جفرا نيوز -
جفرا نيوز - بقلم - جهاد المنسي
يطوي العام أيامه الأخيرة، يترك خلفه أياما حالكة، وبعض الأيام الجميلة المعدودة على الأصابع، ننتظر عاما جديدا لا أمل كبير ننتظره، ولا رؤى في الأفق تبعث على التفاؤل، فالعالم يصارع نفسه أزمة تتبعها أزمة، وحرب تتلوها حرب، ووباء يخلف وباء.
نودع عاما، ونشارف على عام جديد، والأردن يعاني من مديونية ترتفع، وأسعار تلتهب، وبطالة تتوسع، وفقر يتمدد، ومشاكل مجتمعية تتفاقم، وعنف أسري يتصاعد، وقضايا مخدرات تتزايد، وتراجع مداخيل المواطن، وتعثر الاقتصاد الوطني، وتواصل تراجع القطاع الزراعي، وتدني الخدمات العامة (التعليم، الصحة، الأشغال، البنية التحتية).
ندخل عام جديد، والإصلاح ما زال كلام نتحدث عنه في المنتديات والمحاضرات العامة دون أثر واضح على أرض الواقع، ندخل العام الجديد وما زلنا نأمل أن تفرض الدولة ارادتها على الجميع، وأن تتعزز سيادة القانون، وقيم المواطنة، ويسود العدل والمساوة وتكافؤ الفرص، دون أن نرى استثناءات هنا أو هناك، وتصبح الدولة عباءة جامعة يدخل فيها الجميع دون استثناء بعيدا عن الانتماءات العشائرية والفرعية والجهوية والمناطقية وغيرها.
ندخل عامنا الجديد، ونحن نرى ان بَعضُا يتطاول على الدولة بعد ان شبع من لبنها واكل خيرها، وعرف ان الزمن تغير، والوقت ليس كما كان سابقا، فتغيرت القناعات، وبات البعض يريد ان يتقاسم الكعكة كما يريد.
ندخل عامنا الجديد، وما تزال حدودنا الشمالية ملتهبة تهريبا وانشغالات، دون أن نتقدم خطوة باتجاه فتح صفحة جادة مع دمشق، مفضلين البقاء في المنطقة الرمادية التي بات ضروريا الخروج منها باتجاه ترطيب علاقاتنا أكثر مع دمشق، وما تزال بوابتنا الشرقية (العراق) على حالها لا تقدم فيها ولا استمرارية، فيما ما تزال حدودنا الجنوبية يعاني سائقو الشاحنات فيها من مشاكل الدخول والخروج وسنة الصنع وغيرها.
ندخل عامنا الجديد، وما يزال الكيان الصهيوني يقتحم الأقصى يوميا، ويدنس المقدسات ويقتل الأطفال والشيوخ والنساء تحت نظر وبصر العالم أجمع الذي انتقض لما يحدث في أوكرانيا وتوحدت عواصم الغرب ضد الدولة الروسية، وهي في الوقت عينه تشيح نظرها عما يجري في فلسطين من قبل كيان الاحتلال الفاشي، وترفض تطبيق قرارات الأمم المتحدة التي أكل الدهر عليها وشرب، وما زالت حكومات الاستعمار الصهيوني اليمينية ترفع من وتيرة تحرشها بالأردن، وتواصل العبث بولايتنا الدينية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس، وتبني المستعمرات وتحمي قطعان المستوطنين.
ندخل عامنا، ونحن ما زلنا نحتفل بالميلاد المجيد وعصابات المستعمرين الصهاينة تحتل كنيسة المهد، وتمنع الاحتفالات فيها، وتضايق المحتفلين بالميلاد المجيد، وتواصل فرض قيودها على كنسية القيامة، وتواصل عمليات القتل بدم بارد لكل من يقف بوجه إرهابها الدائم، ندخل عام جديد والعالم يواصل صمته عن جريمة الاستعمار الصهيوني بحق الشهيدة الزميلة شيرين أبو عاقلة التي قضت برصاصة قناص صهيوني نعمد قتلها بدم بارد، ندخل عام جديد والأسرى لدى الكيان الغاصب يستشهدون بسبب سوء الرعاية الصحية، والعالم يصمت.
نعم، عام جديد قادم، والصهاينة يتوسعون تطبيعا مع العرب، وما زلنا محكومون بخلافات مضى عليها اكثر من 1400 عام، ونتجادل في الفتنة، ونعتقد ان بلاد ما بعد النهرين ما يزال اسمها بلاد فارس، ويعبدون النار!!، دون أن نفطن ان الفترة الزمنية بين دخول تلك البلاد وبلاد الجزيرة الإسلام لا يتجاوز 20 عاما فقط.
ورغم كل ذاك، وعلى أمل التفاؤل لا يسعنا الا أن نقول كل عام ونحن جميعا بألف خير والأردن وشعبه بخير، وفلسطين والأقصى والمهد والقيامة بألف خير، وعيد مجيد وميلاد سعيد.