جفرا نيوز -
جفرا نيوز - كتب النائب ضرار الحراسيس
رحم الله شهدائنا الابطال الذين لاقو ربهم بدمائهم الزكية العطرة ابتغاء مرضاة الله وفي سبيل امن الوطن واستقراره وشافى الله جرحانا من ابنائنا في مؤسساتنا الامنية .
ولكي نضع الامور في نصابها الصحيح دون تزيف للواقع فنحن الان امام منعطف تاريخي يتشكل في ضائقة اقتصادية ألمّت بنا نتيجة سوء الادارة للعديد من الملفات من قبل الحكومات التي غلّت وتغوّلت على قوت المواطن وموارد الوطن وجيوب الفقراء من ابناء شعبنا العظيم وهذا ما نتلمسه الان من عجز في الموازنة وفي ذات السياق لم نرى اي مشروع واضح الملامح يشكل من خلاله اقتصاد وطني يرفد الموازنة غير الضرائب وإرتفاع الأسعار .
لطالما كنا وسنبقى مع حرية التعبير عن الرأي المصونة والمكفولة بموجب الدستور واحكامه والضامن لذلك دستورياً جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين المعظم وسبق ان اكدنا على ذلك في أكثر من محفل بأن التنوع في الرأي لهو احد أُسس تقدم المجتمعات والدول ونعي ذلك بإطاره القانوني بشكل لا يقبل التنازع على تماسك وترابط مجتمعنا الاردني بجميع أطيافه التي تلتقي على حب ثرى الاردن من شماله لجنوبه وعلى استقراره وأمنه .
لقد شهدت المنطقة منذ سنوات تغيرّات سياسية شكّلت تيارات وأيدولوجيات مختلفة تصاعد فيها التطرف وإقصاء الآخر وعلىٓ صوت البارود للتفرقة في المجتمعات العربية بما ساهم في سفك الدماء وتشتت الرأي وإنسداد افق الانفراج سواء السياسي او الاقتصادي ،وكانت الاردن في شعبها الواعي ومجتمعها الصلب على أعلى درجات الوعي في الاحتجاج السلمي والذي امتد ولم نرى فيه اي سفك للدماء.
فالمجتمع الاردني ككل رافض لفكرة الراديكالية والارهاب ولطالما كان الاردن الرائد في مكافحة الارهاب سواء بشعبه ومؤسساته وقيادته ولا يمكن ان نتغاضى عن وجود مصلحة لطرف ثالث كحكومة يمينية في كيان غاصب تسعى لزعزعة امن واستقرار الدول المجاورة لها وخصوصاً بعدما رأو حالة التلاحم الشعبية مع فلسطين ووقوف الاردن بجانب شقيقتها فلسطين للحفاظ على الحق واسترجاعه سواء في المحافل الدولية او الاقليمية وعلى كافة الاصعده وهذا قد يكون له يد في ما لاقاه ابنائنا الشهداء والجرحى من اجهزتنا الامنية سواء بشكل مباشر او غير مباشر لخلايا ارهابية متطرفة .
ففي الاحداث الاخيرة رأينا معاني حرية التعبير عن الرأي تتجلى بشكلها السلمي الحضاري في جميع الاحتجاجات التي شهدها الاردن والتي لن يشوبها مهاترات بعض الاشخاص ولن تشوه وطننا وابنائه وهم من ابناء هذا الوطن الحريصين على وطنهم ومقدراتهم وقوت يومهم ولا يمكن قبول اي رواية من شأنها التشكيك في قيم مجتمعنا مما يضعنا في خيار وجود الطرف الثالث من اصحاب الافكار المسمومة والاجندات المشبوهة والكيان الغاصب خير دليل على ذلك.
وقد سطر شعبنا العظيم اروع مشاهد التلاحم والتعاطف والثبات على حرمة الدم الاردني الذي لا يمكن ان يكون المتسبب فيه الا طرف خارج عن مجتمعه بقيمه واخلاقه ودينه .
حفظ الله الاردن وشعبه وقيادته
النائب ضرار الحراسيس