جفرا نيوز -
جفرا نيوز- كثيراً ما يتردد السؤال حول مدى إمكانية ممارسة مريض السكري للرياضة، وما إذا كانت هنالك إجراءات لا بد من اتباعها لضمان عدم هبوط السكر في الدم خلال ممارسة الرياضة.
سنتحدث عبر هذا المقال عن مرض السكري وأعراضه التي تستوجب مراجعة اختصاصي السكري، كما سنتناول جزئية ممارسة الرياضة لدى مريض السكري؛ إذ يلاحظ أن هناك فهماً مغلوطاً للأمر. بداية، ما مرض السكري وما أعراضه؟ ومتى يكون المرء بحاجة لمراجعة طبيب سكري؟
مرض السكري، بكلمات بسيطة، هو ارتفاع السكر في الدم.
للسكري أنواع، منها: السكري النوع الأول، وفي العادة يصيب الصغار، ومن هم دون العشرين عاماً، ويعالج عادة بالأنسولين. ويكون سببه أن جهاز مناعة الإنسان يهاجم عضو البنكرياس الذي يفرز الأنسولين، وبالتالي يسبب الضرر ويحول دون إنتاج الأنسولين فيرتفع السكر في الدم.
وهناك السكري من النوع الثاني، وهو ذو ارتباط بالسمنة. يصيب في العادة من هم فوق الأربعين والخمسين. سببه في العادة هو ما نسميه مقاومة الأنسولين، وهو ما يرفع بالتالي من نسبة السكر في الدم. هذا النوع يعالج غالباً بالأدوية المعطاة عبر الفم.
هناك أنواع أخرى من السكري أقل انتشاراً، مثل الذين يعانون من السكري بسبب استئصال البنكرياس لسبب أو لآخر، أو إن كان المريض يتلقى العلاج الكيماوي أو بالكورتيزون أو غيرها من أسباب يحددها طبيب السكري عند مراجعته.
وعلى المرء أن يتوجه لعيادة السكري إن شعر بشيء من الأعراض الآتية، لا سيما إن كان هناك تاريخ عائلي في هذا المرض أو إن كانت هناك سمنة لدى الشخص:
العطش المستمر.
التبول الكثير ما يضطر المريض للاستيقاظ ليلاً.
الالتهابات الفطرية المتكررة لدى النساء.
تغييم في رؤية العينين.
وعند التوجه لعيادة طبيب السكري، فإن بوسع الطبيب تحديد ما إذا كان المريض غير مصاب أو إن كان في مرحلة ما قبل السكري أو إن هو ضمن فئة مرضى السكري. وعليه يتم تقييم الحالة والحديث عن العلاج سواء كان من خلال حقن الأنسولين أو الأدوية المعطاة عبر الفم.
بالنسبة لأعراض سكري الأطفال، فإنها قد تكون قريبة من أعراض سكري الكبار وقد لا تحدث الأعراض نفسها. نكشف في مرات عن سكري الأطفال عند مراجعتهم الطوارئ؛ إذ قد يعاني بعضهم من وجع البطن والغثيان والقيء، لنكتشف بعد إجراء الفحوصات أن الطفل مصاب بالسكري.
هل بوسع مريض السكري أن يكون رياضياً؟
لا يتعارض البتة أن تكون مريضاً بالسكري ورياضياً أيضاً.
هناك مفهوم خاطئ أن على مريض السكري، تحديدا من النوع الأول، أن يتجنب الرياضة. على العكس من ذلك، نحن نحث مرضانا على ممارسة الرياضة.
الجمعية الأميركية للسكري توصي بممارسة الرياضة مدة 150 دقيقة في الأسبوع؛ أي ما يتراوح بين 15 و30 دقيقة يومياً لأي إنسان بمن فيهم مرضى السكري.
الرياضة تخفض سكر الدم وتقلل من احتياج الأدوية، وهي مفيدة لعضلة القلب، كما تقلل من ضغط الدم والكولسترول، إلى جانب أهميتها لصحة العظام والصحة النفسية والعقلية.
لذا نوصي المرضى دائما، بألا يجعلوا السكري عقبة في حياتهم، ونستشهد لهم بأناس شغلوا مناصب مهمة في العالم، وهم مرضى سكري من بينهم رئيسة وزراء بريطانيا السابقة تيريزا ماي التي كانت تستخدم حقن الأنسولين لضبط السكري. مثلاً هناك لاعب كرة قدم في نادي ريال مدريد اسمه ناتشو، هو مصاب بالسكري كذلك، والأمثلة كثيرة ولا حصر لها في قطاعات الرياضة المتنوعة من كرة قدم وكرة سلة وتنس وسباحة وغيرها.
في حال كان مريض السكري مسيطراً على حالته وعلى اتصال بطبيبه، فإن بوسعه ممارسة الرياضة وممارسة حياته كالآخرين.
ما الذي يتوجب على مريض السكري فعله حين يرغب بممارسة الرياضة؟
هناك أمور عدة يجب أخذها بعين الاعتبار، من بينها:
إن كان الشخص مصاباً بالسكري من النوع الثاني ويعالج بأدوية "السلفنل يوريا”، فإن عليه إخبار طبيبه والاتفاق معه على بعض الأمور مثل الجرعات.
يختلف كل جسم عن الآخر؛ إذ قد يرتفع السكر لدى البعض عند ممارسة الرياضة فيما البعض الآخر ينخفض لديه. من هنا، تبرز أهمية زيارة طبيب السكري لضبط الجرعات وتكييفها وفقاً لنشاط المريض وحياته.
لا بأس من إخبار بعض من يرافقون الشخص في الفريق أو من يعملون في النادي الرياضي بوجود مرض السكري لدى الشخص؛ كي يكونوا على اطلاع ودراية في حال حدوث هبوط للسكري.
ننصح بإحضار حبات من التمر أو قطع من الحلوى في حقيبة مريض السكري؛ ليتناولها في حال إحساسه بهبوط السكري.
لا بد أن يحرص مرضى السكري على شرب الماء وبقاء أجسادهم رطبة دوماً.
التخطيط لممارسة الرياضة وتنظيم ذلك؛ حتى يتم تكييف جرعة الأنسولين والوجبات وفقاً للوقت الذي ستمارس فيه الرياضة. بعض مرضى السكري مثلاً يمارس الرياضة قبل وجبة الإفطار، فيما بعض آخر بعد الوجبة بساعات، وهكذا.
ارتداء الملابس المناسبة؛ خوفاً من الجفاف بسبب كثرة التعرق، والحذر من ضربات الشمس.
انتعال الأحذية الطبية؛ خوفاً من مضاعفات مثل القدم السكرية.
د. رامي سلامة
استشاري السكري والغدد الصماء