جفرا نيوز -
جفرا - كتب فراس الحمد
من فضاءات الكفير , تلك البلدة الوادعة الرابضة على ضفاف العزة والانفة والنخوة , تحوم في سماءها
باجنحة العنفوان العربي الاردني , طيف الشهادة المضمخ بدم الشهيد العميد الدكتور عبدالرزاق الدلابيح , ابن الاردن . فتلك
الروح الطيبة النقية تغلف اجواء الوطن من شماله الى جنوبه ومن شرقه الى غربه , وتحمل زمجرة الاسد الشهيد بل وتحمل
اناقته وكبريائه وعلمه وثقافته وانسانيته , فهو الاكاديمي والعسكري والرجل المقدام الذي تنساب المروءة والجرأة من طباعه
الراقية. لقد بذلت الغالي والنفيس فداءا للوطن , الذي رويت ترابه الطهور بدمائك الزكية التي ترمز للايثار والفداء .
لقد نشأ الشهيد في بيت قوم تسربلوا بالرجولة والروية والقوة والتسامح , وتحزموا بعشق الوطن فاندفعوا لحمايته كوكبة تلو كوكبة , وسطروا بدمائهم الزكية رمزيته الابية عبر الازمان بتضحيات الاباء والاجداد العصية على النسيان , وقد قال تعالى ( فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين ) صدق الله العظيم . في حضرة الشهيد ... نستذكر عشيرته الاصيلة وقبيلته المدرسة , نعم المدرسة حيث تسمو الشهادة ويعلو التسامح ويرتفع بيرق الحكمة مع القدرة والقوة .
لقد صرح الشيخ والقاضي العشائري عبدالله عقلة ابودلبوح - المعروف بحكمته وجرأته - في سرادق عزاء الشهيد بان" العميد الشهيد استشهد عند أهله ومحبيه واستشهد عند اطفال الثورة العربية الكبرى، والله إننا واثقون بأن الحزن في بيوتكم كما نحن.. وأنتم (قبيلة الحويطات) تحموا الدخيل وتعزوا الضيف" . نعم .. نعم .. انهم الاردنيون يا سادة .
ان مرتبة الشهادة لا تعلوها مرتبة , فالشهيد في جنة النعيم , وستبقى روح الشهيد العميد الدكتور عبد الرزاق الدلابيح عصية على النسيان , خالدة على مر الزمان , فهو الذي عشق الاردن وترابه النابض بدم الشهداء .
* فراس الحمد