جفرا نيوز - يعاني ناس كثيرون، من النساء والرجال المصابين بالكآبة، من الزيادة في الوزن؛ فالاكتئاب والتغذية حالتان متلازمتان، إذ قد يؤدي الاكتئاب إلى الشراهة إلى تناول الطعام، وخصوصاً ذلك غير الصحّي والمشبّع بالدهون والسكّريات بدافع الترويح عن النفس أو الانتقام منها، ممّا يقود إلى الإصابة بالسمنة والأمراض المزمنة، مثل: السكّري والارتفاع في الضغط و"الكوليستيرول الضارّ".
على صعيد آخر، ترتفع في صفوف المصابين بالسمنة احتماليّة الإصابة بعوارض الاكتئاب وسوء المزاج، والسبب هو تأثير سوء التغذية السلبي في الجهاز الهضمي الذي قد يضطرب ويشكو من تضاؤل البكتيريا النافعة المرتبطة بشكل كبير بصحّة الدماغ.
توضّح اختصاصية التغذية العلاجية دعاء خلف إن "المسبّب الرئيس للاكتئاب أو سوء التغذية مجهول"، مضيفةً أن "العلاج السلوكي، الذي يشتمل على: نظام غذائي متوازن وصحّي حسب احتياج المرء من السعرات الحراريّة بحيث يتكيّف المصاب معه، وعلى نشاط بدني وحركي منتظم ونوم لساعات كافية، يقوم بدور رئيس في علاج الاكتئاب".
علاقة التغذية بالاكتئاب
تمثّل التغذية السليمة أساساً للصحّة الجسديّة، كما النفسيّة والعقليّة؛ والأمر موضّح بإثباتات علميّة، حيث أن سوء التغذية يزيد مخاطر الإصابة بالاكتئاب، خصوصاً عند النقص في المعادن الأساسيّة، كـ"الأوميغا_ 3" وحمض الفوليك والفيتامينات "ب6" و"ب12". في هذا الإطار، تفيد دراسة بأن النظام الغذائي الغنيّ بالخضروات والفواكه والأسماك والبقوليات وزيت الزيتون ومضادات الأكسدة، والمعتدل في محتواه من الطعام من مصادر حيوانية، يخفّف من تعريض متتبعه لخطر الإصابة بالاكتئاب، على النقيض من النظام الغذائي الغني بالدهون الحيوانيّة واللحوم الحمراء والمصنعة، والفقير بالخضروات والفواكه.
كانت "المجلّة الأوروبيّة للتغذية"، بدورها، نشرت ملخّصاً لـ16 دراسة، مع نتيجة مفادها أن النظام الغذائي الذي يركّز على المأكولات السريعة والحلويات والمشروبات الغازية يقود إلى الاكتئاب، بخلاف النظام الغذائي المتوازن. وفي دراسة أخرى، كانت النتائج بيّنت أن انخفاض أعراض الاكتئاب في صفوف الشباب تمّ بعد إجراء تعديلات على النظام الغذائي، لا سيّما مع التركيز على أغذيةـ مثل: الخضروات والفواكه والأسماك واللحوم منخفضة الدهون.
الوزن مسؤول
توضّح الاختصاصية دعاء لـ"سيدتي" أن "مسبّبات السمنة والشراهة إلى الأكل هما نتيجة لما يُعرف بـ"الأكل العاطفي"، الحالة التي تزيد من رغبة الشخص بتناول الأطعمة غير الصحّية، كما من احتمالية الإصابة بالاكتئاب". وتسلّط الضوء على دراسة منشورة في عام 2010، مفادها أن المصابين بالسمنة يتعرّضون لـ55% أكثر للإصابة بالاكتئاب، مقارنة بالأشخاص ذوي الأوزان المعتدلة والصحية.
يؤدي كل من الاكتئاب والقلق إلى تغيّر في النمط الغذائي للشخص، لنواحي زيادة كمّ الطعام المتناول والخيارات الغذائيّة غير الصحّية وقلّة النشاط الحركي، مما يؤدي في نهاية المطاف إلى الإصابة بالسمنة. الجدير بالذكر أن إحدى الدراسات توضّح أن 43% من المكتئبين يشكون من السمنة.
أطعمة مخفّفة للشعور بالكآبة
تشتمل الأطعمة المُساعدة في التخفيف من الشعور بالاكتئاب، على
• السلمون والتونا، نوعا السمك الغنيّان بأحماض "الأوميغا_ 3" المفيدة لصحّة الدماغ والمخفّفة من الشعور بالكآبة. في هذا الإطار، تدعو الاختصاصيّة إلى تناول السلمون والتونا، لمرّتين إلى ثلاث منها في الأسبوع، بمعدّل 100 غرام من السلمون، ما يوازي 200 سعرة حراريّة، في كلّ مرّة.
• بذور الشيا وبذور الكتّان والجوز، مصادر نباتيّة زاخرة بأحماض "الأوميغا_ 3"، حيث أن ملعقة طعام واحدة من بذور الشيا (توازي 60 سعرة حراريّة) تؤمن 61% من احتياج الجسم من الأحماض المذكورة، فيما تقوم ملعقة طعام واحدة من بذور الكتّان (توازي 36 سعرة حراريّة) بتغطية 39% من هذه الحاجة.
• البقوليات تعجّ بالألياف والبروتين النباتي، ما يساعد في تنظيم سكّر الدم، فتحسين حالة المزاج، من دون إيلاء همّ للسعرات الحراريّة التي توازي في 30 غراماً من البقوليات المسلوقة 45 سعرة.
• السبانخ مصدر غني بحمض الفوليك والألياف وحمض "اللينولينك" الذي يرمز إليه بـALA ، وهو محسّن للمزاج.
السعرات الحرارية في 100 غرام من السبانخ توازي 23 سعرة، وهي منخفضة للغاية في الصنف المذكور من الطعام.
• الألبان قليلة الدسم مصدر جيد للسلينيوم، الذي يساعد في تحسّن المزاج. توازي السعرات الحرارية في كوب من الحليب قليل الدسم 90 سعرة.
بالمقابل، ثمة أطعمة تؤثر سلباً في المزاج، هي: المأكولات السريعة والحلويات والأطعمة المضاف السكّر إليها، بالإضافة إلى الدهون المهدرجة التي تتسبّب بالنقص في البكتيريا النافعة بالجهاز الهضمي، وصولاً إلى الالتهاب في الجهاز الهضمي، الذي قد يتطوّر إلى الالتهاب في الدماغ، ما يؤثر سلباً في حال المزاج.
باختصار، تقول الاختصاصيّة إن "الاكتئاب والسمنة مرتبطان ببعضهما البعض، فكل حالة قد تؤدي للإصابة بالأخرى، لذا يجب الحفاظ على النظام الغذائي صحّياً ومتوازناً، وعلى الوزن معتدلاً".