النسخة الكاملة

تحذيرات أممية من تواصل حرب الإبادة ونذر المجاعة في غزة

الثلاثاء-2025-04-29 10:01 am
جفرا نيوز -
علي ابو حبلة

مع استمرار حرب الإبادة ومنع إدخال الاغذية والماء والدواء والمحروقات إلى قطاع غزه بفعل  الحصار المحكم وإغلاق كافة المعابر منذ ما يقارب خمسين يوما  فان أهالي غزه يعانون من موجة جديدة من الجوع غير المسبوق، مع بلوغ الأزمة الإنسانية  مستويات كارثية تهدّد حياة أكثر من مليونَيْ فلسطيني ، وذلك  خلافاً لما كان عليه الحال خلال الأشهر الأولى للحرب، حين سُمح بإدخال كميات محدودة إلى مناطق جنوب وادي غزة فقط.

وأول من أمس الأحد ، حذّر « برنامج الأغذية العالمي»  من أن « مليونَيْ شخص يعتمدون كلياً على المساعدات، لا يجدون الطعام» ، فيما أعلنت وكالة « الأونروا»  عبر حسابها على منصة « إكس» ، « نفاد كامل إمدادات الطحين»، مؤكّدة وجود « 3000 شاحنة محمّلة بالمساعدات الإنسانية جاهزة لدخول غزة» ، لكنّ « السلطات الإسرائيلية تمنعها من الدخول».

وحذرت الأمم المتحدة، من أن استمرار العمليات العسكرية الإسرائيلية والحصار يزيد من الصعوبات والمخاوف بشأن الفئات الأكثر ضعفاً في غزة وأولئك الذين هم على وشك الولادة في القطاع المدمر.

وجاء في رسالة وجهتها منظمة الصحة العالمية التابعة للأمم المتحدة أنه في غزة، استمرت العمليات العسكرية الإسرائيلية وحصار المساعدات في زيادة المخاوف والصعوبات اليومية التي يواجهها أولئك الذين هم على وشك الولادة في القطاع المدمر، وقالت إن الأمهات يضعن حملهن وسط ظروف قاسية، مما يعرض صحتهن وحياة أطفالهن للخطر.

 وذكر الموقع الرسمي للأمم المتحدة أنه مرت إلى الآن عدة أسابيع منذ أن أوقفت السلطات الإسرائيلية جميع الإمدادات التجارية والإغاثة الإنسانية من الوصول إلى غزة ، وقال فرق الأمم المتحدة للإغاثة إن الأدوية والمستلزمات الطبية الأخرى «تنفد بسرعة»، وأن وحدات الدم والإمدادات الأخرى لصحة الأم والطفل في مستويات منخفضة للغاية.

وأضاف موقع الأمم المتحدة أن الأسلحة غير المنفجرة تشكل أيضا تهديدا كبيرا في جميع أنحاء غزة وقد زادت من الصعوبات الناجمة عن الحظر التام لدخول الإغاثة إلى القطاع، حسبما ذكر لوك إيرفينج، رئيس برنامج الأمم المتحدة للأعمال المتعلقة بالألغام في الأراضي الفلسطينية المحتلة.

ووفق تصريحات وأقوال  لوك إيرفينج لموقع الأم المتحدة: «الناس خائفون ويركزون على البقاء على قيد الحياة يوما بيوم، «كيف يحصلون على الطعام، وكيف يحصلون على الماء - هذا هو الواقع في غزة في الوقت الحالي».

وكان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش قد وجه نداء قويا لضمان وصول المساعدات إلى القطاع.كما كرر دعوته إلى تجديد وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس، وإطلاق سراح جميع الرهائن الذين ما زالوا محتجزين داخل غزة.

وأبرز الأمين العام للأمم المتحدة، كيف أدت الهدنة بين الأطراف المتحاربة إلى إطلاق سراح الرهائن وتوزيع المساعدات المنقذة للحياة، مؤكدًا أن توقف المساعدات، فتحت أبواب الرعب من جديد.

وفي ظل شح المواد الغذائية اتجهت ما تُعرف بـ»التكيات الخيرية» في قطاع غزة، إلى تقليص عملها لأدنى الحدود ووقف توزيع الطرود الغذائية  للمنضرين من الحرب ، وذلك على إثر إغلاق إسرائيل لجميع معابر القطاع.

ومنذ ما يزيد على خمسين يوما أعلنت إسرائيل إغلاق المعابر المؤدية للقطاع والتي تستخدم لنقل المساعدات الإنسانية والغذائية لغزة، ما حرم أكثر من مليوني شخص من الحصول على تلك المساعدات، في ظل عدم قدرتهم على اقتنائها من الأسواق بسبب منع إدخال السلع التجارية.

ويعتمد سكان القطاع منذ أكثر من عام ونصف على المساعدات الغذائية والتكيات الخيرية في توفير احتياجاتهم اليومية، وذلك على إثر الأوضاع الإنسانية الصعبة التي يعيشونها نتيجة للحرب، فيما يهدد قرار إغلاق المعابر بعودة المجاعة لغزة.

إن إسرائيل تتجاهل كل المناشدات الأممية التي توجه لها كي تسمح بإدخال المساعدات الطبية إلى قطاع غزة، وأن ذلك يتطلب سرعة التقدم بطلب إلى محكمة العدل الدولية وإخضاع المسئولين الإسرائيليين  للمسائلة والمحاكمة . وأن رفض إسرائيل إدخال المساعدات الإنسانية والطبية يعتبر بينة دامغة أمام المحكمة»،  ويقع على عاتق المجتمع الدولي ضرورة إعادة النظر في عضوية إسرائيل في الأمم المتحدة، وعدم تأخير هذه الخطوة، إضافة إلى اعتراف المجتمع الدولي بالدولة الفلسطينية المستقلة.

استمرار حرب الاباده ونذر المجاعة في غزه تتطلب سرعة الدعوة لعقد مؤتمر دولي  ، وتوفير الحماية للشعب الفلسطيني، وأهمية بحث الإجراءات اللازمة على مستوى العالم، من أجل وقف ما يحدث الآن في غزه والضفة الغربية ، وعدم القبول بالجرائم التي ترتكبها إسرائيل ضد الفلسطينيين، واستخدام الضغط والقوة لتنفيذ القرارات الدولية ووقف الحرب  عبر كافة الطرق السياسية والدبلوماسية والشعبية وإلزام إسرائيل بذلك.

© جميع الحقوق محفوظة لوكالة جفرا نيوز 2024
تصميم و تطوير