جفرا نيوز -
جفرا نيوز - الثقة بالنفس من أكثر الصفات التي يكتسبها الطفل تأثراً بوالديه، بجانب أسلوب التربية، ويوماً من بعد يوم وعاماً من بعد عام تزداد الثقة رسوخاً بقلب الطفل، وتترجم في سلوكيات ومواقف وعلاقات، ولكن هل كل الآباء قادرون على بث هذه الثقة في نفوس أطفالهم فيشبوا عليها؟ هل يحتاط الوالدان في كل ما يقولون وما يفعلون تجاه أطفالهم! يدركون أن ثقة الطفل بنفسه تفتح له أبواباً من النجاح والتميز في كافة المجالات الدراسية والعاطفية والاجتماعية! الجواب"لا"؛ هناك بعض الآباء يرتكبون أخطاء تدمر ثقة الطفل بنفسه ولا تنميها، بل ربما تمحوها من الأساس.
اللقاء ومحاضرة التنمية البشرية وأستاذة طب النفس الدكتورة فاطمة الشناوي للشرح والتفسير.
الثقة بالنفس تحفظ للطفل صحته الجسدية والنفسية
يسعى جميع الناس في هذا العصر لزيادة قدراتهم ومعارفهم؛ لاكتساب الثقة في النفس، والتي تعد من الصفات الهامة للحفاظ على الصحة الجسدية والنفسية، والتمتع بهذه الثقة تساعد الشخص على أن يصبح ناجحاً في حياته.
الثقة بالنفس وقوة الشخصية، هما كل ما يطمح أن يحصل عليه الإنسان، فالثقة تعني تقبُّل الإنسان لكل سلبياته وإيجابياته الجسدية والشخصية والفكرية، والتعايش معها، بل والاعتزاز بها، ومن هنا تنبع القوة.
والثقة بالنفس؛ هي الثقة في قدرات ومهارات الطفل وصفاته وتقييمه للأمور، وهي من الصفات التي يُربى عليها منذ الصغر، وتعد مفاتيح نجاحه في كل جوانب حياته الاجتماعية والأسرية والتعليمية والمهنية.
ومن صفات الطفل الواثق بنفسه، أنه يعتمد على نفسه، ويحترم ذاته ويقدّرها، ويحب نفسه ولا يؤذيها، ويدرك كفاءاته، ويثق بقدرته على اتخاذ القرارات الصحيحة.
وبناء على هذا يتسم الطفل الواثق، بالتفاؤل والاطمئنان والقدرة على تحقيق أهدافه، وتقييم الأشخاص والعلاقات بصورة صحيحة.
من هنا كانت أهمية تحفيز الآباء لثقة أطفالهم بأنفسهم، وتجنب ارتكاب الأخطاء -التربوية- التي تدمر هذه الثقة.
كيف أجعل ابني قيادياً ؟
معاقبة الأطفال أمام الآخرين
جميعنا يرتكب الأخطاء عند تربية الأطفال، ومن ضمن هذه الأخطاء الخطيرة التي قد تؤثر سلباً على الأطفال في المستقبل، هو أن يفقد الآباء والأمهات أعصابهم ورباطة جأشهم عندما يرتكب الطفل خطأً كبيراً أو صغيراً؛ فيقومون بالانفعال والغضب والبدء بالصياح.
وربما ضربهم وتوبيخهم بشدة أمام الآخرين، الأمر الذي يجعل الأطفال يشعرون بالخجل الشديد من رؤية الآخرين ونظراتهم، وهم يتعرضون للتوبيخ، وهذا ينتج عنه في المستقبل طفل ليس لديه شعور بالثقة لا في نفسه ولا الآخرين.
التمسك بتربية الأجداد وإسقاطها على الأطفال
من الطبيعي تعرض بعض الآباء والأمهات لأساليب غير سليمة أثناء نشأتهم وتربيتهم، ولكن هذا لا يعني أن نتبع نفس الأسلوب مع الطفل الابن، بل هناك دائماً فرصة جديدة، لتصحيح الوضع الذي أزعجنا ونحن صغار، وأثر سلباً على شخصياتنا ونحن كبار.
على سبيل المثال بدلاً من طريقة الضرب في التأديب، التي من الممكن أن يكون الآباء قد اعتادوها في الماضي، يمكن أن نستبدلها بثقافة الاعتذار، وإبداء الندم على الخطأ، والتعهد بعدم تكراره مرة أخرى.
شجعي طفلتك على إظهار مشاعرها وعواطفها معك
من المهم أن يتعلم الآباء والأمهات أن العناق وإظهار عاطفتهم وحبهم لأطفالهم مهم للغاية؛ فإخفاء المشاعر والعزلة العاطفية والوجدانية عن الأطفال، تجعلهم غير مهتمين بإقامة أي علاقات صداقة، أو أي علاقات طيبة تجمعهم بالآخرين، ما يؤثر عليهم سلباً عندما يحين الدور عليهم لإنشاء أسرتهم الخاصة.
لا تبالغي في التسامح ولا تفرطي في حماية طفلتك
قد يؤدي التسامح المفرط من قِبل الأبوين، وعدم تحديد عقاب مناسب لأخطاء الأطفال، إلى جعلهم أشخاصاً يتسمون بالأنانية الشديدة ويصعب التعامل معهم، أما الإفراط في حماية أطفالنا وعدم السماح لهم بالاعتماد على أنفسهم، وعدم إعطائهم مساحة كفاية من الحرية؛ للاعتماد على الذات سيجعل منهم أشخاصاً جبناء خائفين طوال الوقت، ويفتقرون لمهارات القيادة وغير جديرين بالمسؤولية.
تجاهل المشاكل والتهرب منها
يعتقد كثير من الآباء والأمهات أن سياسية التجاهل والتهرب من مواجهة أو مشاركة مشكلات أطفالهم، هو الحل لإنهاء المشكلة. وهذا خطأ كبير، فالأمر يؤثر سلباً على الأطفال ويجعلهم يفقدون -هم أيضاً- القدرة على التعبير عن أنفسهم، وشرح ما بداخلهم من غضب، لذلك يجب على الآباء تعلم كيفية الاستماع لأطفالهم واحترام مشاعرهم وتحفيزهم للكلام عن وجهة نظرهم.
لا تحفزي طفلك على الهرب من أي مسؤولية
يعتقد بعض الآباء أن الأعمال المنزلية ستثقل كاهل الطفل، وتشغلهم عن دراستهم، وكأنهم يحفزون أطفالهم على الهرب من المسؤولية، بينما العكس هو الصحيح؛ مشاركة الطفل في أعمال المنزل تساعده على أن يصبح أكثر مسؤولية. وهذا يزيد من ثقته بنفسه.
وتربوياً يعد القيام بالواجبات المناسبة لسنّ الأطفال، تساعدهم على الشعور بالإتقان والقدرة على الإنجاز، لذا سواء طلبت من طفلك المساعدة في حمل الأطباق أو إعداد السفرة، فإن المسؤوليات تعد فرصاً للأطفال ليروا أنهم قادرون ومؤهلون.
عزل الأطفال حتى لا يرتكبوا الأخطاء
يميل الكثير من الآباء لإنقاذ أطفالهم قبل سقوطهم، لكن منعهم من ارتكاب الأخطاء أو عزلهم عنها وحمايتهم منها، يحرمهم من فرصة تعلّم كيفية التعافي، سواء نسي طفلك أوراقه وألوانه قبل حصة الأنشطة، أو أخطأ في بعض الأسئلة في اختبار الرياضيات، وتربوياً هذه الأخطاء أعظم معلم في الحياة. فلا تمنعهم أيها الأب من تجربتها والتعلم منها.
الطفل الذي يواجه الحياة يزداد ثقة بنفسه
الطبيعي أن إبقاء الطفل داخل مكان آمن مغلق وبعيد عن المخاطر، يجنب الوالدين الكثير من القلق، لكن هذا العزل والتحويط الزائد يبعد الطفل عن التحديات ما يعيق تطوره.
اسمحي لطفلك بتجربة ومواجهة الحياة، امنحيه الفرصة لاكتساب الثقة في قدراته على التعامل مع كل ما تضعه الحياة في طريقه.