النسخة الكاملة

المجالي يكتب: "مهندس وادي عربة "

الخميس-2023-01-07 06:51 pm
جفرا نيوز -
جفرا نيوز - كتب - عمرو المجالي/ باحث دكتوارة  في العلوم السياسة 

"مهندس وادي عربة " لعل هذا اول ما يتبادر إلى  اذهان الأغلبية عندما يذكر اسم دولة الدكتور الراحل عبد السلام المجالي رحمه الله تعبيراً منهم عن رفضهم لكيان الاحتلال والتعامل معه ولا ننكر عليهم رفضهم فمن منا يرغب بذلك ؟؟ فكلنا نرفض الكيان الاسرائيلي وجوده فكرياً ووجدانياً الا انه أصبح اليوم واقعاً يحتم علينا التعامل معه على الصعيد الرسمي وليس الشعبي خاصة دول الطوق الاربع الاردن ومصر ولبنان وسوريا  وإن تجاهل هذا الجسم الغريب في الجسد العربي والمنطقة لم يعد ممكناً .

وانه من المنطق ومن أسس الحكم الرشيد ان تكون براقماتيا اي عقلانيا وواقعيا في تصرفاتك وسلوكياتك على الصعيد الشخصي والسياسي وهذا ماكان عليه دولة الدكتور عبد السلام المجالي رحمه الله خاصه بكونه رئيسا للحكومة في ذلك الوقت فأن الواقع وميزان القوى العسكري والاقتصادي فرض نفسه فكان الأمر عبارة عن اكون او لا أكون  ، وإن قرار توقيع إتفاقية السلام لم يكن إعتباطيا او رغبة في بيع القضية الفلسطينية كما يشاع  فقد جاء بعد مفاوضات استمرت لثلاثة أعوام من التفاوض الاردني -الاسرائيلي ولعل أبرز الدوافع التي ادت إلى توقيع اتفاقية وادي عربة  مع الاحتلال الاسرائيلي تبعات حرب الخليج الثانية السياسية والاقتصادية التي دفعتها الاردن نتيجة وقوفها إلى جانب العراق في حربه مع الكويت فقد عانى الاردن وقتها من عزلة سياسية دولية وعربية وعلى رأسهم الولايات المتحدة الأمريكية وانقطع النفط العراقي الذي كان يشكل ٨٥ % من احتياجات النفط الأردنية ومثله النفط السعودي الذي كان يشكل ١٥% من احتياج الاردن الأمر الذي دفع الاردن إلى شراء النفط بالأسعار العالمية بالإضافة إلى انقطاع المساعدات العربية والدولية وازدياد نسب البطالة وانخفاض سعر صرف الدينار فقد استخدمت هذه الأمور كأوراق لضغط على صانع السياسة الأردنية. 

أيضا هرولة مصر لتوقيع اتفاقية السلام مع إسرائيل والمفاوضات السرية التي قادتها منظمة التحرير الفلسطينية  مع إسرائيل والتي انتهت بتوقيع اتفاق المبادئ رغم ان الاردن شدد على فكرة ان يكون الوفد المفاوض مشترك اي اردني فلسطيني ، فضلا عن تعبير الاحتلال صراحة  عن رغبته بأعتبار الاردن جزءا محوريا في اطماعه التوسعية بأعتبار الاردن جزء من الأرض اليهودية الموعودة،  ويعني ذلك إمكانية دخول الاردن بحرب معروفة النتائج قبل دخولها بناء على مؤشرات الميزان العسكري والوضع الاقتصادي  والدعم الغربي منقطع النظير لطفل المدلل إسرائيل وعلى رأسهم الولايات المتحدة الأمريكية. 

وكل مااوردته من قبل مؤشرات ودافع إلتقطها صانع القرار الأردني وتم اخذ قرار إنهاء التفاوض وتوقيع اتفاقية السلام، فأن دولة الدكتور رحمه الله قرأ المشهد جيدا وقرر ان يتحمل هذا الوزر في نظر الأردنيين .ولن اتحدث عن إنجازات هذا الرجل فأنجازاته شواهد تدافع عنه. رحمه الله الجندي والطبيب والمفكر والقائد والشيخ دولة الدكتور عبد السلام المجالي(ابو سامر)