جفرا نيوز -
جفرا نيوز - بقلم عوني الداوود
( لماذا فرنسا ؟)..هذا سؤال طرحه الرئيس ايمانويل ماكرون في كلمته بالجلسة الافتتاحية لمؤتمر بغداد للتعاون والشراكة الذي عقد في البحر الميت الثلاثاء الماضي 20 كانون الاول / ديسمبر 2022.. وأجاب عنه بنفسه مشيرا الى ان فرنسا ورغم انها جغرافيا لا تنتمي للمنطقة، وهي ليست من دول الجوار للعراق، الا ان التاريخ والدبلوماسية تؤكد اهتمام فرنسا بالمنطقة وأن أمن واستقرار المنطقة مهم لفرنسا وله تأثير على منطقة حوض المتوسط.
فرنسا تاريخيا لها حضور في منطقتنا ولها مصالح سياسية واقتصادية.. وفرنسا اليوم تحتل المرتبة السابعة في قائمة الاقتصادات العالمية، وذلك بفضل الناتج المحلي الإجمالي الذي يزيد على 2.7 تريليون يورو.
فرنسا كانت لها في الماضي القريب مشاريع ومصالح اقتصادية كبرى في العراق تحديدا وفي المنطقة خصوصا، لذلك فهي حريصة بشخص الرئيس الفرنسي ماكرون على العودة للاستثمار وبقوة في المنطقة وفي مشاريع تحدّث عنها بعناوين مفصلة الرئيس الفرنسي في خطابه مشيرا الى امكانية التعاون في المشاريع التالية :
- التعاون في مشاريع بناء المناطق الصناعية المشتركة.
- العمل معا على زيادة حجم التبادل التجاري.
- تعزيز الاستثمارات المشتركة وخصوصا في الاختصاصات التقنية والتكنولوجية.
- التعاون في مجالات اصلاح النظم الصحية والتعليم والتعليم العالي.
- مشاريع البنى التحتية والمتناسقة مع الاجندة البيئية خصوصا في مجالات ( المياه والغذاء والطاقة ).
- مشاريع الطاقة المتجددة ومشاريع الطاقة المتعلقة بالربط الكهربائي ( بين الاردن والعراق، وبين العراق ودول الخليج العربي ).
- مشاريع الهيدروجين الاخضر.
وغيرها من المشاريع التي اشار اليها الرئيس الفرنسي خلال المؤتمر وبكل وضوح، مؤكدا أهميتها بخلق فرص عمل للشباب في المنطقة، ومعربا عن تطلعاته بأن يتيح مؤتمر بغداد للتعاون والشراكة الفرصة بتبني
( مشاريع عملية ) تعود بالنفع على العراق، مبديا استعداد فرنسا لتقديم المساعدات اللازمة سواء على الصعيد الثنائي او استعداد فرنسا لتبني قضايا المنطقة مع الاتحاد الاوروبي والمجتمع الدولي.
على صعيد متّصل.. فان العلاقات الاردنية الفرنسية مميزة جدا، وزاد تميزها منذ تولي الرئيس ايمانويل ماكرون منصب الرئاسة، من خلال علاقات الصداقة والثقة المتبادلة بين جلالة الملك والرئيس الفرنسي حيث كان الملك عبد الله الثاني اول زعيم عربي يلتقيه الرئيس ماكرون في حزيران / يونيو 2017 بعد توليه منصب الرئاسة، كما ان فرنسا تعد أكبر مستثمر( غير عربي ) في الاردن بحجم يزيد على ( 1.7 مليار يورو) ويمثل الاستثمار الفرنسي في قطاع الاتصالات نحو ( 66 % )من الاستثمارات الفرنسية (شركة أورنج Orange).
زيارة الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون الى الاردن ذات أهمية خاصة، ويعوّل على العلاقات المتميزة مع الاردن وجلالة الملك بزيادة حجم التبادل التجاري وبشراكات فرنسية جديدة في المشاريع الكبرى، ومنها ما اشار اليه الرئيس الفرنسي بكل وضوح من اهتمام بمشروع الربط الكهربائي بين الاردن والعراق، اضافة للعديد من مشاريع الطاقة النظيفة والمتعلقة بالمناخ وتحديدا «الهيدروجين الاخضر».. اضافة لتأكيد الرئيس الفرنسي خلال زيارته للأردن تطلعه «لزيادة العمل من أجل المشاريع التي يقوم بها الأردن.»
خلاصة القول.. فان جلالة الملك عبد الله الثاني يفتح أبواب التعاون بين الاردن ودول العالم، وبين دول المنطقة والعالم..المطلوب فقط، المتابعة الحثيثة لقطف ثمار كل تلك الجهود السامية وتحويلها الى واقع ملموس لشعوب المنطقة - كما قال جلالة الملك في كلمته الافتتاحية لمؤتمر بغداد الثاني -.. وكما يؤكد على ذلك جلالته دائما.