النسخة الكاملة

الوزن الزائد وإشباع الحاجات العاطفية

الخميس-2016-06-16 09:26 am
جفرا نيوز - جفرا نيوز- 

هل تشعر بأنّك بحال أفضل عندما تأكل؟ هل تفكّر بالأكل وتتناول الطعام وأنت غير جائع؟ إذاً أنت تأكل كردّة فعل عاطفية.هل تحاول عبثاً خسارة الزائد من وزنك؟ وتشعر بالإحباط بسبب هذا الوزن؟ عندما تنظر إلى المرآة، هل تسمع ذلك الصوت الذي يقول لك إنك تبدو سميناً؟ تشعر بأنّك غير جذاب بثياب معيّنة؟ أنت على مسافة بعيدة جداً من الشخص الذي كنت عليه من قبل؟

وليست لديك القدرة للعودة إلى الوراء حين كنت تتمتّع بالجسم الجذاب؟ هل ترغب بأن تُعجب بما تراه عندما تنظر في المرآة؟ يتزايد وزنك ومقاس ملابسك مع السنوات، وقد حاولت كلّ أنواع الأنظمة الغذائية والحميات دون جدوى؟

تعويض عاطفي

كلّ ذلك لا يعني بأنّك لن تتمكّن من الوصول لهدفك من جديد، لذلك المظهر المغري، الجميل الجذّاب الذي تريد. لا تشعر بالسوء، بل عليك أن تعلم بأنّك ممّن يعانون من تناول الطعام كتعويض عاطفي. فالأكل بالنسبة لهذه الفئة من الناس تصرّف غير واعٍ. يأكلون بهدف قمع عواطفهم، بدلاً من أن يشعروا بالقلق، الحزن، الغضب، الإكتئاب، الضجر، والضغوطات اليومية...

ويكون الأكل بأمر من العقل اللاواعي، كردّة فعل على ظروف يمرّ بها الإنسان، وكرغبة في التعويض وإشباع الحاجات. كما يبالغ هؤلاء الناس بتناول الطعام والفواكه والحلويات في المناسبات، عند الإجتماع بالأصدقاء والأهل، ما يعطيهم شعوراً بالإكتفاء والفرح.

أيّاً كانت الأسباب والحجج، تناول الطعام لدوافع عاطفية يشعرنا بالسوء بعده. نأكل، نشعر بتحسّن واكتفاء للحظات، ثمّ نشعر بالسوء بعدها مباشرة بسبب الكم الذي سيتسبّب بزيادة في وزننا، ثمّ نعود ونأكل من جديد سعياً للشعور بتحسّن.

الأكل والشهيّة

علاقة الإنسان بشهيته للطعام مهمّة جداً، ولا بدّ أن تكون ودّية، فيتلذّذ بمذاق ما يأكل، ويتناول ما يرغب به من أنواع الأطعمة، مع المحافظة على الوزن المرغوب به.

الحمية الغذائية

تخلق علاقتنا العدوانية مع شهيتنا للطعام حالاً من الحرمان، فيقوم جسمنا بحفظ ما نسمح له به، خوفاً من منعه عنه لوقت طويل، وهذا ما يحصل غالباً عند قيامنا بالحميات الغذائية، فتكون النتيجة عدم فقدان الوزن رغم الحرمان الشديد.

العلاج بالإيحاء

إنّ العلاج بالإيحاء، مقاربة إيجابية تُمكّننا من الحصول على الوزن المرغوب. بقرار ممّن يريد التخلّص من الوزن الزائد وبشكل دائم، وبمساعدة المعالج، تتمّ إعادة توجيه العقل اللاواعي للكفّ عن دعوة الجسم إلى تناول الطعام لأسباب غير الشعور بالجوع فيزيولوجياً، وذلك بعد الخضوع لعدد قليل من الجلسات. فيتمكّن الجسم من التحكّم بهذه الفوضى في تناول الطعام، ويعود إلى الوزن المرغوب به.

يغيّر هذا العلاج علاقة الإنسان بالطعام، مثل أن يأكل الإنسان كلّما شعر بالفراغ، والضجر والغضب. فمن خلال العلاج بالإيحاء تتمّ إعادة تنظيم العلاقة بين العقل والجسم، فيتفاعلان بشكل أفضل، ما يجعل الإنسان يأكل كمية الغذاء اللازمة للحصول على الطاقة وللإستمرار بجسم صحّي وسليم. يرسل العقل إشارة إلى الجسم لتناول الطعام عند الحاجة الفيزيولوجية لذلك.

كذلك الأمر بالنسبة لإشارة التوقّف عند الشعور بالشبع والإكتفاء، قبل الوصول إلى مرحلة التخمة. بعد هذا العلاج يصبح تناول الطعام السلبي من الماضي، فالإنسان يأكل ليعيش ولا يعيش ليأكل. وسيتلذّذ بالطعام الذي يتناوله، لكن، فقط عند شعوره بالجوع.

يقتل النظام الغذائي شهيّتنا، في حين نستطيع أن نحصل على الجسم الجميل النحيف، الجذاب، الصحي السليم الذي نرغب به، مع المحافظة على الشهية للطعام، وذلك بعدم اللجوء إلى الأكل كتعويض نفسي، بل عند الحاجة الفيزيولوجية. لن تكون هناك حاجة لتناول الطعام فوق الحاجة، أو تناول الحلويات بكثرة، بل وجبات متوازنة وصحية كافية لإشباع الشهية، فنأكل كمية أقل بكثير من السابق.

سوف يغيّر مَن يخضع لجلسات العلاج بالإيحاء، بعض العادات المتعلقة بالغذاء، بهدف التخلص من الوزن الزائد:

• تناول الطعام عن الشعور بالجوع والتوقف عند الإكتفاء.

• مضغ الطعام جيداً

• تناول الطعام على مهل.

• التلذّذ بكلّ لقمة.

نتعرّض في مراحل حياتنا لاضطرابات على جميع الأصعدة، إضطرابات نصاب جراءها بتغييرات وتحوّلات سطحية وجذرية، ومن هذه التحولات زيادة الوزن غير المرغوب به، الذي يعكس بدوره شعوراً بعدم الرضا عن النفس، والسعي بجهد للتخلص من هذا الوزن. والأجدى أن يتمّ ذلك بمعالجة السبب، بدل المحاولات المتلاحقة التي تكون غالباً غير مجدية


 
© جميع الحقوق محفوظة لوكالة جفرا نيوز 2024
تصميم و تطوير