جفرا نيوز -
جفرا نيوز - الشيخوخة هي التغيرات الطبيعية المستمرة والتدريجية التي تطرأ على الجسد اعتبارًا من بدايات البلوغ، تبدأ العديد من وظائف الجسم بالتراجع في بدايات المرحلة المتوسطة من العمر. وتشير الصورة التقليدية لمرحلة الشيخوخة بالعكاز ومساعدات المشي، والإصابة بالأمراض المعيقة للحركة مثل الروماتزم والتهاب المفاصل وفقدان الذاكرة.
الشيخوخة وسن الشيخوخة يمكن أن يقاسا من ناحية بطرق عدة منها؛ العمر الزمني الذي يعتمد على: متى ولد الشخص، والعمر البيولوجي الذي يشير إلى التبدلات الشائعة التي تحدث في الجسم مع زيادة العمر. وبما أن هذه التغيرات تؤثر في بعض الأشخاص بشكل أسرع من أشخاص آخرين، فإن شخصًا ما قد يشيخ في عمر 40 سنة، في حين تتأخر شيخوخة شخص آخر لعمر أكبر.
ولكن، معظم الفوارق المُلاحظَة في العمر الظاهري بين الأشخاص من العمر نفسه تكون ناجمة عن: أنماط الحياة، العادات، والأمراض، أكثر من الفوارق الناجمة عن الشيخوخة بحد ذاتها.
وعلى سبيل المثال، يمكن اعتبار شخص يبلغ من العمر 80 عامًا شابًا من الناحية النفسية إذا كان يمارس عمله، ويخطط لمهامه المختلفة، ويترقب الأحداث المستقبلية، وينخرط في نشاطات متنوعة.
الشيخوخة الطبيعية
الشيخوخة مرحلة من مراحل العمر المتأخرة، وبعض التغيرات الناجمة عن العمليات الحيوية الداخلية في الجسم، تكون ناجمة عن الشيخوخة وتكون هذه التغيرات متوقعة، ولا يمكن تجنبها عمومًا. على سبيل المثال، تترافق الشيخوخة مع تسمّك وقلة مرونة عدسة العين، وتراجع قدرتها على التركيز على الأجسام القريبة، وبالتالي يواجه المُسن صعوبة في القراءة (طول النظر أو ما يُدعى بمد البصر الشيخي presbyopia)، يحدث هذا التغير عند جميع الأشخاص المسنين تقريبًا.
معدل العمر بدأ يزداد في الفترة الاخيرة نتيجة لتحسن ظروف الحياة الصحية، إلا أن هناك بعض الأمراض التي يشعر بها الشخص عند مروره بمرحلة الشيخوخة، مثل الهشاشة ونقصان الطول.
ولكن في المتوسط، يفقد الأشخاص من ربع الى نصف بوصة كل عشر سنوات بعد سن 40 أو 50، مع زيادة فقدان الطول في السنوات المتأخرة، وتفقد النساء طولهن أكثر من الرجال. والبعض يقل طوله فقط بعد سن 60 أو 70، والبعض الآخر لا يقل طوله على الإطلاق.
يمكن للتغيرات التي تحدث في سياق الشيخوخة الطبيعية أن تجعل الشخص أكثر عرضة للإصابة بأمراض محددة. ولكن، يمكن اتخاذ إجراءات للحد من تأثيرات هذه التغيرات. على سبيل المثال، يكون المُسنون أكثر عرضة لفقدان أسنانهم. إلا أن الاهتمام في مقتبل العمر بنظافة الأسنان يمكن أن يقلل من فقدانها، فعلى الرغم من أن فقدان الأسنان هو أمر شائع مع التقدم في السن، إلا أنه ليس جزءًا أصيلاً من الشيخوخة لا يمكن تجنبه.
القدرات الوظيفية للشخص يمكن أن تتراجع مع التقدم في السن، وتكون مشابهة للتدهور الوظيفي الناجم عن الإصابة بمرض. على سبيل المثال، فالخرف وفقدان الذاكرة والإصابة بالزهايمر تعد أمراً عامًا بين جميع كبار السن، وتتزامن مع صعوبة تعلم لغات جديدة أو الحفظ بشكل عام وزيادة القابلية للنسيان.
وفي المقابل، يشكل نسيان الأماكن أو الأشياء التفاصيل، أمرا عاديا فينسى أين وضع مفتاح السيارة، أما مريض الخرف فقد ينسى أحداثاً برمَّتها، فينسى أن عنده سيارة أو ينسى اسمه أو أين يسكن، ويتذكر الأحداث في صباه بينما ينسى متى أكل أو تناول الطعام، ويجد صعوبة في القيام بالمهام اليومية الاعتيادية (مثل قيادة السيارة، أو الطبخ، أو إدارة الشؤون المالية) وفهم الوسط المحيط، بما في ذلك معرفة السنة الحالية وأماكن تواجده.
وبالتالي، يُعد الخرف مرضًا، حتى وإن كان يشيع حدوثه في المراحل المتأخرة من الحياة. هناك أنواع معينة من الخرف، مثل داء الزهايمر تختلف عن الشيخوخة بأشكال أخرى أيضًا. على سبيل المثال، عند أخذ خزعة من نسيج الدماغ، تُلاحظ اختلافات في بين مرضى الزهايمر والأشخاص المسنين غير المصابين بهذا المرض. وهناك اختلاف واضح بين الشيخوخة والخرف.
الشيخوخة، كما ذكرنا، تتزامن مع فقدان القدرة الوظيفية حتى أن الشخص يمكن أن يقول الكبر عبر دلالة على تقدمه في السن، فالشيخوخة مرحلة من العمر تتزامن مع نقصان في القدرات الوظيفية والعقلية للشخص وتزداد سوءا اذا رافقتها الأمراض المزمنة مثل السكري والضغط وفقدان القدرة على خدمة نفسه.
في جميع الحالات، يجب على الشخص أن يراعي نقاطا عدة، لتجنب الوقوع في الشيخوخة غير الصحية، وهي اتباع نظام غذائي صحي وممارسة التمارين الرياضية بانتظام والممارسة المستمرة للأنشطة الذهنية، وكلما التزم الشخص بهذه العادات في وقت أبكر، حقق نتائج أفضل. ولكن بأي حال، فإن البدء بهذه العادات في أي عمر يكون مفيدًا. وبهذا الشكل، يمكن للشخص أن يسيطر بشكل أو بآخر على التغيرات التي قد يواجهها مع التقدم في السن.
في الولايات المتحدة، يشكل الاهتمام بالجانب الصحي جزءا كبيرا من الميزانية؛ حيث لوحظ أن معدلات الشيخوخة الصحية آخذة بالارتفاع في الولايات المتحدة الأميركية، وذلك بناءً على ما يلي:
انخفاض نسبة المُسنين الذين ينزلون في دور الرعاية (على الرغم من زيادة نسبة الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 65 و85 عامًا بين التعداد العام للسكان)، انخفاض نسبة الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 75 و84 عامًا ويعانون من إعاقات، انخفاض نسبة الأشخاص الذين تزيد أعمارهم على 65 عامًا ويعانون من إصابة شديدة بالسكري.
الشيخوخة تعتمد على عوامل عدة منها الوراثة، فبعض الأشخاص تكون أعمارهم طويلة مقارنة بغيرهم ونمط الحياة، ويساعد تجنب التدخين، وعدم الإدمان على المخدرات والكحول، واتباع نظام غذائي صحي والحفاظ على وزن جيد، وممارسة التمارين الرياضية على الاحتفاظ بالمهارات الذهنية والوظيفية وتجنب الإصابة بالأمراض. والاهتمام بتناول الطعام الصحي والفيتامينات ومضادات الأكسدة وتجنب أماكن التلوث والضوضاء التي يمكن أن تُقلل من متوسط العمر المتوقع، حتى بين الأشخاص الذين يمتلكون أفضل تركيبة جينية.
الرعاية الصحية: من شأن تدابير الوقاية من الأمراض أو علاجها بعد الإصابة بها، خاصة إذا كان المرض قابلاً للعلاج والشفاء، أن تساعد على إطالة متوسط العمر المتوقع بصحة جيدة ونوعية حياة أفضل.
الصيدلي إبراهيم أبو رمان