ترميم الثدي الحلّ الأنسب لإعادة الثقة الى مريضة السرطان
جفرا نيوز - يحتفل العالم في تشرين الأول/أكتوبر من كل عام بالشهر العالمي للتوعية بسرطان الثدي، والذي يشهد إطلاق العديد من المبادرات التوعوية على مستوى العالم، باعتبار سرطان الثدي أحد أكثر أنواع السرطانات التي تصيب النساء.
ومع مضاعفات هذا المرض التي قد تفرض على المصابات ضرورة الخضوع لعملية استئصال الثدي، لا بد من أن نكون مدركين لقيمة هذا العضو عند كل امرأة وما يمثله من أهمية في تحديد هويتها واعتزازها بنفسها وأنوثتها، فنحن لا نتحدث عن وظيفة حيوية سوف تتعطل أو خلل قد يتطلب تغييراً طفيفاً في نمط الحياة، بل عن تبدل عميق يؤثر في المرأة على المستويين النفسي والبدني، وقد لا تتعافى منه بسهولة. لذا، ينصح الأطباء بإجراء جراحة سريعة لإعادة ترميم الثدي. وفي هذا السياق، تحدثنا مع الدكتور ماهر الأحدب، من "عيادة ميد آرت دبي" حول جراحة ترميم الثدي، الذي قال إن عملية ترميم الثدي تنطوي على استخدام أنسجة مأخوذة من إحدى مناطق الجسم، ونقلها لتشكيل الثدي الجديد.
ووفقاً لمنظمة الصحة العالمية، يُعد سرطان الثدي النوع الأكثر شيوعاً بين النساء حول العالم. ويتم تشخيص مليون امرأة على الأقل بسرطان الثدي سنوياً. وتؤكد الإحصاءات على الحاجة الملحّة للتوعية والتشجيع على الكشف المبكر واتخاذ التدابير الوقائية.
وأشار الدكتور الأحدب إلى وجود خيارات عدة لترميم الثدي بعد استئصاله بسبب سرطان الثدي. وتتضمن الخيارات استخدام الأنسجة الحية أو حشوات السيليكون التي تتميز ببساطة عملية الترميم إلا أنها تشترط عدم إزالة الجلد أثناء عملية استئصال الورم. ويُمكن استخدام حشوات السيليكون بشكل أسرع، ولكن ذلك يتطلب الحفاظ على الجلد بعد الاستئصال. أما استخدام الأنسجة الحية، فيتيح هذا الخيار استعادة الثدي بشكل طبيعي ودائم. وأكد أن عملية ترميم الثدي خطوة مهمة في تحسين نوعية حياة المريضة بعد انتهاء العلاج. وتساعد في استعادة الثقة بالنفس وتحسين العلاقات الشخصية والاجتماعية. وتكملها جلسات التأهيل والدعم النفسي التي تساعد في التكيف مع التغييرات الجديدة والتعامل مع التحديات الناتجة من العملية.
وحول العوامل التي يجب أن تؤخذ في الاعتبار، قال الدكتور الأحدب: "عند اتخاذ خيار الترميم، يجب مراعاة العوامل الفردية للمريضة مثل هيكل الجسم، وتفضيلاتها الشخصية، ومدى تأثر الثدي بالاستئصال. ويجب أن يتشارك الجرّاح والمريضة في اتخاذ القرار بناءً على النتائج المتوقعة والتوقعات الشخصية. وإذا كانت العملية تقوم فقط على استبدال الأنسجة المفرغة بحشوات السيلكون، فإنها تستغرق ساعة واحدة فقط وتُجرى في جلسة الاستئصال نفسها، فيما مدة التعافي تراوح من أسبوع إلى أسبوعين. أما في حاله ترميم الثدي بالأنسجة الحية فيُستحسن أن يتمّ ذلك بعد خضوع المريضة للعلاج الكيميائي والشعاعي والتعافي التام. وتستغرق العملية أربع ساعات تحت تأثير التخدير الكامل، على أن تبقى المريضة في المستشفى يوماً أو يومين بعد العملية وتمتدّ فترة التعافي لأسبوعين".
وعن التوقعات العلاجية، أضاف الدكتور الأحدب: "الهدف من عملية الترميم هو تعويض الأنسجة المفقودة وإعطاء المريضة إحساساً بالتعافي واستعادة المظهر الطبيعي. وتتضمن النتائج العلاجية التئام الجروح واستعادة الثدي بشكل طبيعي. وقد تتضمن المضاعفات الجانبية نقص التروية الدموية مما يؤدي إلى تأخر التئام الجروح بالإضافة إلى الالتهابات والنزيف وتجمّع السوائل وغيرها، ولكن هذه نادرة وتتم متابعتها بعناية".
تجدر الإشارة إلى وجود خيارات إضافية بعد ترميم الثدي، مثل تكبير الثدي الآخر أو تصغيره لتحقيق التوازن والتناسق. ويتم اتخاذ هذه القرارات بناءً على هيكل الجسم وتفضيلات المريضة. وتتم مناقشة الخيارات مع المريضة لاتخاذ القرار المناسب بناءً على احتياجاتها وتفضيلاتها.