جفرا نيوز -
جفرا نيوز - كتب - الدكتور عادل محمد القطاونة
بتاريخ 18 كانون الأول من العام 2016 وفي محافظة الكرك، وتحديدًا في قلعة الكرك فقد الأردن سبعة من أبناءه ممن كانوا يعملون في جهاز الأمن العام، فقد الأردن الشهداء سائد محمود المعايطة، محمد إبراهيم سلامة البنوي، شافي سلامة فنخور الشرفات، يزن هاني محمد صعنون، صهيب جمال عبد الكريم السواعير، علاء موسى محمود نعيمات، حاكم سالم عبد الحميد الحراسيس، كما وفقد الشهيدين إبراهيم مدالله البشابشة، ضياء علي الشمايلة إضافة لسائحة كندية.
أحداث الحسينية في معان التي حدثت في 19 كانون الأول من العام 2022 جاءت اليوم وتزامنًا على مرور ست سنوات من أحداث قلعة الكرك، ليسطر الأردن اليوم درساً جديداً في ميادين الشرف والشجاعة، في وجه قُوى الظلام والتخريب، الذين لم يقدموا للبشرية إلا الحقد والكراهية على مر الأيام وعبر تاريخهم الأسود في التدمير والتأزيم !
بتاريخ 20 كانون الأول 2016 تبنى تنظيم الدولة الإرهابي الهجوم.
وقال بيان أوردته وكالة أعماق التابعة لتنظيم الدولة إن أربعة من مقاتلي التنظيم نفذوا العملية قبل أن تنتهي بمقتلهم. وذكر البيان أن المنفذين كانوا مزودين بأسلحة رشاشة وقنابل يدوية وقاموا بحسب وصفهم 'بالإغارة على تجمعات للأمن الأردني المرتد ورعايا دول التحالف الصليبي' بمدينة الكرك.
قبل 3 أيام رحل الشهيد العميد عبد الرزاق الدلابيح بعد عمل جبان وبعد كمين بشع خطط له أصحاب الأجندة السوداء في محاولة بائسة لتفريق الصف الأردني، وخلق حالة من الاحتقان بين أبناء الأردن الواحد ! واليوم وبعد متابعات وتحريات أعلنت مديرية الامن العام، استشهاد ثلاثة من مرتباتها واصابة خمسة آخرين خلال مداهمة مشتبه به بمقتل الشهيد عبدالرزاق الدلابيح، لتقضي على قاتل الشهيد عبد الرزاق الدلابيح وتضبط عدداً من المجرمين، ونعت مديرية الأمن العام استشهاد كل من النقيب غيث قاسم الرحاحلة، والملازم ثاني معتز موسى النجادا، والعريف ابراهيم عاطف الشقارين، والذين ارتقوا شهداء في سبيل الوطن برصاص الغدر.
لطالما كان الأردن واحة للإستقرار والأمان، حيث يصنف دولياً بأنه من الدول الآمنة، حيث جاء في الترتيب 63 من اصل 163 دولة في العالم على "مؤشر السلم العالمي" لعام 2021، وفق التصنيف الذي يصدره "مركز شُرُفات لدراسات وبحوث العولمة والارهاب".
بلغ عدد "العمليات "الإرهابية الفعليّة في الأردن خلال الفترة الممتدة ما بين 1921 حتى آخر إحصاء بتاريخ 31 ديسمبر 2021 ما مجموعه (136) عملية إرهابية، نتج عنها ما مجموعه (171) حالة وفاة، وما مجموعه (341) جريحاً.، وقال التقرير إنّ الدول والمجتمعات الحديثة مثل الأردن مدعوة إلى اليقظة والحذر الدائم وتحصين جبهتها الداخلية ضد مخاطر التطرف العنيف والإرهاب وانتشاره عبر المحافظة على احترام حقوق الإنسان ومكافحة الفساد، وصون كرامة الأفراد والديمقراطية وحرية التعبير التي تعتبر من أساسيات استراتيجية مكافحة الإرهاب العالمية التي ركزت عليها الأمم المتحدة في استراتيجيتها لعام 2021.
الإرهاب لا يقاوم ويكافح فقط عن طريق الأساليب العسكرية والإجراءات الأمنية (المقاربات الخشنّة) ( Kinetic Approaches ) بل عن طريق الدمج المتزن والذكي بين المقاربات الناعمة والخشنة، ومكافحة الفساد الإداري والمالي من خلال التعاون والتشارك بين كافة الأطراف الفاعلة في المجتمع من مؤسسات الدولة الى مؤسسات المجتمع المدني والأفراد المؤثرون، وتعميق ثقافة الحوار والتفاهم وتقبل الآخر والاهتمام بقطاعات النساء والشباب في المدارس والجامعات.