هل تتوهم المرض؟.. إليك الأعراض والعلاج

جفرا نيوز- تتحدث نشرة معهد العناية بصحة الأسرة، مؤسسة الملك الحسين، اليوم الإثنين، عن توهم المرض، الذي يعد اضطرابا نفسيا يشعر فيه الإنسان بالقلق المفرط من أنه مصاب بمرض خطير.

وتوضح النشرة التوصيف العلمي الدقيق لتوهم المرض، والعوامل التي تزيد من فرص إصابة الإنسان به، والأعراض التي ترافقه، إضافة إلى طرق العلاج، وإرشادات يُنصح بها من يعاني من هذا القلق الصحي.

اضطراب "القلق من المرض" أو "القلق الصحي" (Illness Anxiety Disorder) والمعروف باسم (Hypochondriasis) سابقاً، هو نوع من اضطرابات الأعراض الجسدية تعرف باسم (Somatoform disorders) وهي مجموعة من الاضطرابات النفسية التي يعاني فيها المريض من أعراض جسدية غير متوافقة أو لا يمكن تفسيرها كحالة طبية كاملة تنتج عن سبب عضوي أو فسيولوجي.

كما يُعرّف اضطراب القلق الصحي بأنه اضطراب نفسي يشعر فيه الشخص بالقلق المفرط من أنه مصاب أو قد يصاب بمرض خطير.

قد لا يكون لدى الشخص أي أعراض جسدية أو قد يتولد لديه الشعور بأن أحاسيس الجسم الطبيعية أو الأعراض البسيطة هي علامات تدل على مرض شديد على الرغم من أن الفحص الطبي الشامل لا يكشف عن حالة طبية خطيرة.

في حين أن المصاب باضطراب القلق من المرض قد لا يعاني من مرض طبي على أرض الواقع، لكن المخاوف التي قد يشعر بها هي حقيقية للغاية، كما تسبب له اضطرابات خطيرة وخللاً في الوظائف اليومية الروتينية مما يؤثر سلباً على حياته.

العوامل التي قد تزيد من فرص إصابتك باضطراب القلق المرضي:

1- التاريخ العائلي لاضطراب القلق المرضي: إذا كان أحد أفراد الأسرة يعاني من هذا الاضطراب، فإن ذلك يزيد من احتمالية أن تصاب بحالة مشابهة.

2- الإصابة باضطرابات نفسية أخرى مثل القلق أو اضطراب الوسواس القهري أو اضطراب الاكتئاب الشديد.

3- التعرض للعنف في مرحلة الطفولة: حيث يزيد حدوث تاريخ من الصدمة النفسية أو سوء المعاملة أو الإهمال أثناء الطفولة أو حدوث الاعتداء الجسدي أو الجنسي أو العاطفي من احتمالات الإصابة.

4- تجربة مرهقة مع مرضك أو مرض أحد أفراد أسرتك حيث تعد التجارب السابقة مع المرض والتجارب المؤلمة من عوامل الخطر الهامة لظهورالقلق الصحي.

ما هي الأعراض؟

- الانشغال والقلق المفرط بالإصابة بمرض خطير.

- عدم وجود أعراض جسدية أو وجود أعراض خفيفة فقط.

- عدم تناسب مقدار قلق الشخص مع مستوى المرض المصاب به إن وجد.

- مستوى عالٍ من القلق والقلق بشأن الحالة الصحية الشخصية والهوس في البحث على الإنترنت للحصول على معلومات حول الأمراض وأعراضها.

- القيام بسلوكيات تدل على اهتمام مفرط بالصحة (فحص الجسم بشكل متكرر بحثًا عن علامات المرض مثل تكرار فحص العلامات الحيوية كضغط الدم أو النبض أو درجة الحرارة).

- تجنبٌ غير طبيعي لمواعيد الأطباء والذهاب إلى المستشفيات أو كثرة تغيير الأطباء.

- الخوف المستمر على الرغم من طمأنة الطبيب على عدم وجود مرض خطير.

العلاج:

يمكن تخفيف أعراض اضطراب القلق المرضي عن طريق مضادات الاكتئاب حتى في حالة عدم وجود مرض نفسي آخر.

هناك أدلة على أن عدداً من العلاجات يمكن أن تساعد الأشخاص الذين يعانون من اضطراب القلق من المرض: العلاج المعرفي، والعلاج السلوكي، والعلاج السلوكي المعرفي، وإدارة الضغط والإجهاد، كما يقوم المعالجون بتعليم تقنيات الاسترخاء ويساعدون المرضى في التركيز بشكل أقل على عوارضهم ويتحدثون بدلاً من ذلك عن كيف يزيد التوتر والقلق والاكتئاب من ضيقهم النفسي.

وفيما يلي بعض الإرشادات لمن يعاني من القلق الصحي:

- توقف عن التنقل بين الأطباء والمستشفيات، بدلاً من ذلك ابحث عن طبيب تثق به حقًا، واعترف له أو لها أن لديك قلقًا صحيًا.

- توقف عن محاولة تشخيص حالتك على الإنترنت. لن يؤدي ذلك إلا إلى تأجيج القلق.

- اكتب قائمة بما ضحيت به من أجل القلق من المرض حتى الآن. كيف أثر على على علاقاتك؟ إنتاجيتك؟ قدرتك على الاستمتاع؟ اموالك؟ القائمة هي تذكير بأنه ليس المرض المخيف هو الذي يدمر حياتك، بل إن القلق من مرضك هو سبب معاناتك حاليًا.

- تخلص من طقوسك وعاداتك التي تثير القلق أو قلّل منها على الأقل، ومع الممارسة فإنه من الممكن تقليل المشاعر السلبية، ذكر نفسك أن الرعب الذي تشعر به عندما تشعر أنك قد تصاب بمرض خطير يصعب تحمله ويؤثر عليك سلباً.

- تعلم استراتيجياتٍ للتخلص من الأفكار المتعلقة بالإصابة بالمرض: مثلاً تخيل أن الفكرة عبارة عن مكالمة مزعجة من أحد المسوّقين عبر الهاتف، والتي يمكنك أن تقرر عدم الرد عليها.