النسخة الكاملة

إنجاب الرجال بعد سن الـ55 عاماً.. خطر على أطفالهم

الخميس-2023-05-20 01:45 pm
جفرا نيوز -


جفرا نيوز - يُنجب البعض أحياناً في وقت متأخر من حياتهم، إما بسبب الزواج في سن متقدم، أو نتيجة تأخُّر الإنجاب لأسباب طبية، ورغم ما يمثله ذلك من مخاطر على المواليد إذا كانت الأم في سن كبير، إلا أن البعض لا يعلم أن هناك مخاطر أيضاً إذا أنجب الرجال بعد سن الـ55 عاماً؛ حتى ولو كانت الأم في عمر الشباب.

وجدت دراسة، أنه بمجرد بلوغ الرجل سن الخمسين؛ فإنَّ خطر إنجاب طفل مصاب بالتوحد، يكون أعلى بعشر مرات من خطر إصابة طفل أنجبه رجل في العشرينيات من عمره؛ حيث يتضاعف هذا الخطر كل عَقد بعد ذلك.



مخاطر عالية للإنجاب المتأخر

وأظهرت دراسة أخرى أُجريت على أكثر من 40 مليون ولادة في الولايات المتحدة، أن الآباء الذين تَزيد أعمارهم عن 45 عاماً، لديهم فرصة أكبر بنسبة 14 في المئة عن الآباء في العشرينيات والثلاثينيات، بإنجاب أطفال قبل الأوان، وبوزن منخفض عند الولادة.

ويُعتقد أيضاً، أن الآباء الأكبر سناً، أكثر عُرضة لخطر إنجاب طفل يعاني من التقزم، وبعض الاضطرابات النفسية مثل: الفصام، والاضطراب ثنائي القطب، وأمراض القلب والأوعية الدموية.

قال الدكتور ستيوارت فيشر، طبيب الطب الباطني في نيويورك: "إنه أمرٌ محفوف بالمخاطر، أن يتم إنجاب طفل في سن الشيخوخة؛ لأنَّ الآباء الأكبر سناً، ليسوا مثل الوالدين البالغين من العمر 20 عاماً، من الناحية البيولوجية".



مخاطر إنجاب الأمهات بعد سن الثلاثين

ارتفع متوسط عمر الآباء الجدد والأمهات بشكل ملحوظ في العقود الأخيرة، ويعتقد الخبراء أن السبب في ذلك، هو أن الكثير من النساء يسعين وراء الفرص المهنية للاستقرار مادياً قبل الزواج.

وفي الوقت نفسه؛ فإن النساء اللائي ينتظرن إنجاب أطفال بعد سن الثلاثين، يتعرضن لمخاطر مختلفة أيضاً من العيوب الخِلقية، إلى تشوّهات الكروموسومات مثل متلازمة داون.

وتزداد فرصة إنجاب طفل مصاب بمتلازمة داون بمرور الوقت، من حوالي 1 من 1250 للمرأة التي تحمل في سن 25، إلى حوالي 1 من كل 100للمرأة التي تحمل في سن الـ 40، وذلك لأن البويضات الأكبر سناً، أكثر عُرضة لخطر انقسام غير سليم للكروموسوم، في عملية تسمّى: الانقسام الاختزالي. 

عادةً ما يتسبب الانقسام الاختزالي في خفض الكروموسوم إلى النصف؛ فقد ينتهي الأمر بالبويضة أو الحيوانات المنوية بالكثير من الكروموسومات، أو عدم وجود عدد كافٍ من الكروموسومات، وبمجرد اكتمال الإخصاب، يمكن أن يتلقى الطفل بعد ذلك كروموسوماً إضافياً- يسمّى التثلّث الصبغي- أو يكون لديه كروموسوم مفقود يسمى أحادي الصبغي، ويمتلك الأشخاص المصابون بمتلازمة داون، نسخة إضافية من كروموسومهم الحادي والعشرين.




العلاقة بين تأخر إنجاب الآباء والإصابة بالتوحد 

العلاقة بين تقدم سن الأب والتوحد موجودة؛ إذ يعتقد بعض الخبراء، أن السبب واضح وبيولوجي؛ حيث يمكن أن تتراكم الطفرات الجينية، وتنتقل إلى الأطفال مع تقدم الرجال في العمر وانقسام خلايا الحيوانات المنوية.

وتظل صلة التوحد بسن الأب قيدَ التحقيق لعقود؛ بناءً على دراسات عالمية موسّعة، شملت الآلاف من قواعد البيانات الحكومية وسجلات المواليد.

وجد تحليل عام 2010 للبيانات السويدية، أن الرجال الذين تَزيد أعمارهم على الـ55 عاماً، هم أكثر عُرضة لأربعة أضعاف، لإنجاب طفل مصاب بالتوحد؛ مقارنةً بالرجال الذين تقل أعمارهم على الـ30 عاماً.

قالت الدكتورة مورين دوركين، عالمة الأوبئة المتخصصة في دراسة التوحد في كلية الطب والصحة العامة بجامعة ويسكونسن: "تزداد احتمالية إنجاب طفل مصاب بالتوحد، مع تقدم سن الوالدين بشكل كبير، عبْر الدراسات الكبيرة".

في حين أن خطر إنجاب الأب الجديد في سن الخمسين فأكبر، لطفل مصاب بالتوحد، أعلى بحوالي عشر مرات من نظيره الأصغر سناً؛ فقد تم التوصل إلى هذا الاكتشاف من حجم عينة تصل إلى حوالي 132000 شخص؛ حيث تم تحديد 110 حالة من اضطراب طيف التوحد.

وحددت دراسة دولية شاملة، حجم المخاطر بناءً على بيانات من أكثر من 5.7 ملايين مولود في خمسة بلدان؛ حيث وجد الباحثون أن فرصة إنجاب طفل مصاب بالتوحد، كانت أعلى بنسبة 28% بين الآباء الذين كانوا في الأربعينيات من العمر، و66% أعلى للرجال في الخمسينيات من العمر؛ مقارنةً بمن هم أصغر من 30 عاماً.
© جميع الحقوق محفوظة لوكالة جفرا نيوز 2024
تصميم و تطوير