جفرا نيوز - يعتمد العلاج النفسي الناجح على بناء الثقة بشكل تدريجي بين المريض والمعالج، ولكن من دون تحوُّل العلاقة إلى صداقة، وقد يعني إجراء الكثير من جلسات العلاج النفسي، أنكِ كثيراً ما تشاركين حقائقكِ عن الحياة والتجارب والأفكار مع معالجكِ.
واعتماداً على نوع العلاج الذي وقع اختياركِ عليه، يمكن لمعالجكِ بعد ذلك التحقق من صحة مشاعركِ شفهياً، ومساعدتكِ في إعادة تقييم الموقف، ومشاركة الأفكار التي يمكن أن يكون لها تأثيرٌ قويٌ على الطريقة التي ترَين بها نفسكِ والعالم.
والعلاقة القوية مع معالجكِ النفسي ليست مثل الصداقة، ولكن يمكن أن يساعدكِ فهم واحترام الحدود بينكما، على الاستمرار في تحقيق أهدافكِ العلاجية بنجاح.
أسباب لا يمكن أن تجعل من معالجكِ النفسي صديقاً
العلاقة بين المعالج النفسي والمريض والصداقة متعارضة بشكل متبادل، هذا لا يعني أنه لا يمكنكِ بناء علاقة جيدة مع معالجكِ، ولكن يجب أن تكون هذه العلاقة بعيدة تماماً عن الصداقة، للأسباب التالية:
1- العلاقة بين المعالج والمريض فريدة من نوعها
مكتب المعالج النفسي هو مكان آمن؛ حيث يمكنكِ الانفتاح واستكشاف التحديات التي تشعرين بأنها تؤثر على جوانب أخرى من حياتكِ، ويمكن أن توفر علاقتكِ بمعالجكِ أيضاً، طريقة آمنة لاستكشاف كيفية الانتقال في العلاقات بشكل عام.. ومتخصصو الصحة النفسية مدربون على تفهم مشاعركِ واحتوائها، مع تنحية مشاعرهم جانباً إلى حد كبير؛ مما يجعل العلاقة فريدة وعلاجية للغاية.
2- الرابطة العلاجية أحادية الجانب
على الرغم من أن هذا قد يبدو شيئاً سلبياً، إلا أنه يجعل العلاج ناجحاً؛ فالمعالج الخاص بكِ، هو محترف تدفعين له مقابل وقته، ووقتكما معاً يتعلق تماماً بمشاعركِ وتجاربكِ؛ لأنها مساحتكِ الخاصة.
والعلاج هو فرصة لك للتحدث عن أيّ شيء ترغبين في الإفصاح عنه، وإن كان ذلك بتوجيه من معالجكِ، ولكن لا تتوقعي أن يشارك المعالج أيَّ جانب من جوانب حياته الشخصية والخاصة.
والفارق هنا واضح؛ فإذا كان لديكِ صديق يتحدث عن نفسه فقط، ولم يطرح عليكِ أيّة أسئلة أو أبدى اهتماماً بحياتكِ؛ فقد تبدأين في التشكيك في صداقته، ولكن تم تصميم العلاج النفسي ليكون من جانب واحد؛ مما يمنحكِ مكاناً آمناً للانفتاح من دون خوف من الحكم، أو القلق من أن تكوني أنانية بالحديث فقط عن نفسك من دون إنصات للآخر.
3- الحدود جزءٌ مهمٌ من العلاج
الحدود الصحية هي إحدى الطرق الرئيسية التي يساعدكِ بها المعالج في العمل على تحدياتكِ، وهذا مهم بشكل خاص، إذا كانت لديك ميول لإرضاء الناس، أو لديك مشكلة في قول لا، أو تشعرين بالمسؤولية المفرطة عن مشاعر الآخرين، أو تواجهين صعوبة في جعل حدود في مجالات أخرى من حياتكِ؛ إذ يمكن أن يساعدكِ العلاج في تعلُّم كيفية القيام بذلك.
وعلاقتكِ بمعالجكِ تنطوي على حدود واضحة من البداية؛ حيث يتم تحديد عدد مرات لقائكما، ومدة كل جلسة وسعر الجلسة، ومقدار الاتصال المسموح به بين الجلسات.
4- المعالجون لديهم مدونة أخلاقية مهنية يجب اتباعها
يلتزم جميع العاملين في مجال الصحة العقلية بالإرشادات الأخلاقية المصممة لحمايتهم وحماية مرضاهم، وتشتمل مدونة قواعد السلوك الصادرة عن الجمعية الأمريكية لعلم النفس (APA)، على قسم يتعلق بـ"العلاقات المتعددة"، وهو يشير إلى المعالج الذي يؤدي أدواراً مزدوجة في حياة المريض.. وتُحظر مثل هذه العلاقات إذا كان لديها القدرة على أن:
- تُضعف موضوعية المعالج
- تجعل العلاج أقل فعالية
- تسبب ضرراً للمريض
كما تحذر مدونة أخلاقيات جمعية الاستشارة الأمريكية (ACA)، المعالجين من تمديد العلاقة إلى ما بعد الحدود المهنية، ومع ذلك؛ فإنه يُسمح ببعض الاستثناءات.
على سبيل المثال، يعَد حضور حفل زفاف أو تخرج العميل، أو زيارة قريب العميل المريض في المستشفى، سلوكيات مقبولة من المعالج النفسي.