
لا تزال الأطراف المعنية بالمفاوضات المباشرة للسلام وهم الفلسطينيون والإسرائيليون ومعهم الأردنيون، بانتظار ما كان تم تسريبه في وقت سابق عن وجود "خارطة طريق" يعدّ لها وزير الخارجية الأميركي جون كيري.
وأعلن وزير الخارجية الأردني ناصر جودة بعد لقائه في رام الله الرئيس الفلسطيني محمود عباس الأحد ان وزير الخارجية الأميركي سيزور الأردن خلال بضعة ايام.
كما لا يعرف ما إذا كانت العاصمة الأردنية عمّان ستكون مقر هذه المفاوضات حيث يعوّل على رعاية أردنية – أميركية فاعلة، وكانت معلومات تواترت قبل أشهر عن احتمال إطلاق هذه المفاوضات في الثلث الأخير من آذار (مارس) الماضي.
ولا يعرف بعد ما إذا كانت زيارة كيري المقبلة سيرافقها الإعلان عن تفاصيل "خارطة الطريق" وإطلاق المفاوضات المباشرة المتوقفة منذ ثلاث سنوات.
وقالت مصادر دبلوماسية عربية لـ"إيلاف" "الخطة لا تزال حتى الآن في مرحلة الإعداد، والاتصالات مستمرة مع كل الأطراف الفلسطينية والإسرائيلية والعربية والأوروبية وروسيا وكل الأطراف الدولية المعنية بالسلام والاستقرار في منطقتنا".
وعًلم أن كيري سيقوم بجولات مكثفة واتصالات واسعة على صعيد عالمي وعربي للوصول إلى صيغة لخطته، وكان قد بدأ منذ اربعة أشهر زيارات مكوكية لتحريك مفاوضات السلام المجمدة منذ 2010، كان اخرها في 23 و24 ايار (مايو) إلى القدس ورام الله.
وتوجهت كبيرة المفاوضين الاسرائيليين تسيبي ليفني إلى واشنطن الاحد حيث تلقي كلمة أمام المنتدى العالمي للجنة اليهودية الأميركية، ومن المقرر ان يلقي كيري كذلك كلمة أمام المؤتمر، في حين أفادت وسائل الاعلام انه سيجري مباحثات مع ليفني.
زخم دبلوماسي
وإلى ذلك، قال جودة في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الفلسطيني رياض المالكي، في مقر الرئاسة الفلسطينية في رام الله الأحد: " تشهد هذه الفترة جهداً وزخماً دبلوماسياً اميركياً، يقوده وزير الخارجية الاميركي جون كيري".
وأضاف جودة أن وزير الخارجية الأميركي "سيزور الأردن للمرة الرابعة خلال الأيام القليلة المقبلة"، مشيرا إلى "اتصالات دائمة يجريها المسؤولين الاردنيين مع الادارة الاميركية"، من دون أن يذكر ان كان كيري سيتوجه كذلك إلى رام الله والقدس.
وقال جودة إنه نقل رسالة من الملك عبد الله ابن الحسين إلى الرئيس محمود عباس، مضيفاً أن زيارته تأتي "في إطار الجهد الدبلوماسي المكثف الذي يبذله الملك عبد الله مع كل العواصم المؤثرة في العالم لابراز محورية القضية الفلسطينية".
من جانبه، قال وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي خلال المؤتمر الصحافي ان "هناك تطابقا كاملا في المواقف بين القيادتين الفلسطينية والاردنية في كافة القضايا التي تهم البلدين".
واكد المالكي على الجهود الاميركية التي تبذل لاحياء المفاوضات، وقال "لذلك لا بد من مثل هذا التشاور المستمر لتعزيز الموقف الفلسطيني وايضا لتعزيز المساندة الاردنية وهذه الزيارة تأتي ضمن هذا الاطار".
اتصالات شبه يومية
وهنا يشار إلى أن وزير الخارجية الأميركي تحادث الخميس الماضي هاتفيا مع رئيس وزراء اسرائيل بنيامين نتانياهو، ليعرب عن قلقه إزاء مشروع اسرائيل لبناء أكثر من الف منزل في حي استيطاني في القدس الشرقية المحتلة.
وقال مسؤولون فلسطينيون إن كيري اتصل بعباس صباح الجمعة والسبت.
وقال كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات ان كيري "يتصل بالرئيس عباس بصورة شبه يومية، ولقد عقد معنا حتى الان 11 اجتماعا خلال شهرين". وأضاف لاذاعة صوت فلسطين، أنه اجرى آخر اتصالين خلال الأربع وعشرين ساعة الأخيرة.
ولكن عريقات، قال إن كيري لم يقدم "حتى الآن اية مبادرة، لا يزال في مرحلة التباحث معنا ومع الاسرائيليين"، واتهم عريقات كيري قائلاً إنه "يستعد كذلك لاتهامنا بافشال المفاوضات من خلال طلبه منا العودة من دون شروط".
واضاف "عندما نطالب بتجميد الاستيطان واطلاق سراح الاسرى، فهذه ليست شروطا فلسطينية، وانما التزامات على اسرائيل تنفيذها اذا كانت حقا ترغب في استئناف المفاوضات".