بعد رفع الاسعار الإستشهادي عبدلله النسورعلى شاشة كراميش والتلفزيون الاردني غايب طوشة
الثلاثاء-2012-11-20 01:58 am

جفرا نيوز -
جفرا نيوز-عرف رئيس الوزراء الأردني عبدلله النسور من أين تؤكل كتف الإعلام فقد ترك صديقنا كل الأسئلة المعلقة بالمستوى الوطني وأدرك بأنه لا يستطيع مخاطبة الرأي العام الأردني عبر شاشة الحكومة فاندفع يظهر على كل الشاشات المتاحة.
أجمل تعليق قرأته لتشخيص هذا الإندفاع كان على صفحة زميلنا خليل الحاج توفيق الذي قال: في اربعة ايام ... النسور على التلفزيون الاردني والجزيرة والعربية ونورمينا ... واليوم في رؤيا ... هل سنراه قريبا في قناة كراميش او قناة طيور الجنة؟
طبعا في كل هذه المنازلات تمسك النسور بروايته لقصة رفع الأسعار ولسبب أو لآخر شعرت بأنه يسعى لشحن الحراك الإجتماعي كلما هدأت الأمور وهو يطل على الأردنيين متمسكا بقرار رفع الأسعار معلنا: لن نتراجع عنه.
المظاهرات السلمية في الواقع لا تطالب بالتراجع عن القرار فقط بل بسقوط حكومة النسور فورا وقد سقطت من الناحية العملية الأن وبعضها - أي الشعارات - قفز لأبعد من ذلك وهو يطالب بإسقاط النظام برمته.
في غرفة القرار يصر القوم على أن الإحتجاجات كانت (في المعدل المتوقع) لكن لسبب أو لآخر أشعر بأن طلة النسور البهية على الشاشات كان لها غرض يتيم: شحن الجمهور مجددا ومنعه من طي الصفحة والنسيان وتذكيره بأن أنبوبة الغاز أصبحت عزيزة جدا حتى دخل الأردنيون في طور تبادل التهائي عند الحصول على واحدة.
النسور على حد تعبير زميلنا فهد الخيطان تبنى علنا عملية رفع الأسعار فقد ظهر على الشاشة الحكومية في مسرحية معدة سلفا وطرح عليه المذيع سؤالا واحدا لا غير ... الإجابة إستمرت 40 دقيقة حيث صمت المذيع وتدفق رئيس الوزراء يتحدث عن صباه وخبراته إلى ان أبلغ الأردنيين بالمصيبة التي ستحل على رؤوسهم.
عبدلله النسور الإستشهادي
لاحقا قال الرجل على فضائية رؤيا ما معناه: التاريخ سينصفني وأجيال المستقبل ستعرف كيف خدمت بلدي وحميت الإقتصاد .. بسرعة إستذكر النسور الراحلان وصفي التل وهزاع المجالي بإعتبارهما من الشخصيات التاريخية التي إتخذت قرارات مفصلية وحاسمة قبل دفع حياتهما ثمنا لها.
أحسست لوهلة أن حبيبنا (أبوزهير) وهو إسم رئيس الوزراء يميل إلى الإستشهاد ويبحث عن (إغتيال ما) .. شخصيا أعلق بالرد المصري المعروف في مثل هذه الحالات (يا رجل تف من بئك) وبالأردني: له له يا أبو زهير ألله يطوللنا عمرك.
الإخراج في عملية رفع الأسعار كان سيئا للغاية فمجلس الوزراء ليس بالصورة والبدائل كانت متاحة ونسبة الرفع قاسية وقياسية وكلما هدأ الشارع فوجئنا برئيس الحكومة يذكره بأنه لن يتراجع.. هل حصل ذلك صدفة وببراءة؟
تلفزيون الحكومة تدفق يبث لنا صور تخريب وإحراق المؤسسات لكنه لم يقم بواجبه تجاهي كمواطن حتى الأن ويخبرني عن هوية المخربين الذين قاموا بالإحراق والسطو وإرهاب الناس والإعتداء على القانون ... ذلك واجب الحكومة وأجهزتها الأمنية وليس واجبي ومن غير المعقول أن التلفزيون الذي يتوسع في عرض صور الإرهابيين ونشاطاتهم التي كانت ستقع يعجز عن عرض صور مخربين قاموا جهارا نهارا بأعمالهم المخلة بالقانون.
ألوان خديجة الجريئة
تحيرني قليلا الألوان الجريئة التي تستخدمها الزميلة خديجة بن قنة في ملابسها ففي حلقة أمس الأحد من (ما وراء الخبر) وفي ساعات الفجر الأولى أطلت الزميلة بحجابها الأنيق بلونين لم أراهما معا في حياتي وهما الأصفر على المنديل والأخضر في القميص.
بالنسبة لأم العيال لا علاقة بين الأصفر والأخضر لكن بنات هذه الأيام خلطن كل شيء تقريبا وسر إهتمامي بالموضوع هو ضجري من الساعات التي تقضيها بناتي طبعا بأوامر من القيادة في تلبيق الألوان على بعضها.
والمشهد يذكرنا فعلا بازمة الحجاب والمذيعات (السافرات) اللواتي غادرن الجزيرة من الزميلات الفاضلات لأنهن رفضن الحجاب لكن الحجاب على هوية الزميلة بن قنة يبدو في الواقع أنيقا ولافتا أكثر من أي وضع آخر وإن كنت بكل الأحوال لا أؤمن بأن شخصا من حقه فرض اي لباس أو زي أو لون على شخص آخر في الكرة الأرضية.
لكن قنوات دريم المصرية فيما يبدو تحجبت إجباريا هي الأخرى وبدون ألوان فاقعة ومختلطة فقد إكتفت باللون الأسود المرتبط بإعلانات الوفاة والنعي.
الزملاء في دريم وعند إدارة الريمونت كونترول عليهم يصدمونك بلوحة سوداء كتبت عليها عبارات بالخط الأبيض الفاقع كما يحصل تماما في إعلانات الموت .. هذه العبارات تبلغك ببساطة بأن القنوات متحجبة إجباريا بعدما قطعت حكومة الثورة المصرية التي يترأسها الدكتور هشام قنديل البث عنها.
يبدو أن دريم تتهم قنديل جزافا فقد رأيت الرجل بعيني على سكاي نيوز يقبل رأس الطفل الفلسطيني الشهيد في قطاع غزة ..لا يمكن لمن يفعل ذلك متأثرا أن يغلق قناة إعلامية أو يقيد حريات التعبير .. معاذ ألله أن يفعل ذلك أخونا قنديل.
تلفزيون يتحدث بالصيني
الملاحظات االلاذعة أو الساخرة التي تتصدر صفحات الفيس بوك بخصوص بعض الفضائيات أحيانا تبدو فعلا مثيرة للدهشة أو الضحك .. مثلا لاحظ احد الزملاء بأن الفضائية الأردنية وفي اللحظة التي بدأت فيها موجة الإضطرابات الأخيرة بسبب رفع الأسعار كانت تعرض مسلسلا صينيا مترجما.
انا شخصيا لا أعرف ما هي مصالحنا كأردنيين التي تستدعي الإهتمام بالمسلسلات الصينية والكورية المدبلجة التي يعاد بثها وكل ما يمكنني رصده هو مشروع أخفق لبناء مفاعل نووي سلمي بالتعاون مع كوريا وتصوري أن المسلسل الكوري هدفه تسلية الخبراء الكوريين الذين يزورون عمان لأغراض التفاهم على النووي.
مثال آخر أحد الزملاء فتح على فضائية فلسطين عندما بدأ الطيران الإسرائيلي يقصف قطاع غزة فوجدها تبث برنامجا متخصصا بالثقافة الدينية.
وفكرت للحظة بإلتقاط إشارة فضائية السودان عندما حصلت توترات في بعض مدنه وعمليات قتل فوجدتها مهتمة ببرنامج فلاحي يناقش حصريا هزال الماشية بسبب الجفاف.
لكن في الواقع لفت نظري غسان مشهراوي الذي طرح سؤالا جوهريا عندما إستضافته محطة العربية: لماذا لم يدع للقاء القاهرة الرئيس محمود عباس ما دام قد حضر الجميع من نبيل العربي إلى ممثل قطر إلى خالد مشعل؟
بعد إطلالته على العربية جمعتني بمشهراوي جلسة حوارية صاخبة وساخنة فتحت خلالها كل الملفات وسمعت الرجل يقول: لو كان رئيسنا محاطا بمستشارين من النوع المبادر لكان قد تواجد في القاهرة مع القوم ما دام الأمر سيناقش العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.
قلت له : قد لا يسمح له بالعبور للقاهرة فرد قائلا: لحظتها كنت سأقترح عليه الإتصال بخالد مشعل ومطالبته بلقاء ودي على بوابة رفح هدفه فقط النظر لغزة من بعيد والدعاء لاهلها فذلك أضعف الأيمان.

