النسخة الكاملة

ماذا تعرف عن “أرق كورونا” وكيف تتغلب عليه؟

الخميس-2021-01-28 03:49 pm
جفرا نيوز -
جفرا نيوز- مع قدوم عام جديد تأتي قرارات جديدة. ويعد الحصول على المزيد من النوم من بين أكثر الأهداف شيوعاً دائما.

غير أن ثمة مشكلة، وهي أن أزمة تفشي فيروس كورونا الحالية جعلت الحصول على قسط كافٍ من الراحة خلال الليل أكثر صعوبة إلى حد كبير. حتى أن بعض الخبراء أطلقوا على ذلك مصطلح "أرق كورونا” أو "أرق كوفيد”.

وهذه هي الظاهرة التي تصيب الناس في جميع أنحاء العالم، حيث يعانون من الأرق المرتبط بضغوط الحياة نتيجة تفشي كوفيد 19.

وفي المملكة المتحدة، أظهرت دراسة أجرتها جامعة ساوثهامتون في أغسطس/ آب 2020 أن عدد هؤلاء الذين يعانون من الأرق ارتفع من واحد من بين كل ستة أشخاص إلى واحد من بين كل أربعة، مع تزايد مشكلات النوم بين بعض الفئات كالأمهات وعمال القطاعات الحيوية ومجتمعات السود والآسيويين والأقليات العرقية.إعلان

وفي الصين، ارتفعت معدلات الأرق من 14.6% إلى 20% خلال ذروة الإغلاق.

كما لوحظ "انتشار مقلق” للأرق المرضي في إيطاليا واليونان، إذ أظهرت دراسة أجريت في مايو/ أيار أن نحو 40% من المشاركين يعانون من الأرق.

كما جرى البحث عن كلمة "أرق” على محرك البحث غوغل خلال عام 2020 أكثر من أي وقت مضى.

أي إنه ببساطة بات المزيد مننا يعانون من الأرق.

ومع دخول الوباء عامه الثاني، تسببت شهور من التباعد الاجتماعي في تقويض الروتين اليومي لنا، ومحو الحدود الفاصلة بين العمل والحياة الخاصة، وجلب حالة مستمرة من عدم اليقين بشأن حياتنا، مع ما يحمله ذلك من آثار وخيمة على النوم.

ومن الممكن أن تواجه حالتنا الصحية وقدرتنا على الإنتاج مشكلات حقيقية نتيجة لذلك.

غير أنه مع إعادة النظر في تعاملنا مع اضطرابات النوم يمكننا إعادة حياتنا إلى المسار الصحيح.

حياة مضطربة
يعد الأرق -سواء كان خلال تفشي الوباء أم لا- مشكلة يصعب التعايش معها.

فقد تؤدي الصعوبات المستمرة في الخلود إلى النوم أو عدم جودة النوم إلى آثار صحية بعيدة المدى كالسمنة والقلق والاكتئاب وأمراض القلب والأوعية الدموية والسكر.

كما يؤثر عدم كفاية النوم -الذي يعرفه خبراء الصحة بأقل من 7 ساعات خلال الليل- على أدائك في العمل، إذ أظهرت دراسات عدة أن هذا الأمر يجعلك أكثر عرضة لارتكاب أخطاء ويهدد تركيزك ويبطئ من ردود أفعالك ويؤثر على حالتك المزاجية.

ويقول الدكتور ستيفن ألتشولر وهو طبيب نفسي متخصص في طب النوم بمؤسسة مايو كلينك (أحد أكبر مؤسسات البحث الطبي الأمريكية) إن معاناة الكثيرين من الأرق في الوقت الحالي تعود إلى الظروف الصعبة الراهنة.

ويقول "إذا كنت تعاني من الأرق، فلست وحدك لأن الكثيرين في العالم يعانون منه أيضا. إنه نتيجة كل التغيرات التي نشهدها بسبب كوفيد.”

وهناك عوامل عدة تلعب دوراً في ذلك، أولها الاضطراب الذي لحق بروتين حياتنا اليومي وبيئاتنا، مما يجعل الحفاظ على سلامة إيقاعنا المعتاد أمراً صعبا. إذ تسير أيامنا عادة وفقاً لجدول زمني من أصوات المنبهات والتنقلات وأوقات الراحة والنوم، غير أن كوفيد 19 عصف بكل ذلك.

ويقول ألتشولر "فقدنا الكثير من الإشارات الخارجية الموجودة في اجتماعات أماكن العمل وأوقات استراحة الغداء المحددة، وما نفعله (أثناء العمل من المنزل) يُخل بالساعة البيولوجية للجسم.”