جفرا نيوز -
لارا مايكليم، بريطانية في طليعة عدد متزايد من الأشخاص الذين يقضون أوقات فراغهم في تمشيط شاطئ نهر التايمز، بحثاً عن قطع أثرية نادرة تروي عن الحياة في العاصمة البريطانية قبل مئات الأعوام، ومن المرتقب عرض مكتشفاتهم في متحف لندن خلال أشهر.
تنتظر مايكليم انحسار المد على شواطئ لندن لتمارس مع العديد من مستكشفيين، هوايتها في التنقيب عن الآثار في هذا الموقع منذ أكثر من 20 عاماً، وفقاً لما نقلته صحيفة "ذا غارديان"، اليوم الأحد.
ووصفت هوايتها بالإدمان، وتزور الشاطئ مرتين أسبوعياً لساعات طويلة. وتعبر عن شغفها بالقول: "بمجرد أن تبدأ، فإنه يجذبك إلى الوراء.. هو مكان تسافر فيه عبر الزمن. ينتابك هذا الإحساس بالماضي الذي كان محبوساً في الوحل، أحياناً لآلاف السنين".
بدأت مايكلم في نشر اكتشافاتها على وسائل التواصل الاجتماعي في عام 2012. ومنذ ذلك الحين، أصبح الحماس لهذه التسلية كبيراً جداً، لدرجة أن هيئة ميناء لندن (PLA) اضطرت إلى التوقف عن إصدار تراخيص تتيح للمواطنين التنقيب على الآثار قرب نهر التايمز.
بين عامي 2018 و2022، ارتفع الطلب على التصاريح من 200 تصريح سنوياً إلى أكثر من 5000 تصريح.
متحف لعرض الاكتشافات الأثرية
هذا الأسبوع، أعلن متحف لندن، الذي يوفر موطناً للاكتشافات المهمة على شاطئ التايمز، عن معرض كبير بعنوان "أسرار نهر التايمز: كنوز لندن المفقودة"، والذي سيفتتح في أبريل (نيسان) المقبل.
ووصف المتحف نهر التايمز بأنه "كبسولة زمنية حية"، ووعد بسرد قصة الاكتشافات المتنوعة التي عثر عليها مثل الأنابيب الطينية والأسنان الاصطناعية إلى خنجر من عصر الفايكنج وقطعة من القرون الوسطى، وخاتم من الذهب مكتوب عليه "من أجل الحب أعطيت".
ومن بين العناصر التي سيتم عرضها في معرض متحف لندن، قبعة صوفية محبوكة محفوظة جيداً، كانت محاصرة في طين النهر منذ حوالي 500 عام.
وتحدثت أمينة المعرض كيت سومنال عن تاريخ هذه الهواية مشيرة إلى أنها تسبق القرن التاسع عشر. وقالت: "يميل الأشخاص الذين يعيشون في فقر مدقع إلى البحث عن فتات صالحة للاستعمال وبيعها.. غالباً ما يتم إرسال الأطفال إلى نهر التايمز للبحث عن مكتشفات للبيع".
لكن في السنوات الأخيرة، تطورت هذه الممارسة إلى هواية يشعر من خلالها الأشخاص بالرضا خلال البحث والاكتشاف، ومن ثم نيلهم امتيازاً بأنهم "أول من لمس شيئاً ما منذ مئات أو حتى آلاف السنين".