سياسيون ومسؤولون سابقون : عدنان ابو عودة مدرسة فريدة في الفكر والتحليل السياسي - صور

جفرا نيوز – خاص

اجمع سياسيون ومسؤولون سابقون على الدور الكبير الذي لعبه الراحل عدنان ابو عودة في فترة تعتبر من اصعب الفترات التي عاشتها الدولة الاردنية لا سيما خلال توليه منصب وزير الاعلام في الحكومة العسكرية .

واشادوا خلال ندوة اقامتها مؤسسة مسارات الاردنية للتنمية والتطوير مساء اليوم الاثنين تحت عنوان "المرحوم عدنان ابو عودة ...المفكر والسياسي " شارك فيها نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية الاسبق مروان المعشر ، ووزير التنمية الادارية الاسبق الدكتور بسام العموش ووزير الثقافة الاسبق الدكتور محمد ابو رمان والكاتب والخبير في الاقتصاد السياسي الدكتور انور الخفش على الصفات التي تحلى بها الراحل عدنان ابو عودة انه كان يقدم الموقف السياسي الاردني بذكاء ودون حديث كثير بلا معنى وان كلماته دوماً محسوبة وتعطي معنى ودلالة معينة .

وفي بداية الندوة قال النائب عمر العياصرة ان الحديث عن شخصية وطنية بحجم الراحل عدنان ابو عودة والتي تمتاز بكثير من الميزات تشعرك انك بحاجة الى الاقتراب منها ومن المذكرات التي نشرها والتي قدمت معلومات ومواقف غاية في الاهمية .

وقال العياصرة ان الصمت من الجهات الرسمية والذي رافق وفاة الراحل عدنان ابو عودة  غير المبرر بحق شخصية بحجم عدنان ابو عودة . 

وزير الخارجية الاسبق مروان المعشر اكد في حديثه ان ثقافة اختلاف الرأي لم تعد موجودة في السياسية الاردنية مشيراً الى ان الحياة السياسية التي تعاني من انحدار متواصل منذ ان كان ابو عودة حتى الان. 

واضاف المعشر ان العديد من الميزات التي يتمتع بها عدنان ابو عودة لم تعد مطلوبة للدولة او لصانع القرار في الاردن 

واشار الى انه وبالرغم من قرب عدنان ابو عودة من  الراحل الملك الحسين الا انه لم يستفد من ذلك شخصيا مشيراً بان كل هذه الصفات لم تشفع له، وما كتبه من اهم الوثائق لتاريخ السياسة الاردنية من حيث التحليل في الاطار الاستراتيجي. 

وزير التنمية الادارية الاسبق الدكتور بسام العموش قال في مداخلته ان عدنان ابو عودة كان يلفت الانتباه بدقة مفرداته وانتقاء كلماته ويقول قناعته فقط ،مشيراً الى الدور الذي تم استقطابه من اجله كضابط في دائرة المخابرات العامة لتكون مهمته "التحليل السياسي" ، وكان استقطابا مهما حسب راي العموش على عكس الاستقطابات التي تشهدها الدولة اليوم .

وطالب العموش ان يتم تدريس تحليلات ابو عودة لطلبة العلوم السياسية او التأسيس لمدرسة بالتحليل السياسي الذي كان يتعامل به الراحل حيث كان التحليل لديه كالرياضيات من حيث الدقه. 

 

من جهته أكد وزير الثقافة والشباب الاسبق محمد أبو رمان  أن الراحل عدنان أبو عودة كان من الشخصيات التي مثلت مدرسة تجمع بين الجانب الفكري والأكاديمي والسياسي، واصفا مدرسته بالحالة النادرة في السياسة الأردنية

ولفت إلى أن عدنان ابو عودة كان محبوباً شعبياً وقريب من المجتمع لانه يعتبر المثل الحقيقي لمدرسة وصفي التل سياسيا حيث  عاصر رئيس الوزراء الأسبق الشهيد وصفي التل لكنه كان أقوى فكريا وليس سياسيا من الشهيد وصفي. 

وأوضح ابو رمان أن حق الحصول على المعلومات في الأردن كذبة كبيرة ولا يوجد شيء في الأردن أسمه  حق الحصول على المعلومات وذلك من تجربتي الشخصية. 

الكاتب في الاقتصاد السياسي الدكتور انور الخفش قال ان الراحل عدنان ابو عودة كان شريك اساسي في برنامج الشهيد وصفي التل وان العلاقة بينما تتسم بالتوافق والتناغم في كثير من التوجهات والافكار السياسية .

واشار الى ان حياة الراحل وعمله السابق في دائرة المخابرات العامة وان تحليلاته كانت تجذب انتباه واهتمام الراحل الملك الحسين بن طلال الذي قرر توجيه دعوه له للالتحاق بالعمل في الديوان الملكي كمستشار خاص لجلالته. 

وانتقدت النائب السابق ادب السعود سلوك الدولة مع كثير من رجالاتها من الذين خدموا الدولة في اصعب الظروف وكانوا اصحاب قرار وحكمة ورحلوا عنها بصمت دون ان تعير الدولة لهم ولدورهم اي اهتمام وان الرحل عدنان ابو عودة كان احدهم .

واشار الى اننا اليوم لم نعد نشهد عمل سياسي من قبل الدولة وان ادارتها اشبه بادارة شركة خاصة وليس ادارة دولة وبطريقة لا شعورية. 

الكاتب اسامة الرنتيسي قال ان شخصية الراحل عدنان ابو عودة شخصية فريدة تستحق الوقوف على كافة تفاصيلها وانه كان يقدم للدولة تحليلات سياسية غاية في الاهمية وان له مقالات كتبها عبرت عن فكر وتحليل سياسي عميق .

من جهته قال النائب السابق الدكتور ابراهيم البدور ان الراحل عدنان ابو عودة يعتبر رمز وطني للجميع يستحق التأني في قراءة تفاصيل حياته وبالرغم ان الكثيرين لم يعاصروا الرجل الا انه يتمتع بسيرة وسمعة طيبة في كافة الاوساط السياسية .