النسخة الكاملة

مؤتمر البحر العراقي

الخميس-2022-12-22 10:52 am
جفرا نيوز -
جفرا نيوز - بقلم حمادة فراعنة

بتؤدة وهدوء ومراكمة يسير مؤتمر بغداد للتعاون والشراكة، وها هي محطته الثانية تلتئم بنجاح في البحر الميت، محققة تطلعات المشاركين، كل منهم وفق مصالحه، وما يراه مناسباً نحو دعم العراق إلى ما يسعى إليه: «لأمنه واستقراره وسيادته ومسيرته الديمقراطية، وعمليته الدستورية، وجهوده لتكريس الحوار سبيلاً لحل الخلافات الإقليمية».
إذن هذا الحشد من الحضور الدولي: 1- بلدان الخليج العربي الستة، 2- الأردن ومصر، 3- إيران، 4- تركيا، 5- أوروبا وفرنسا.

العراق بلد قوي وثري، وإن كان مستنزفاً، بسبب ما تعرض له من حروب واحتلال، وتطرف، وانقسام قومي، وصراع مذهبي، ومع ذلك واضح أن خيار المشاركين على مختلف تلاوينهم، يتوسلون خروج العراق من أزمته ومأزقه، ليعود واقفاً على ما يستطيع الوصول إليه.

ننحني احتراماً للشعب العراقي، بعربه وأكراده، بسنته وشيعته، بمسلميه ومسيحييه، ونرد له التقدير بما يستحق، لأنه كان معنا، في أغلبية الأدوار التي مررنا بها، سواء كان نظامه ملكياً أو جمهورياً، تقدمياً أو رجعياً، وقف معنا كرافعة لم تبخل علينا، ولهذا نرد له ما نستطيع معنوياً وسياسياً، ونكسب بكل الأحوال، لعله حقاً يخرج مما هو عالق به، من متاعب وأوجاع واستنزاف.

لقد حدد المشاركون، واتفقوا ولو نظرياً على ضرورة: «تحقيق التنمية الاقتصادية، نجاح مشاريع التعاون الإقليمي، يتطلبان علاقات إقليمية بناءة قائمة على مبادئ حُسن الجوار، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية، واحترام القانون الدولي، واعتماد الحوار أداة لحل الخلافات، وعلى التعاون في تكريس الأمن والاستقرار، ومحاربة الإرهاب».

برنامجان، يشكلان روافع للعراق: الأول التعاون الثلاثي بين الأردن ومصر والعراق، والثاني التعاون بين بلدان الخليج العربي الستة والعراق، وهي عناوين تتوسل» تجاوز الأزمات الإقليمية والدولية وانعكاساتها على العراق، واشترطوا أن تجاوزها يستوجب تعاوناً إقليمياً شاملاً، ومعالجات اقتصادية وسياسية جادة وفاعلة، تعكس المصالح المشتركة» للأطراف الإقليمية والدولية المشاركة.

مؤتمر بغداد للتعاون والشراكة، عنوان جذاب، ومضمون ناجح، وتطلعات مشروعة، وهو ما تفتقده فلسطين، التي تحتاج لتضامن جدي متعدد الاتجاهات، تشكل أداة ضاغطة على المستعمرة، وأداة رافعة تضامنية مع شعب فلسطين.

كما تحتاج سوريا لرافعة مماثلة، تحررها من أسر الدمار والخراب الذي خلفه التآمر الدولي الإقليمي المحلي، الذي عصف بسوريا وأفقدها دورها ومكانتها كدولة عربية مستقلة في مواجهة المستعمرة الإسرائيلية وبرامجها التوسعية الاحتلالية الإحلالية، فهل تجد لدى فرنسا ما تقدمه لسوريا من فكرة عقد مثل هذا المؤتمر وتعمل على نجاحه؟.