مع انطلاقة المنطقة الخاصة كمشروع وطني نهضوي اقتصادي قبل اكثر من عشرين عاما رافق الانطلاقة تخوفات أبناء المجتمع المحلي من المشروع الجديد لضبايبة الموقف انذاك خاصة بما بتعلق بملف الأراضي والتعيينات وبعض المكتسبات .
اليوم ولله الحمد استقرت الأمور واتضحت الصورة وأصبحت المجتمع المحلي احد اهم محاور وضمانات نجاح مشروع العقبة الاقتصادية غير المسبوق في تاريخ الاقتصاد والإدارة الأردنية.
لكن اللافت للانتباه ان السلطات المحلية في المدينة على امتداد عمر المنطقة الخاصة لم تدرك أهمية هذا الدور للمجتمع المحلي بشكل يعزز من قدراته في دفع عجلة النمو الاقتصادي والاجتماعي في المنطقة الخاصة، لأسباب عديدة منها انتزاع صلاحيات مجالس المفوضين من قبل الحكومة المركزية في عمان خاصة في السنوات السبع الماضية إضافة إلى انكفاء هذه المجالس على نفسها داخل الصدوق التقليدي واخضاع تشكيلة المجلس إلى المحاصصة الجغرافية والمناطقية على حساب الاختصاص الى جانب التردد الإداري في اتخاذ القرارات التي تمس تفاصيل حياة الناس ونمو المنطقة عموما الامر الذي انعكس سلبا على الأداء الذي بدأ باهتا ووسع الفجوة بينه وبين المجتمع المحلي على حساب التشاركية .
اليوم لا ينبغي ان تبقى العقبة" رئة الوطن المائية" على حالها تغفو على كتف الخليج قبل غروب الشمس باستثناء بعض المحلات التجارية التي تترقب بقايا امل في رزق مأمول.
ما الذي يمنع ان تكون شراكة المجتمع المحلي في العقبة مبرمجة كجزء من استراتيجية وخطط تطوير المنطقة لصناعة تشاركية حقيقية في صناعة القرار ومستقبل مدينتهم وان يكون جزء من التشاركية على شكل لقاءات وندوات فكرية يتحدث فيها شباب اليوم - قادة المستقبل - عما يدور في خلجهم من أفكار وهموم وملاحظات على كافة الاصعدة سياسيا واجتماعيا واقتصاديا وفي ذلك خدمة لأصحاب القرار والاختصاص ولا اقصد هنا مجلس المفوضين فقط بل دار المحافظة والمؤسسات الحكومية وهيئات المجتمع المدني وشركات القطاع الخاص فالكل شريك في تحمل المسؤولية.
والا ما الفرق والحال هذه بين مدينة العقبة الان واي قرية اردنية اذا لم تتميز العقبة بنهضة فكرية ترفد وتدعم آلية العمل التنموي الاجتماعي والاقتصادي ألم يكن هذا هو احد مخرجات لجنة التحديث السياسي .
ما زالت مدينة العقبة تدور في فلك المدن الفقيرة فكريا وثقافيا وتوعويا وسياسيا واجتماعيا وحتى خدميا فما زال هناك مشكلة في الوعي العام وفي المواطنه الصحيحة وفهم فلسفة الدولة وبرامج التحديث والتطوير فيها .
ونسأل هنا إلى أي مدى نجحت الجامعات الحكومية والخاصة في العقبة بالتشبيك مع المجتمع المحلي وجسر الهوة التي خلفتها بعض الإدارات المتعاقبة بينها وبين المجتمع المحلي .
ونسأل ايضا كم عدد الشباب الذين انخرطو في الاحزاب في العقبة على امتداد ٢٠ عموما مضت؟ قياسا مع عدد الشباب العاطلين عن العمل ؟ وقياس مع عدد الشباب الذين وقعوا في فخ المخدرات؟ .
من الخطأ بمكان أن نفصل بين تطوير الذهنية المجتمعية لأبناء المجتمع المحلي وبين دوران العجلة الاقتصادية في المدينة كون المواطن هو المستهدف الأول من كافة عمليات التطوير والتحديث في المنطقة الاقتصادية.