جفرا نيوز -
جفرا نيوز- هل تتبنون أسلوبًا تفاؤليًا يسهم في المزيد من النجاح وتعزيز الصحة؟ تعرفنا الكثير من الحكم القديمة قيمة التفاؤل، ويتفق معها رواد علم النفس والأطباء والإداريون في وقتنا الحاضر.
تم تسريح عمر وفهد، اللذين يعملان في قسمين مختلفين في الشركة ذاتها، من وظيفتيهما، وذلك رغبة من الشركة بتقليص حجمها.
اعتبر عمر الخبر أمرًا شخصيًا بالرغم من نظرة الشركة له كموظف منتج وذي ضمير حي. التسريح هو جزء من خطة إعادة الهيكلة للشركة للحد من التكاليف، ولا علاقة له بالأداء الوظيفي لعمر في الشركة.
يقضي عمر أيامه وهو يفكر بمدى سوء الموقف بينما يتابع التلفاز ويتناول الطعام. يفترض عمر بشكل خاطئ أنه تم تسريحه من عمله بسبب أدائه السيئ في العمل وأنه سيكون دون عمل لفترة طويلة وأن حياته من جميع النواحي ستتأثر سلبًا بذلك.
أما فهد، فيتفهم أن التسريح لا يتعلق بأدائه وأن هنالك احتمالًا بإعادة توظيفه من قبل الشركة نفسها، وهو الشيء الذي يحصل بالعادة عند تقليص حجم الشركة. وبالرغم من هذا، فهو يقدم طلبات توظيف لشركات أخرى ويقضي وقت الفراغ مع أسرته ويعود ليمارس الرياضة كروتينه السابق الذي لم يستطع الحفاظ عليه خلال أيام عمله المليئة بالأشغال، فهو يرى أن هذا التحدي يؤثر فقط على جانب واحد من حياته.
هل يولد البشر بدرجة ثابتة من التفاؤل؟
يوافق علماء النفس التقليديون على أن البشر يولدون بدرجة ثابتة من التفاؤل، وأن هذه الدرجة لا يمكن تغييرها في سن الرشد. لكن، يوضح عالم النفس الإيجابي مارتن سليجمان، مؤلف كتاب Learned Optimisim، أن الذي يميز الأشخاص المتفائلين عن المتشائمين هو طريقتهم بتفسير أحداث حياتهم ومن خلال تغيير الطريقة التي يفسرون بها الأحداث التي يمرون بها، وهكذا يمكنهم أن يصبحوا أكثر تفاؤلًا.
يمر الجميع بالتحديات والفشل، لكن الأشخاص المتفائلين:
– لا يأخذون التحديات والفشل بشكل شخصي (فهي لم تحدث بسببهم).
– يرون التحديات والفشل كشيء مؤقت (ستستمر لفترة قصيرة من الزمن).
– ينظرون للتحديات والفشل كأمور غير سائدة بل تؤثر على جانب محدد من حياتهم.
أما الأشخاص المتشائمون من جهة أخرى، فهم يأخذون التحديات بشكل شخصي ويعتبرونها شيئًا دائمًا. مر عمر وفهد بالتحدي ذاته، لكن أسلوب تفسيرهما للتحدي كان مختلفًا، إذ كان تفسير عمر متشائمًا، أما فهد فكان تفسيره يدل على التفاؤل. وهذا يميز الشخص المتفائل عن الشخص المتشائم!
الأشخاص المتفائلون أكثر صحة
يميل الأشخاص المتفائلون إلى الاهتمام بشكل أكبر بصحتهم وعادة ما يكونون أكثر مرونة عندما يتعلق الأمر بالتعامل مع التوتر، وهم أقل عرضة للإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية مقارنة مع الأشخاص المتشائمين. يتمتع الأشخاص المتفائلون بشكل عام بسلامة جسدية ونفسية أفضل وبحياة أطول ويكونون أكثر سعادة مقارنة بالمتشائمين. يتوقع المتفائلون مستقبلًا أفضل، لذلك يبذلون جهدًا أكبر في مواجهة التحديات لأنهم يتوقعون أنهم إذا حاولوا مرة أخرى سيكون من المرجح لهم التقدم وهو السبب وراء نجاحهم بشكل أكبر.