول أخصائية الأمراض الجلدية إيزابيل دوسيت فور (Isabelle Dousset-Faure)، إن تساقط الشعر "مشكلة شائعة جداً" بين النساء ولا توفر الفتيات أيضاً. فإذا لم يُصبْن بالصلع مثل الرجال، فهناك علامات أخرى مثل، فقدان كثافة الشعر والشعرة الضعيفة والمتقصفة ومناطق متفرقة خالية من الشعر، "هذه العلامات وغيرها لا ينبغي الاستهانة بها، لأن الشعر هو أيضاً مقياس صحتنا".
أسباب تساقط الشعر عند النساء
الأسباب الأكثر شيوعاً لتساقط الشعر عند النساء، هي أمراض فقر الدم ونقص بعض العناصر الغذائية أو نقص الفيتامينات، والإصابة بالحمى والاضطرابات العاطفية والتوتر، ومشاكل الدورة الشهرية، وبالإضافة إلى مشاكل صحية في الكلى أو الكبد أو اضطرابات الغدة الدرقية، وكذلك تداعيات العلاج الكيميائي. كما أن الإفراط في تناول الكوليسترول الضار، لا يشكل خطورة على صحة الجسم فحسب، بل على صحة الشعر أيضاً.
تتعدد أسباب تساقط الشعر عند النساء، وكذلك تتعدد أشكال تساقط الشعر، فما هي؟
1- تساقط الشعر الأندروجيني أو الوراثي
يُعتبر تساقط الشعر الوراثي الأكثر السبب شيوعاً لتساقط الشعر في جميع أنحاء العالم عند الرجال والنساء. عند الرجال، يطلق عليه تساقط الشعر الذكوري، وعند النساء تساقط الشعر الأنثوي. أما المصطلح الطبي فهو الثعلبة الأندروجينية.
يأتي تساقط الشعر الأندروجيني لدى النساء في معظم الحالات بسبب عامل وراثي. هناك عوامل تساهم في تفاقم تساقط الشعر عند النساء خاصة الاندروجيني. مثل الإجهاد الذي يعزز إفراز الأندروجين وبالتالي الصلع الوراثي. وكلما زاد توتر المرأة، زاد تساقط شعرها. فالأبحاث أثبتت الدور المهم الذي يلعبه التوتر في تساقط الشعر، ما يضعه في مقدمة العوامل التي تؤدي إلى تفاقم هذا النوع من تساقط الشعر عند النساء.
خلال فصول محددة مثل الخريف والربيع، قد يتزايد إفراز الأندروجين فيزيد من خطر تساقط الشعر الأندروجيني.
كما أن نقص الماغنيسيوم، على سبيل المثال، يعزز تساقط الشعر المرتبط بالوراثة. لذلك، فإن استشارة أخصائي أمر ضروري لأنه قادر على التمييز بسهولة بين العوامل التي أدت إلى السقوط والعوامل التي أدت إلى تفاقمه، من أجل معالجة أفضل.
2- تساقط الشعر الدائم والمنتشر
قد يستمر تساقط الشعر المنتشر في بعض الحالات. ومن الصعب قليلاً التعرف على تساقط الشعر الدائم والمنتشر، لأن له نفس أعراض تساقط الشعر المؤقت. ومع ذلك، فإنه يستمر طالما استمر العامل الذي تسبب به. ومن تلك العوامل:
- تناول بعض الأدوية
- نقص الحديد والزنك والكالسيوم والماغنيسيوم
- حالة توتر دائمة من الممكن أن تؤدي إلى الاكتئاب
- فقدان الشهية أو اتباع نظام غذائي صارم أو نباتي أو إجراء عملية لربط المعدة أو قصها
- اضطرابات الغدة الدرقية
- مرض السكري
3- تساقط الشعر العرضي أو المؤقت
أحياناً يكون تساقط الشعر عند النساء حالة عابرة، وبمجرد علاج الأسباب يعود الشعر إلى حالته الطبيعية. من تلك الأسباب:
-الخضوع للعلاج الكيميائي أو الإشعاعي
- صدمة نفسية شديدة
- التغيرات الموسمية: في بداية الخريف والربيع
- بعد العلاج بحبوب منع الحمل، الذي يعتمد على مادتي الاستروجين والبروجستيرون
- الخضوع لجراحة عامة والتخدير العام لفترة طويلة
- انقطاع الطمث
فبعد انقطاع الطمث (الدورة الشهرية)، تعاني من 10 إلى 20% من النساء من تساقط الشعر، خاصة في الجزء الأمامي من الجبهة.
4- حالات الحمل والولادة أو الإجهاض
بسبب الاضطرابات الهرمونية، عادة ما يبدأ تساقط الشعر بعد 3 أشهر من الولادة، لأن سقوط الشعرة الميتة يستغرق نحو 6 أسابيع.
عضو النقابة الوطنية لأطباء الأمراض الجلدية كاثرين أوليفر-غوتي (Catherine Oliveres-Ghouti)، تطمئن المرأة الحامل بأنه في هذه الحالة "بشكل عام، ينمو الشعر مجدداً وبطريقة جيدة".
نادراً ما يستمر تساقط الشعر العابر والمنتشر لأكثر من 3 أشهر. لا يكون في منطقة محددة ولا يظهر إلا بعد شهرين إلى 4 أشهر من حدوث السبب الذي أدى إليه. حتى لو كان تساقط الشعر بغزارة، بنسبة 50%، فإن إعادة نموه تكون فورية.
في حال امتداد التساقط أو عدم نمو الشعر بشكل طبيعي، من الضروري استشارة الطبيب لمعرفة الأسباب المحتملة الأخرى لتساقط الشعر. أحياناً، يكون التساقط المؤقت للشعر، مقدمة للثعلبة الأندروجينية.
5- مشاكل صحية
قد يتساقط الشعر بسبب الأمراض المعدية أو مشاكل الغدة الدرقية، أو نقص الحديد عندما تكون الدورة الشهرية لديهن غزيرة.
هناك أيضاً، أمراض الاضطرابات الهضمية (عدم تحمل الغلوتين مثلاً) التي تؤدي إلى نقص المغذيات والفيتامينات (الحديد والكالسيوم مثلاً) ويمكن أن تتسبب بتساقط الشعر عند النساء والرجال أيضاً.
6- النظام الغذائي
يلعب النظام الغذائي دوراً أساسياً في صحة الشعر. يحذر المختصون من أن "النباتيين أكثر عرضة لتساقط الشعر. لأن الحديد من أصل نباتي أقل إفادة بكثير من الحديد من أصل حيواني". كما يوصي الخبراء بتناول ثمار البحر.
تشجع أخصائية الأمراض الجلدية إيزابيل دوسيت فور، على تنويع النظام الغذائي فـ"عليك أن تأكل من كل شيء". وتحذر أيضاً من الحميات الغذائية وفقدان الوزن الشديد وبسرعة"، بعد عمليات قص المعدة أو ربطها أيضاً.
7- ثعلبة الشد
من الممكن أن تؤدي التشنجات اللاإرادية البسيطة، المتمثلة بهوس نتف الشعر (Trichotillomania) إلى فقدان الشعر بشكل دائم. يتسبب الشد في ابتعاد الجذور عن منطقة التغذية وبالتالي تعزيز تساقط الشعر.
بالإضافة إلى ذلك، فإن بعض تسريحات الشعر، مثل ربط الشعر (ذيل الحصان) أو تجديله على الطريقة الأفريقية وغيرها من التسريحات التي يُشد بها الشعر، تتسبب بتساقط الشعر الدائم في منطقة معينة من الرأس.
8- تساقط الشعر الكاذب
من أسباب تساقط الشعر الكاذب، هو التمليس والتلوين والتجعيد الإصطناعي، فيتقصف الشعر ويتساقط بسهولة.
ولكن، في هذه الحالة تظل بصيلات الشعر سليمة ويتم استبدال الشعر التالف بشعر جديد أكثر صحة.
تساقط الشعر عند الرجال
يفقد الرجل ما بين 50 و80 شعرة في اليوم. الشعر مثل خلايا الجلد، يجدد نفسه بشكل طبيعي. كل شعرة تعيش ما بين سنتين و7 سنوات. وكل بصيلة تُنتج الشعر لما بين 25 و30 دورة.
ولكن أحياناً، يكون تساقط الشعر عند الرجال غير طبيعي، أو لا ينمو الشعر كما يجب. عندها لا بد من استشارة الأخصائي لمعرفة أسباب تساقط الشعر وعلاجه.
أسباب تساقط الشعر عند الرجال
تتعدد أسباب تساقط الشعر عند الرجال أيضاً، أبرزها:
1. الوراثة أو الثعلبة الأندروجينية
يعتبر الصلع الذكوري أو الصلع الوراثي أحد أبرز أسباب تساقط الشعر عند الرجال، وذلك بسبب تأثير هرمونات الذكورة والأندروجينات، المسؤولة عن بدء ترقق الشعر وضعفه.
يتأثر نحو 70% من الرجال بتساقط الشعر الوراثي، عند بلوغهم الستين من العمر. علماً أن الصلع الوراثي قد يظهر في سنّ مبكر جداً، في الـ18 مثلاً.
يُعرف الصلع الوراثي على أنه اضطراب محدد وراثياً، إذ يتساقط الشعر بطريقة محددة جداً، فيتراجع خط الشعر الأمامي في شكل حرف M، أو ظهور بقعة صلعاء في الجزء العلوي من الرأس، فهذه المناطق هي الأضعف.
قد يساعد العلاج على إيقاف تساقط الشعر أو إبطاء تساقطه. وأحياناً يساعد أيضاً على إعادة نمو الشعر. لكن في معظم الحالات تكون النتائج غير مرضية. علماً أنه كلما بدأ العلاج مبكراً، كانت النتائج أفضل.
اقرأ أيضاً: تعرّف إلى كيفية علاج الزكام والوقاية منه
2- التدخين
يؤثر التدخين، على أنواعه، بشكل سلبي على الدورة الدموية. اثنان من أكثر المواد خطورة في دخان السجائر هما أول أكسيد الكربون والنيكوتين، لأنهما يحفزان هرمون الذكورة الأندروجين، ما يؤدي إلى تلف بصيلات الشعر.
3- العمر
مع تقدم العمر، يعاني معظم الرجال والنساء من تساقط الشعر بسبب تباطؤ نموه. لاحقاً، تضعف بصيلات الشعر أكثر فتنتج شعراً رقيقاً وضعيفاً، إلى أن تتوقف عن الإنتاج. يساعد العلاج المبكر بعض الأشخاص على إعادة نمو شعرهم.
4- داء الثعلبة
داء الثعلبة أو "بقعة صلع"، هو أحد أمراض المناعة الذاتية غير المعدية. وعندما يتطور داء الثعلبة، يقوم جهاز المناعة بمهاجمة بصيلات الشعر، ما يتسبب بتساقط الشعر في منطقة واحدة، أو مناطق متعددة من فروة الرأس، أو الوجه، أو الجسم، من دون أن يخلف ندبات أو علامات.
فقدان الشعر هو أول علامات داء الثعلبة؛ إذ غالباً ما يبدأ في فروة الرأس أو اللحية.
غالباً ما يُصاب المرء بداء الثعلبة نتيجة توترات وضغوط نفسية كبيرة.
عندما يرتبط داء الثعلبة بمرض الاضطرابات الهضمية (حساسية على الغلوتين مثلاً)، فإن العلاج بنظام غذائي خالٍ من الغلوتين يسمح بالنمو الكامل والدائم لفروة الرأس وشعر الجسم لدى الكثير من الناس.
الكثير من هذه الحالات شفيت تماماً بفضل أدوية مركبة لدى صيادلة مختصين بتركيب الأدوية، شرط بدء العلاج مبكراً.
5- الالتهابات والفطريات
العديد من الالتهابات تُعد من أسباب تساقط الشعر عند الرجال، مثل مرض الصدفية والقوباء الحلقية الأكثرها شيوعاً، وهي مرض جلدي فطري.
وهناك التهاب الجريبات، أو التهاب بصيلات الشعر، تنتج عادة عن عدوى جرثومية أو فطريّة وهي أقل شيوعاً.
بالإضافة إلى الأمراض المنقولة بالاتصال الجنسي مثل الزهري. وإذا تفاقم مرض الزهري، يسبب تساقط شعر في فروة الرأس والحاجبين واللحية وأماكن أخرى.
6- اضطرابات الغدة الدرقية
تعتبر الغدة الدرقية من المساهمين الرئيسيين في وظائف التمثيل الغذائي في الجسم. تعتبر هرمونات الغدة الدرقية عاملاً رئيسياً لنمو الشعر والأظافر، ويحتسب قصور الغدة الدرقية أو زيادة نشاطها، من أسباب تساقط الشعر عند الرجال أيضاً. قد يلاحظ الرجال الذين يعانون من هذه الحالة علامات مثل هشاشة أظافرهم وصعوبة في التركيز.
7- الأدوية والعقاقير
يعتبر تساقط الشعر أحد الجوانب السلبية المؤلمة لأي علاج طبي طويل الأمد، أبرزها العلاج الكيميائي. قد يكون لبعض الأدوية والعقاقير أعراض جانبية سيئة على الشعر. هذا التأثير الجانبي شائع بشكل خاص مع مميعات الدم، وحاصرات مستقبلات بيتا، والأدوية المضادة للغدة الدرقية، ومضادات الاختلاج، ومضادات الاكتئاب، والعلاجات الهرمونية، كلها قد تسبب تساقط الشعر.
8- التوتر والإجهاد
التوتو والإجهاد واضطرابات النوم، سواء كان جسدياً أو نفسياً، له تأثير كبير على الجسم. وهو أحد أسباب تساقط الشعر عند الرجال. اعتماداً على شدة الحدث، قد يبدأ الشخص في ملاحظة تساقط الشعر في غضون 3 إلى 6 أشهر. الإجهاد قصير المدى لن يؤدي إلى الصلع، لكن التوتر طويل الأمد يسبب بالتأكيد تساقط الشعر.
9- نقص الفيتامينات والمعادن
نقص المعادن والفيتامينات من أسباب تساقط الشعر. الأشخاص الذين لا يتبعون نظاماً غذائياً متوازناً ومتنوعاً كالنباتيين مثلاً، أو الذين يتبعون نظاماً غذائياً قاسياً، أو أجروا عملية قص المعدة أو ريطها، يعانون من تساقط الشعر.
السبب الرئيس لتساقط الشعر هو نقص الحديد في الدم. وهذا النقص يعني عدم وجود خلايا دم حمراء كافية في الجسم وبالتالي نقص الأوكسيجين، ما يعيق نمو الشعر. النظام الغذائي الغني بالبروتين والحديد والفيتامينات A و C و E وأحماض أوميغا 3 الدهنية والزنك والسيلينيوم، قادر على تحسين حالة الشعر بالتأكيد.
تحذير:
لا يمكن تناول الفيتامينات والمكملات الغذائية قبل استشارة الطبيب وإجراء تحليل دم لمعرفة إن كان سبب تساقط الشعر هو فعلاً نقص بأحد تلك العناصر أم أسباب أخرى. فتناول كميات كبيرة من فيتامين A أو مادة السيلينيوم، مثلاً، يعتبر ساماً ويسبب تساقط الشعر.
10- التسمم
من الممكن أن يؤدي التسمم البطيء إلى تساقط الشعر. السموم التي تسبب تساقط الشعر هي، الزرنيخ والثاليوم والزئبق والليثيوم. كما أن تناول كمية كبيرة من مادة الوارفارين، الموجود في سم الفئران، يؤدي أيضاً إلى تساقط الشعر.
تساقط الشعر عند الأطفال
مثل البالغين، قد يعاني الأطفال من تساقط الشعر. وقد يكون تساقط الشعر عند الأطفال مؤقتاً وقابلاً للعلاج، وقد يكون دائماً. في كل الأحوال لا بدّ من استشارة طبيب مختص لمعرفة الأسباب.
أسباب تساقط الشعر عند الأطفال متعددة، أبرزها:
1- العلاج الكيميائي والأشعة
غالباً ما يكون تساقط الشعر أمراً لا مفر منه عند الأطفال الذين يخضعون للعلاج الكيميائي أو العلاج الإشعاعي في الرأس.
أثناء العلاج، يتوقف انقسام الخلايا في بصيلات الشعر. ويتساقط الشعر بعد 2-3 أسابيع، ويختلف من طفل لآخر ويعتمد على تركيز العلاج ومدته. يصبح جلد الجسم وفروة الرأس أكثر حساسية وجفافاً. أحياناً يفضل الأطباء المعالجون عدم اقتراح أي علاج لتجنب زيادة حساسية الجلد وفروة الرأس.
غالباً ما يتم البحث عن الحلول الجمالية لتعويض تساقط الشعر خلال فترة العلاج، لكن يجب أيضاً الانتباه إلى صحة فروة الرأس والجلد، قبل الاهتمام بالناحية الجمالية، وإن كانت مهمة للأطفال.
من الضروري غسل الرأس والجسم بطريقة مناسبة يوافق عليها الطبيب، حتى عندما يتساقط الشعر بأكمله، فتبقى فروة الرأس أثناء العلاج رطبة وجاهزة لنمو الشعر مجدداً، بعد العلاج.
بعد 30 يوماً من انتهاء العلاج، هناك حاجة إلى تحفيز إعادة نمو الشعر بمساعدة الأحماض الأمينية والفيتامينات، ولكن بعد استشارة الطبيب المعالج.
على الأهل والمرافقين للطفل الاستماع إلى احتياجاته ومخاوفه، وشرح له حالته وطمأنته بكلمات بسيطة ومقنعة.
2- نتف الشعر
نتف الشعر القهري (Trichotillomania)، من أسباب تساقط الشعر عند الطفال أيضاً. يؤثر نتف الشعر بشكل عام على الأطفال والمراهقين، والفتيات على وجه الخصوص. غالباً ما يكون الأطفال قادرين على التوقف بسهولة أكبر من البالغين.
يرتبط هذا الاضطراب بأسباب نفسية مثل التوتر أو القلق أو الملل. يوصى باستشارة المعلاج النفسي إلى جانب أخصائي أمراض الجلد، مع العناية بالشعر بهدف تقليل الالتهاب.
3- داء الثعلبة
داء الثعلبة هو رد فعل مناعي ذاتي حيث يتساقط الشعر فجأة ويترك واحدة أو أكثر من البقع المستديرة والناعمة. عندما يتفاقم داء الثعلبة، قد يتساقط كل شعر جسم الطفل. أصل هذا الداء غالباً عاطفي أو نفسي. غالباً ما ينمو الشعر من جديد بعد إيجاد العلاج المناسب.
علاج تساقط الشعر
يبدأ علاج تساقط الشعر بمعالجة السبب الحقيقي للتساقط. يُنصح أولاً باستشارة طبيب الأمراض الجلدية فور ملاحظة مشكلة تساقط الشعر لتداركها باكراً. فبالتأكيد من الأسهل تأخير تساقط الشعر بدلاً من إعادة نموه.
نادراً ما تكون نتيجة علاج تساقط الشعر فورية، وقد يستغرق العلاج أكثر من 8 أشهر لينمو الشعر مجدداً، ويستعيد بريقه وحيويته.
مع تقدم الطب تتقدم أساليب علاج تساقط الشعر، وبات يوجد عدد كبير من العلاجات أبرزها:
العلاج بحقن البلازما وكذلك علاج الميزو (mesotherapy) في فروة الرأس، بالإضافة إلى عمليات زراعة الشعر.
لعلاج تساقط الشعر، يوصى عادة باتباع نظام غذائي متوازن وغني بالبروتين. ويُنصح بالتوقف عن استخدام مستحضرات العناية بالشعر القوية ومصادر الحرارة مثل مجفف الشعر.
تحذير:
لا يمكن اللجوء إلى المكملات الغذائية والفيتامينات التي تعمل على تعزيز نمو الشعر والدورة الدموية في فروة الرأس، من دون استشارة الطبيب المختص لمعرفة سبب أو أسباب تساقط الشعر.
حتى استعمال منتجات مكافحة تساقط الشعر، التي قد تكون غسولاً أو مصلاً أو منظفاً (شامبو) أو زيتاً، تحتاج إلى استشارة طبية لمعرفة أيها الأفضل لنوعية الشعر وسبب تساقطه.
الزيوت الأساسية لمحاربة تساقط الشعر
تشتهر الزيوت الأساسية بفوائدها المتعددة والمتنوعة. وفعاليتها كبيرة في علاج تساقط الشعر. من بين الزيوت الأساسية التي يمكن أن تعالج الثعلبة وتساقط الشعر، يوجد الزيت العطري لأرز أطلس (Atlas cedar) وإكليل الجبل (rosemary) وأوراق الغار (laurel) والخزامى (lavender) والجريب فروت (grapefruit) وشجرة الشاي (tea tree) والعرعر (juniper) والليمون (lemon).
من الممكن مزجها بالشامبو المعتاد أو وضعها على الشعرة (ماسك). ومن المستحسن احترام المقادير.
من الممكن أيضاً تحضير منتجات منع تساقط الشعر القائمة على الزيوت الأساسية بالمنزل وبعد استشارة الطبيب. وهذه بعض الوصفات المنزلية سهلة التحضير.
- للوقاية من تساقط الشعر:
يوضع في عبوة الـ"شامبو" معتدل الحموضة، 5 مل من زيت الغار العطري و50 قطرة من زيت شجرة الشاي الأساسي.
- يُمزج 50 مل من الزيت النباتي الحامل (زيت الزيتون مثلاً)، مع 15 قطرة من زيت أرز أطلس (Atlas cedar)، و10 قطرات من الزيت العطري لخليج سانت توماس، و 5 قطرات من زيت الجريب فروت العطري، و5 قطرات من زيت روزماري سينول (Rosemary Cineole).
هذا المزيج يستخدم مرتين في الأسبوع، ويترك على الشعر لمدة لا تقل عن ساعة، في كل مرة.
علاج تساقط الشعر بالطب العربي القديم
تذخر مكتبة الطب العربي القديم بعلاجات أمراض فروة الرأس وأسباب تساقط الشعر. وقد أشار ابن سينا في كتابه "القانون في الطب" إلى أن فرك فروة الرأس بالزيت المستخرج من بذور الحلبة (Fenugreek seeds) يمنع تساقط الشعر، ويؤدي إلى التئام الجروح، بالإضافة إلى العديد من الفوائد.
وهذا ما أثبتته الدراسات الحديثة، فبذور الحلبة لها دور في الحصول على شعر صحي، لاحتوائها على مادة الليسيثين (lecithin)، التي تساعد على ترطيب وتعزيز صحة الشعر من خلال تقوية جذوره ومحاربة تساقطه.
تحتوي بذور الحلبة أيضاً على هرمونات محفّزة لنموّ الشعر، وعلى العديد من البروتينات المسؤولة عن تقوية الشعر ومنع تقصفه، ما يعطي الشعر مظهراً حيوياً، ويزيد من نعومته، ويجعله أكثر كثافةً.
استُعمل زيت الزّيتون منذ قرون في الخلطات القديمة للحفاظ على الشَّعر، والمساعدة على جعله كثيفاً وطويلاً.
كما أن العرب قديماً، كانوا من أكثر الشعوب التي استعملت زيت الزيتون لتغذية الشعر وعلاجه، وما زالوا حتى الآن، لأن فوائد زيت الزيتون كثيرة، فهو مليء بمضادات الأكسدة، الّتي تحافظ على صحة فروة الرأس، وتعالج التلف الناتج عن استعمال المواد التجميلية للشعر.
إن تدليك فروة الرأس بزيت الزّيتون، يعمل على تنشيط الدورة الدموية، ويحافظ على صحة الشعر وتقوية بصيلاته.
استعمل العرب قديماً البيض لتغذية الشعر وعلاج مشكلات الشعر الجاف. إذ يحتوي البيض على البروتينات واللسيثين، الذي يساعد في إصلاح الشعر ومنحه الترطيب والرونق.
يفضل استعمال زيت الزيتون أو زيت جوز الهند أو زيت الخروع مع البيض للحصول نتائج أفضل.
منذ آلاف السنين عرف العرب والمصريين القدماء فوائد الحناء الصحية والتجميلية للشعر. إذ تحتوي الحناء على مواد مطهرة لفروة الرأس من الميكروبات والطفيليات، بالإضافة إلى تغذيتها للشعر ومنحه القوة والصلابة.
أما فوائد البصل للشعر فقد عرفها العرب والمصريون القدماء واليونانيون، لعلاج الصلع وتساقط الشعر، وعرفوا أهميته في تغذية فروة الرأس وتنشيط نمو الشعر وتقويته، لأنه ينشط الدورة الدموية.
كما يوصي الآن بعض الخبراء باستعمال عصير البصل للتخلص من مرض الثعلبة والصلع بشكل فعال، وعلاج الشعر التالف والمتقصف، وترطيب فروة الرأس.
كما أن استعمال البصل والثوم معاً (الفيديو) يعيد للشعر ليس فقط صحته ورونقه بل أيضاً لونه الأساسي.
كما إن قدامى العرب والمصريين عرفوا فوائد الثوم لعلاج تساقط الشعر وتقويته. إذ يحتوي على الكالسيوم والزنك والكبريت، كما يحتوي على السيلينيوم، وكلها عناصر ضرورية لنمو الشعر وتغذيته ومنع تساقطه.
ويحتوي الثوم أيضاً على نسبة عالية من فيتامين C المفيد لصحة الشعر، أما المواد الكبريتية الموجودة في الثوم، فتتميز بقدرتها على قتل الجراثيم والبكتيريا التي تسبب أضراراً لفروة الرأس وتمنع نمو الشعر.