جفرا نيوز -
جفرا نيوز - كتب - أنس الطنطاوي
رئيس قسم الإعلام .. مستشفى الرشيد للطب النفسي والادمان
مادة غير طبيعية بل هي مخدر كيمائي بالكامل الأمر الذي كان سبباً رئيساً في تسارع انتشارها ويتم تصنيعها من الميثا امفيتامين الممزوج بشوائب ومواد اخرى متغيرة. وبالحديث عن مادة الكريستال (الشبو) فهي من أعقد المواد المخدرة الموجود حاليا في العالم ولهذا النوع من المخدرات تاريخ قديم في أكثر من قارة الا أنها شهدت انتشاراً واسعاً ومتسارعاً في المنطقة العربية في السنوات الأخيرة وهذا بحسب الارقام والاحصاءات المعلنة من الجهات المعنية وتسببت في حدوث اعداد كبيرة من الوفيات في المنطقة كونها من المواد التي تؤدي الى الموت المفاجىء ولاسباب متعددة وقد ادى انتشارها ايضا الى ارتكاب جرائم نوعية وفظيعة في العديد من الدول ونحن في الاردن وبطبيعة الحال جزء من هذه المنظومة الجغرافية ولا بد من ان نكون قد تاثرنا بظهورها ونتائج تعاطيها وهناك جهود كبيرة تبذل من قبل المؤسسات المعنية بمكافحتها والسيطرة عليها وهي جهود ملاحظة من قبل الجميع.
أسباب كثيرة ساهمت في ذلك كله واهمها مشكلات واضطرابات في المحيط أوجدت بيئة وأرضية مناسبة لتنامي شبكات تصنيع وتهريب هذه المواد وتفاقم ذلك في ظل وجود اعلام سلبي عالمي يدعم هذا النشاط والذي تقوده عصابات تهريب المخدرات عبر شبكة الانترنت لتعزيز تجارتهم القذرة من خلال ادارتهم لمواقع مشبوهة تعمل على تجميل صورة هذه المادة ومواد مخدرة اخرى مثل مادة الكبتاجون او مايسمى بالكبت وتزييف الحقائق حولهما بواسطة بث او نشرمعلومات وافلام ومقاطع وبوستات تحمل محتوى بعيد كل البعد عن الحقيقة، الأمرالذي يحملنا نحن كمؤسسات معنية وخبراء في القطاعين العام والخاص المسؤولية الأكبرلايجاد تياراعلامي ووقائي مضاد ضمن طريقة علمية وبرامج ممنهجة وموجهة لشبابنا يوازي او يفوق تيارالإعلام السلبي.
وبالتوسع في الحديث عن هذه المادة فهي منشطات شديدة التأثير وسريعة الإدمان يدمنها الشخص بمجرد تعاطيها لمرة واحدة او مرتين على الأكثر، مهلكة للجسد وقاتلة للانسان فلا نبالغ إن قلنا أن الجرعة الأولى منها هي البداية الفعلية للموت السريع.
ومن شدة تأثيرها فانه و بمجرد تعاطيها تسيطر على الإنسان حالة من الهلوسات السمعية والبصرية فيشاهد تخيلات لا اساس لها من الصحة وهذا المستغرب علميا لان جميع المواد المحفزه او المنشطة لا تسبب الهلوسات بشكل مباشر بل تسبب اعراض اخرى كمنشط سلبي للجهاز العصبي، ولكن الملفت هنا ظهور الهلوسة في حالة الكريستال وهذا مؤشر لا بل ودليل على ان مصنعي وتجار هذه المادة يمزجون مواد كيميائية مهلوسة مع اصل المادة المنشطة فتجد بأن اعراضها مزدوجة ومختلفه تماما وان وظائف الدماغ تتغير بطريقة تدفع متعاطيها لارتكاب الجرائم وخاصة الجرائم الواقعة على الانسان بسبب تلك الهلوسات اعتقادا منه بانه في حالة الدفاع عن نفسه في بعض الحالات بسبب ما يسمعة اويراه وهذا يشكل لدى متعاطيها دوافع لسلوك عدواني رهيب.
وفي جلوسي في فترة سابقة مع احد المرضى المتعافين من هذه المادة بهدف تعبئة استبيان لغايات البحث العلمي ذكر لي بأن الهلوسات التي كان قد تعرض لها اثناء فترة التعاطي كانت على شكل سماعه لأصوات تهدده بالموت وكان يسمع ايضاً اصوات انفجارات مدوية فيضطر للهروب وباتجاهات لا يدركها الامر الذي اضطره في احدى المرات لدخول احد المنازل في وضح النهار وتعرض للضرب المبرح من سكان المنزل والمجاورين وتم نقله على اثرها الى المستشفى ووجد نفسه امام القضاء. ايضا وفي حديثه حول الهلوسات البصرية تحدث بانه كان يشاهد نار وافاعي وحيوانات مفترسة الامر الذي يثبت بان تجار ومصنعي هذه المواد لايهمهم ان كانت تحوي مواد منشطة او ملهوسة او كلاهما بقدر ما يهمهم سرعة الادمان عليها وتعلق الشباب بها ليصبحوا ضحايا لهم وبالطبع فانه لا يوجد قواعد علمية لافعالهم الغير مشروعة وقد ثبت ذلك علميا من خلال التقارير المخبرية التي اثبتت اضافة مواد تحفز المستقبلات العصبية في الدماغ ومواد اخرى شديدة الاشتعال لهذا النوع من المخدر.
وهنا فانك تجد بان متعاطي الكريستال(الشبو) دائما في عصبية زائدة وحالة هستيرية مع فقدان السيطرة على الذات الامر الذي قد يدفعه لقتل احد المقربين له او اي شخص بريء اخر، أو حتى لقتل نفسه وتلك اشد أعراض إدمان مادة الكريستال (الشبو) وخاصة في المراحل المتقدمة من الادمان. وهنا تكمن اهمية الاكتشاف المبكر من قبل الاهل والتربويين لحالات الادمان ولكن الاهم من هذا كله هو تقديمهم للعلاج حال الاكتشاف وذلك للحصول على نتائج افضل وقبل احداث الخلل الكلي او الجزئي في الجهاز العصبي او ارتكابه للمحظور وخاصة ان بعض الاسر يتسترون على حالات الادمان لابنائهم بعد اكتشافهم خوفا من الوصمة الاجتماعية على حد اعتقادهم وهذا بكل تاكيد سيؤدي الى تفاقم الامر الى الحد الذي ذكرناه سابقا وهنا يجدر بنا أن نذكر بان السلوك الادماني سلوك متنامي ومتصاعد بسبب الحاجة الملحة للحصول على الجرعة المخدرة.
معلومات عن مادة الكريستال "الشبوه" المخدرة
-تعتبر من المؤثرات العقلية الخطيرة، وهي مسحوق بلوري او بودرة بيضاء عديمة الرائحة واسمها مشتق من تشابه مظهرها وتكون احيانا على شكل الشظايا الصغيرة للزجاج أو الكريستال، أشبه بالسكر الفضي المكسر او المحطم ويطلق عليها الشبوة او الشبو او الكرس في بعض الدول، وهناك اسماء اخرى مرغِّبة يطلقها مروجي هذه المادة لترغيب الشباب وايقاعهم بها وخاصة ان فئة المراهقين والشباب قد تستهويهم بعض المسميات ودون النظر الى اية تبعات اخرى ولا يجدر بنا ذكرها هنا.
-يتم تعاطيها عن طريق الحرق والشم أو الحقن احيانا وهي مادة سريعة الادمان بغض النظرعن طريقة التعاطي.
-يدخل في تصنيعها مواد خطرة قابلة للاشتعال وقد تحدث تفاعلات كبيرة ومدمرة داخل الجسم وخاصة الرئتين.
المخاطر والاعراض :
يؤدي تعاطي الكريستال "الشبوه" الى:
-عصبية زائدة وحالة هستيرية وعدوانية شديدة ينتج عنها ردود افعال صادمة ولا تتلائم مع المواقف التي يتعرض لها
-مخرجات الشخص في الحديث غير منطقية وغير مترابطة سواء كان تحت تاثير المادة المخدرة او عند ظهور الاعراض الانسحابية وحاجته لها
-اضطرابات نبضات القلب
-ارتفاع ضغط الدم
-الارتباك العصبي
- جحوظ حدقة العين وجفاف الشفتين
-جنون العظمة والثقة الزائفة بالنفس احيانا
-الأفكار الانتحارية والتفكير بالقتل
-ارتفاع الحرارة والإسهال والإمساك
-صرير الأسنان
-فقدان الوزن بشكل مفاجىء
-نوبات الهلع
-الارق الشديد وقلة النوم والتي قد تمتد لأيام ولكن دون ادراك أو وعي لما يفعل او يجري حوله
-جفاف جلدي مع حكة شديدة وخاصة عند انقطاع الجرعة.
اهمية التقدم للعلاج ...
وهنا اؤكد على ماذكرته سابقاً عن أهمية التقدم للعلاج وهذا لن يكون الا من خلال الاكتشاف المبكر لحالة الادمان وعدم التردد او التأخرفي المبادرة كون التأخر سيؤدي الى تفاقم الحالة سؤاً سواء في النواحي الصحية او النفسية للمريض وانعكاس ذلك على النواحي الأسرية والاجتماعية والتي قد تلحق ضرراً كبيراً بالشخص وعائلته والمجتمع المحيط وخاصة بان الشخص قد يٌقدم على القيام بسلوكات غير مرغوبة سواء كان تحت تأثير المادة المخدرة او بسبب الرغبة القهرية للحصول عليها وتعاطيها كما ان التقدم المبكر للعلاج يساهم في تحقيق افضل النتائج العلاجية. ولا بد من التذكير هنا بان القوانين قد كفلت للمريض وذوية السرية التامة وعدم المسائلة القانونية ليعود الى مجتمعه انساناً سوياً ومنتجاً وقادراًعلى بناء ذاته من جديد.