جفرا نيوز -
جفرا نيوز - خلال الأسابيع الأخيرة، باتت فرنسا تواجه مشكلة صحية عامة، حيث رصد العديد من مرتادي الأماكن العامة في باريس انتشار حشرة بقّ الفراش في القطارات ودور السينما والمدارس وغيرها.
ونشرت وسائل إعلام فرنسية إحصائية تُشير إلى أن أكثر من مليون ونصف المليون منزل في فرنسا غزته حشرات بقّ الفراش.
وقالت بلدية باريس إن هذا الانتشار الكثيف للبقّ يدعو للقلق، كما طالبت الحكومة بوضع خطة عمل لمكافحته، خاصة وأن البلاد مقبلة على استضافة دورة الألعاب الأولمبية العام القادم.
لم يقف القلق عند الحدود الفرنسية بل تعداه إلى بعض دول الضفة الجنوبية من البحر الأبيض المتوسط، حيث أعلنت كل من تونس والمغرب والجزائر تفعيل نظام اليقظة الصحية كإجراء استباقي لمحاربة أي انتشار محتمل لبقّ الفراش.
ما هو بقّ الفراش؟
بقّ الفراش هو حشرة بلا أجنحة من فصيلة الطفيليات، ولونها بني مائل للإحمرار.
والمعروف عنها أنها تحب الظلام وتنشط ليلا؛ لتتغذى على دم الإنسان والحيوانات عبر لدغها. كما يناسبها العيش في بيئة دافئة ورطبة، ولذلك يعتقد خبراء أن الطقس الحار الذي شهدته فرنسا قد يكون من أحد عوامل عودة بقّ الفراش للظهور من جديد .
وهذه الحشرة الصغيرة التي يعادل حجمها حجم بذرة التفاح، يتراوح طولها بين 4 إلى 7 مليمترات، وتتغلغل في ثنايا وزوايا الأسِرَّة والمراتب والأثاث والملابس بكل سهولة.
ويعد البقّ آفة منزلية مزعجة يصعب القضاء عليها، إذ يكفي وجود أنثى واحدة من البقّ في المنزل لتكوين بؤرة لانتشاره بأعداد كبيرة، فأنثى منه قادرة على وضع ما بين بيضة واحدة وخمس بيضات يوميا، ويمكن أن تضع ما يصل إلى 500 بيضة خلال دورة حياتها، ما يعني أن لديها قدرة كبيرة على التكاثر.
وتوجد أدلة عدة عبر التاريخ تبرهن على وجود البقّ منذ زمن، منها نصوص قديمة تعود إلى زمن أرسطو. وظل انتشار البقّ أمرا شائعا حتى اكتشاف مادة الـ DDT المبيدة للحشرات التي ساعدت في السيطرة عليه بشكل فعال وبتكلفة بسيطة.
إذا لماذا لا يزال البق منتشرا رغم وجود مبيدات حشرية فعالة؟
الجواب بكل بساطة: سرعة الانتشار.