النسخة الكاملة

موضة المستقبل.. منتجات جلدية مصنوعة من الفطر

الخميس-2021-04-24 12:10 am
جفرا نيوز - جفرا نيوز - 

تستعد بيوت الأزياء الكبرى بحلول العام المقبل لبيع منتجات جلدية مصنوعة من الفطر، حيث أعلنت كل من شركة ”أديداس" الألمانية، ومصممة الأزياء البريطانية ستيلا مكارتني، والعلامة التجارية الكندية ”لولوليمون" للملابس الرياضية، ومجموعة ”غوتشي" الإيطالية، عن عقد اتحاد فيما بينها للاستثمار في مادة جديدة تسمى ”ميلو" (Mylo)،والتي تنمو من الغزل الفطري ‏وهو الجزء النباتي الأخضر في الفطر.

وبحسب موقع News Break الإخباري، فإن مادة ”ميلو" تنافس جلد الحيوان في مظهرها وملمسها، وكجزء من أعمال الاتحاد الذي تم إنشاؤه حديثًا، وافقت كل العلامات التجارية على المساهمة في التمويل للمساعدة في رفع مستوى قدرات الإنتاج من مخترع مادة ”ميلو ”، وهي شركة ”بولت ثريدس" الأمريكية للتكنولوجيا الحيوية.

وتهدف خطة الاتحاد إلى إنشاء سلسلة توريد للجلد النباتي، والذي يسمح بتصنيعه على نطاق قابل للاستخدام تجاريًا.

وقالت جيمي بينبريدج، نائبة الرئيس في ”بولت ثريدس": إن ”ما نحاول القيام به مع مادة (ميلو) هو توسيع نطاقها إلى ما هو أبعد من أنها مادة حيوية وتستخدم في القطعة لمرة واحدة، حيث بدلاً من ذلك نهدف لجعلها مادة يمكن للملايين وعشرات الملايين من الأشخاص ارتداءها كل يوم".

ووفقا لبينبريدج، يمثل الاتحاد أكبر اتفاقية تطوير مشتركة من حيث الهدف في إدخال مادة حيوية إلى السوق.

وبعد أن أصبحت عدد من العلامات التجارية وحتى أسابيع الموضة خاليةً بأكملها من الفراء في السنوات الأخيرة، قد تكون الجلود النباتية هي الخطوة التالية، كمنتج، لا ينبعث منها غازات دفيئة، كما تستهلك موارد طبيعية محدودة، وذلك خلافاً لتربية الماشية، التي تُسبب التلوث البيئي من خلال الدباغة فضلاً عن ذبحها.

 
وفي مقابل استثمارهم، سيكون للعلامات التجارية الأربع في اتحاد ”ميلو" حقوق حصرية لاستخدام البديل القائم على الفطريات في ”بولت ثريدس"، مع المنتجات الأولى المتوقعة أن تصل إلى الرفوف في عام 2021.

ويأمل الاتحاد أن يسمح هذا الاستثمار الأولي في النهاية بإنتاج ”ميلو" بسرعة وكفاءة مماثلة لمواد أخرى في السوق؛ من أجل جعل تكلفتها بأسعار معقولة بالنسبة للشركات الصغيرة.

وأضافت بينبريدج، في حديثها مع موقع ”ديزاين" للتصميم: ”في مرحلتنا الحالية، نحن نعتمد على العلامات التجارية الكبيرة للمساعدة في دعم التكاليف الهائلة التي تتطلب معرفة كيفية صنع (ميلو) على نطاق تجاري"، موضحة أن هذه الشركات تمكنهم من تطوير العملية التي ستنتج في النهاية بديلاً جلديًا عالي الجودة وبسعر مماثل للملابس الجلدية المختفية في السوق، ولكن ذلك سيستغرق بضع سنوات.

 
مستوى عالٍ من الجمالية

ويتكون الاتحاد من مزيج استراتيجي من العلامات الفاخرة والعلامات التجارية للملابس الرياضية، وذلك في محاولة لعرض تلك المواد الجديدة والمستندة إلى المواد الحيوية، بحيث يمكن أن ترقى إلى مستوى عالٍ من الجمالية، ومعايير الأداء المتأصلة في هذه الصناعات.

ونقلاً عن ”بولت ثريدس"، يمكن لمادة ”ميلو" تكرار مظهر وملمس الجلد التقليدي، عبر مجموعة من الألوان والتركيب، ويمكن تحويلها إلى كل شيء من الأحذية إلى الحقائب والسترات.

 
ويتم إنشاء مادة ”ميلو" من خلال تغذية خلايا غزل الفطر بنشارة الخشب ومواد عضوية أخرى، ثم وضعها على حصائر مربعة للنمو، حيث يتم التحكم في نموها ضمن بيئة رغوية تتحكم في الرطوبة ودرجة الحرارة.

ومن خلال مزيد من المعالجة، يتم تحويل شبكة الفطريات إلى ورقة من المواد تشبه الفلين، ولكنها أرق بكثير وأكثر مرونة، حيث تتم دباغتها بعد ذلك وصبغها بنفس المدابغ التي تعمل مع جلود الحيوانات.

 
وتتضمن هذه العمليات عادة مواد كيميائية ضارة مثل مادة عنصر الكروم، التي يمكن أن تؤدي إلى تلوث مياه الصرف الصحي، ولها آثار صحية غير مباشرة على العمال.

وذكرت بينبريدج أن ”بولت ثريدس" تعمل فقط مع شركات تم منحها شهادات الاستدامة العالمية، مضيفة: ”ميلو خالية من المواد الكيميائية شديدة الخطورة مثل المركب الكيميائي ثنائي ميثيل فورماميد والكروم، وبعض المواد الكيميائية الأكثر ضررًا والمستخدمة في الجلود الاصطناعية".

وعلى عكس بدائل الجلود الاصطناعية، لا تستخدم ”ميلو" أي مواد بلاستيكية قائمة على المواد البترولية مثل بولي يوريثان أو كلوريد متعدد الفاينيل، واللذين ينبعث منهما الكربون عند إنتاجهما، ويستغرقان مئات السنين لتحللهما في مكبات النفايات.

 
وكانت مصممة الأزياء ستيلا ماكارتني، المتعاونة لفترة طويلة مع ”بولت ثريدس"، أنشأت مع الشركة الأمريكية إصدارًا خاصًا من أعمالها الشهيرة، وهي حقيبة Falabella المزينة بسلسلة من مادة ”ميلو".

© جميع الحقوق محفوظة لوكالة جفرا نيوز 2024
تصميم و تطوير