جفرا نيوز - قد تنفصل عن شريكك واقعيا، لكنك تظل مرتبطا به عاطفيا، إذ تحمل له في قلبك مشاعر مختلفة عن غيره، وربما هذا ما يجعل الانفصال أكثر صعوبة.
يقول خبراء نفسيون إنه من الصعب إزالة شخص ما من حياتك تمامًا، فهناك علاقات معينة تفرض وجود الشريك السابق في حاضرك، كالطلاق مثلا؛ فرغم انفصالكما، إلا أن الظروف قد تجبركما على التواصل معا بشأن الأطفال أو احتياجاتهم.
في مثل هذه الحالات، تصبح هناك حاجة ماسة إلى اتخاذ إجراءات لحماية "طاقتك"، فينصحك الخبراء برسم حدود واضحة لإيجاد السلام الداخلي.
وتقول عالمة النفس الأمريكية الشهيرة لورين نابوليتانو، إن "الانفصال العاطفي يعني تراجعك عن علاقتك بشخص أدركت أن حياتك معه لم تعد صحية، فتبدأ برؤيته بشكل مختلف، وهنا يجب عليك أن تعيد تركيز انتباهك وطاقتك على نفسك، وليس على الشخص الآخر".
كما يُجمِع الخبراء النفسيون على أن الانفصال يتعلق بقبول العلاقة كما هي، بدلاً من العمل على تغيير مسارها؛ لذك يجب أن يتم بهدوء وعدم استياء.
من هنا، قدم الخبراء بعض النصائح التي يجب وضعها في الاعتبار عندما تدخل مرحلة الانفصال عن الشريك:
ادرس خياراتك بعناية
قبل الوصول إلى قرار الانفصال العاطفي تواصل مع الآخرين، فهذه خطوة أساسية لتحديد مسارك.
وهنا ينصحك الخبراء بالتحدث مع الشخص المعني أو أصدقائك المقربين أو حتى مع معالج نفسي، حول كيفية تأثير العلاقة عليك، فالسماع لمن حولك سيساعدك في اتخاذ القرار الأفضل لك.
أعد تعريف العلاقة
إذا قررت أن الوقت قد حان للانفصال، ابحث عن سياق آخر للعلاقة دون المساس بحدودك.
واعرف أن الانفصال العاطفي سيبدو صعبا في البداية، لأنك ستنقل شريكك من دائرتك الحميمة ليصبح شخصا عاديا.
عالمة النفس لورين نابوليتانو
حاول حذفه من عاطفتك
إذا كنت تتطلع إلى الانفصال عن شخص أحببته كزوجتك السابقة، فاعرف أن عملية الانفصال ستكون مؤلمة، لكن تذكر أنه من الممكن القيام بها من خلال المحافظة على المودة والاحترام.
وهنا توصي "نابوليتانو" بالنظر للذكريات السابقة بحنان؛ فحاول أن تفهم أن سلوكيات شريكك أصبحت مختلفة الآن، ولم تعد تتوافق مع سلوكياتك.
وأضافت "إضفاء الموضوعية على الطريقة التي تنظر بها إلى شريكك السابق اليوم، ستسهل مسألة بقائه في حياتك".
ضع حاجزًا لتتمكن من الاستمرار
تقول نابوليتانو "ضع شريكك السابق في مساحة لا تشعر فيها بأنك بحاجة للرد على أي تصرف يصدر منه، وبالتالي ستتمكن من متابعة حياتك بشكل طبيعي".
وأضافت أن بناء حاجز عاطفي مهم لاعطائك مساحة للاهتمام بنفسك، كما يساعدك على التخلص من القلق.
أطلق العنان لمشاعرك
اسمح لنفسك بالبكاء والحزن، فمن الطبيعي أن تصاب بخيبة أمل. ويقول الخبراء إنه كلما طالت مدة إنكار مشاعرك، بقيت عالقا في المشكلة.
والنصيحة الأهم هنا بحسب نابوليتانو هي أن "تعيد صيغة الاتصال بينكما، فلا بد لك من تخفيف التواصل مع الشريك السابق، واحرص على عدم مشاركته همومك ومشاكلك، وخفف من لقائكما، وتجنب توجيه الرسائل المبطنة له عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
عليك أن تدرك أن الخيارات التي يتخذها شريكك السابق أو أفعاله ليست من مسؤوليتك، ولا تتطلب موافقتك.
ركز على الجوانب المشتركة
يقترح عليك الخبراء النفسيون التركيز على جوانب العلاقة التي تتعلق بالمصالح والمسؤوليات المشتركة فقط كقضايا الأطفال مثلا، أما بالنسبة للأمور الأخرى فاحرص على بناء حاجز بينك وبين الشريك السابق، وتخلى عن الاهتمام بما يفعله أو لا يفعله.
ركز على ما يمكنك التحكم فيه
عليك أن تدرك أن الخيارات التي يتخذها شريكك السابق أو أفعاله ليست من مسؤوليتك، ولا تتطلب موافقتك، فأنت لم تعد منخرطا في جوانب معينة من العلاقة.
هنا تنضحك "نابوليتانو" بوضع حدود لنفسك، وعدم التدخل في قرارات شريكك السابق، بل ركز على الاهتمام بنفسك فقط.
اضبط توقعاتك
إذا كنت تبحث عن شيء ما لم تتلقه سابقا في العلاقة، فلا تتوقع الحصول عليه بعد انتهائها ، فالأمر أشبه " بالذهاب إلى متجر الأجهزة الإلكترونية على أمل شراء الخبز والحليب.
أحببهم من بعيد
"الانفصال العاطفي ينطوي على إدراكك بأنه من غير المرجح أن شريكك السابق سيتغير، وأنه من الأفضل أن تحبه وتحترمه من بعيد بدلاً من الانغماس بخلافات دائمة معه.
وينصحك الخبراء هنا بأن تدرك أنه ما زال بإمكانك الاحتفاظ بالشريك السابق في عقلك وقلبك، مع الحفاظ على مسافة.