النسخة الكاملة

هل أصاب اجتماع الرياض الروسيّ ـ الأميركي الأخير.. «نجاحاً»؟

الخميس-2025-03-27 12:18 pm
جفرا نيوز -
محمد خروب

ثمة ما يدعو للتساؤل عن مدى النجاح الذي أصابه اجتماع الساعات الـ«12»، بين الوفدين الروسي والأميركي (على مستوى الخبراء) في العاصمة السعودية/الرياض، ليس فقط في أن نجاحه «المُفترَض»، كان سيُقرِّب موعد لقاء الرئيس بوتين بنظيره الأميركي، بل خصوصاً أن «بياناً مُشتركاً» عن الاجتماع «لم يَصدر». ما أشّرَـ من بين أمور أخرى ـ إلى خلافات، لم يُعرَف بعد مدى عُمقها ودرجة تأثيرها على التقارب بين موسكو وواشنطن.

وإذ كانت لافتة تصريحات سيرغي لافروف، رئيس الدبلوماسية الروسية المُخضرم، الذي منحه الرئيس بوتين أرفع أوسمة الدولة، في عيد ميلاده الـ«75» يوم الجمعة الماضي، هو وسام «القديس الرسول أندراوس»، (تقديراً للإنجازات البارزة في خدمة الوطن، والإسهامات الكبيرة في تطوير وتنفيذ السياسة الخارجية لروسيا الاتحادية)، قائِلاً/لافروف لقناة روسية: أكّدت موسكو أنها «لن تتسامح مع أي غموض أو إبهام بشأن المُقترحات حول البحر الأسود». مُضيفاً: نحتاج إلى ضمانات واضحة. وبالنظر إلى تجربتنا المُحزنة للاتفاقات مع كييف، لا يمكن ـ تابعَ لا?روف ـ أن تكون هذه الضمانات، إلا نتيجة لـ«أوامر تعطيها واشنطن لزيلينسكي وفريقه للقيام بشيء أو بآخر». فإن عدم صدور بيان روسي ـ أميركي مُشترَك، يعكس ليس فقط إصراراً روسياً على عدم الوقوع في فخ التسويف والتملّص من الإلتزامات، كما حدث معها في «اتفاقَيّ مينسك» مع اوكرانيا بـ«ضمانة ألمانية ـ فرنسية»، تبيّنَ بعدها (وباعتراف «علني» لمستشارة ألمانيا السابقة/ ميركل والرئيس الفرنسي السابق/ هولاند)، أن باريس وبرلين كما حلف الناتو وواشنطن، كانوا جميعاً «يشترون الوقت» لتسليح أوكرانيا وتقوية جيشها لشن حرب على روسيا. الأمر?الذي تجلّى خصوصاً في رفض إدارة/ بايدن كما الاتحاد الأوروبي، ودائماً حلف الناتو، منح أي ضمانات لروسيا قبل 24 شباط 2022، اليوم الذي بدأت فيه العملية الروسية الخاصة في أوكرانيا.

قراءة ما بين سطور وما استبطنه البيان الروسي «المنفرد»، عن اجتماع الرياض («التشاوريّ» كما وصفه البيان)، الصادر أمس، يؤكد ما ذهبنا إليه، بل ثمة ما يمكن استنتاجه ـ وان بحذر ـ أن الوفد الأميركي رفضَ منح ضمانات طلبها الوفد الروسي. إذ جاء في بيان موسكو عقب مشاورات الرياض ما يلي: توصّلت روسيا والولايات المتحدة إلى «اتفاقيات بشأن سلامة الملاحة في البحر الأسود والصادرات الزراعية الروسية». وبموجب الاتفاقيات التي تم التوصل إليها، اتفقت الأطراف على عدة نقاط رئيسية. أولاً: ستعمل «مُبادرة البحر الأسود» على ضمان سلامة ال?حن، ومنع استخدام السفن التجارية لأغراض عسكرية، وتنفيذ التدابير اللازمة لتفتيش السفن.

ثانياً: وافقت الولايات المتحدة على «مساعدة روسيا في الحصول على إمكانية الوصول إلى الأسواق الزراعية العالمية»، وهو ما من شأنه أن يُقلل تكاليف التأمين ويفتح الموانئ أمام الصادرات. كما اتفقت الأطراف ـ تابعَ البيان ـ على «حظر الهجمات على منشآت البنية التحتية للطاقة لمدة 30 يوماً، اعتباراً من 18 آذار، مع إمكانية تمديد هذه الفترة».

ولكي تدخل الاتفاقيات حيز التنفيذ ـ لفتَ البيان ـ يجب استيفاء «عدد من الشروط»، بما في ذلك رفع القيود المفروضة على البنك الزراعي الروسي «روسلخوزبنك»، وغيره من المؤسسات المالية، المشاركة في ضمان العمليات المتعلقة بالتجارة الدولية في المنتجات الغذائية، ورفع القيود المفروضة على المُصدِّرين وشركات التأمين والسفن، واستئناف إمدادات المُعدات الزراعية إلى روسيا. وأعربت روسيا والولايات المتحدة ـ أردفَ ـ عن ترحيبهما بدعم «الدول الثالثة» لتنفيذ هذه الاتفاقيات، مؤكدة/موسكو عزمها على مواصلة العمل لخلق «سلام دائم».

هنا تبرز تصريحات السيناتور الروسي/ فلاديمير تشيزوف على قناة «روسيا 24»، وجاء فيها ان الوفدين الروسي والأميركي «لم يتبنّيا بياناً مُشتركاً» حول نتائج المحادثات في الرياض بسبب موقف أوكرانيا. لافتاً/السيناتور أن الطريقة التي سارت بها الأمور «على الأرجح»، أن (عضوي الوفد الروسي المُشارك في مفاوضات الرياض)، غريغوري بوريسوفيتش وسيرغي أريستوفيتش سيُشاركان انطباعاتهما إلى حد ما، لكن ـ تابعَ/تشيزوف ـ حقيقة أنهما جلسا لمدة 12 ساعة وبدا أنهما اتفقا على بيان مشترك، ومع ذلك لم يتم اعتماده بسبب موقف أوكرانيا، وهذا أيضاً ?مر مُميز وعارض للغاية».

* استدراك:

أجاب الرئيس الأميركي/ترامب في مقابلة تلفزيونية، على سؤال مفاده انه: وعدَ كثيراً خلال حملته الانتخابية، بـ(حلّ مشكلة الحرب بين روسيا وأوكرانيا في غضون 24 ساعة، حتى قبل توليه تنصيبه رئيساً)، في الوقت الذي لا تزال فيه إدارته «تحاول التوسط لإنهاء الحرب بعد 60 يوماً من توليه منصبه». قائلاً: انه «كان ساخراً بعض الشيء» مضيفاً ـ «كنتُ أسخَر قليلاً عندما قلت إنني سأفعل ذلك. في الحقيقة ـ واصلَ ـ أعتقد أنني أستطيع التوصّل إلى تسوية، وأعتقد أنني سأنجح في ذلك"ما عكسَ اعترافاً نادراً من ترامب.
© جميع الحقوق محفوظة لوكالة جفرا نيوز 2024
تصميم و تطوير