جفرا نيوز -
كثرة التفكير السلبية يمكن أن تجعلك ضمن دائرة من الضيق والقلق. يميل الإنسان غالباً إلى الإفراط في التفكير من حين إلى آخر، ولكن التعمق في القضايا البسيطة قد يجعل من الصعب إبقاء العقل هادئاً وفي حالة من التركيز.
هذا النمط من التفكير المستمر يؤثر من دون شك في راحة البال، وعند فقدان الأخيرة فسوف يميل الشخص إلى الإفراط في التفكير، وهكذا يمكن لكثرة التفكير أن توقعك في دوامة أو حلقة مفرغة.
وتشير الأبحاث إلى أن كثرة التفكير ليست مجرد مصدر إزعاج، بل يمكن أن تؤثر بشكل ضارٍّ في الصحة العامة وصحة الدماغ كذلك.
إليك أضرار كثرة التفكير على الدماغ وعلى صحة الجسم عموماً، وطرق التخلص منها.
ماذا يفعل التفكير الزائد في الإنسان؟
أضرار التفكير الزائد أو كثرة التفكير كبيرة على الصحة، ولعل أبرزها الآتي:
عدم القدرة على التركيز
كثرة التفكير يمكن أن تطغى على العقل؛ ما يجعل التركيز على المهام اليومية أمراً صعباً. إن تكرار السيناريوهات باستمرار أو القلق بشأن المستقبل سيأخذ كل انتباهك؛ ما يؤدي إلى انخفاض الإنتاجية في العمل وحتى في الأنشطة البسيطة، وضعف الوظيفة الإدراكية.
الشعور بالتعب
الضغط النفسي الناتج عن الإفراط في التفكير يمكن أن يستنزف طاقتك؛ فيجعلك في حالة من التعب المستمر. هذا الأخير يمكن أن يُضعف الأداء اليومي، ويؤثر في أنماط النوم، ويؤدي إلى مشكلات نفسية مثل الاكتئاب والقلق وغيرها.
المعاناة من القلق
التفكير المستمر له صلة مباشرة بالقلق. القلق المفرط بشأن المستقبل أو النتائج المحتملة قد يؤدي إلى أفكار سلبية وقلقة وأعراض جسدية مختلفة.
القلق قد يؤدي إلى نوبات الهلع كذلك. وهذا الأمر قد يجعلك ضمن دائرة من الخوف؛ ما يؤثر في جودة الحياة التي تعيشينها.
الإصابة بالاكتئاب
ربما ترتبط كثرة التفكير بالتفكير السلبي، ويمكن أن تساهم هذه الحالة المستمرة إلى حالة من الإرهاق أو الاكتئاب. إذا كنت تجدين نفسك غارقة في أخطاء الماضي والمخاطر المستقبلية؛ فقد تكونين عرضة لخطر الشعور باليأس وانعدام القيمة. ومع مرور الوقت، يمكن أن يؤدي هذا الشعور إلى الاكتئاب.
تقلب المزاج
إن عدم الاستقرار على الصعيد العقلي وكثرة التفكير السلبي يمكن أن تجعلك عرضة للتقلبات المزاجية والإحساس بعدم الراحة الداخلية، وهذا يدل على صحة عاطفية غير متناسبة.
ومع مرور الوقت، يمكن أن يؤدي عدم الاستقرار النفسي إلى توتر في العلاقات وتفاقم مشاعر التوتر لديك.
الأفكار المزعجة
كثرة التفكير ستسبب اضطرابات في النوم؛ لأنه سيكون من الصعب تهدئة العقل من الأفكار المتتالية، وتحقيق نوم هانئ.
فالأفكار والمخاوف تتزايد في فترات الليل؛ ما يمنع الشخص من النوم أو يسبب له الاستيقاظ المتكرر خلال فترة الليل، وهذا يمكن أن يؤدي إلى التعب، وضعف الأداء خلال اليوم التالي.
ارتفاع مستوى الكورتيزول
القلق والضغط النفسي المستمران يمكن أن يؤديا إلى مجموعة من المشكلات الصحية، حيث يقوم الجسم بإفراز هرمونات التوتر مثل الكورتيزول. يمكن لهذه الهرمونات أن ترفع مستوى السكر في الدم والدهون الثلاثية التي يمكن أن يستخدمها الجسم بوصفها وقوداً؛ ما قد يؤدي إلى ظهور مجموعة من الأعراض مثل: الدوخة، جفاف الفم، ضربات القلب السريعة، الصداع، التعب، عدم القدرة على التركيز، العصبية، التنفس السريع، ضيق في التنفس، التعرق، الارتعاش والوخز.
ربما يهمك الإطلاع على الصحة النفسية: الحاجة ملحة لطبيب أو معالج من أجل الوقاية والعلاج وفق اختصاصية
كيف أعالج نفسي من التفكير الزائد؟
بعض الطرق قد تساعدك في التخلص من التفكير الزائد، حيث ستتعلمين إدارة أفكارك والطريقة التي يستجيب بها عقلك لهذه الأفكار، بهدف تجنُّب العواقب السلبية على صحتك العقلية.
ولعل أبرز هذه الطرق:
محاولة المشاركة في الأنشطة التي تستمتعين بها، مثل السباحة، الخروج مع الأصدقاء، سماع الموسيقى، الرسم.
حاولي إغلاق عينيك والتنفس بعمق، عندما تجدين فيها نفسك متقلبة في أفكارك.
تنفسي بهدوء وازفري. التنفس له تأثير مباشر في جسمك وعقلك، وقد يساعد في تشتيت انتباهك عن الأفكار السلبية وتقليل الآثار الجسدية للتفكير الزائد.
قومي بممارسة التأمل بانتظام؛ فهذه الطريقة مدعومة بالأدلة لتحويل انتباهك إلى الداخل وتصفية ذهنك من كثرة الأفكار.
تحديد أولويات التحديات الأكثر خطورة، ومحاولة التخلي عن العقبات اليومية، قد يساعدك على تقليل الشعور بالإرهاق.
حاولي فعل شيء يسعد الآخرين. إن إدراك أن لديك القدرة على رسم البسمة على فم شخص ما؛ يمكن أن يمنع الأفكار السلبية من السيطرة عليك، كما يجعلك تركزين على أمور أخرى بدلاً من تدفق الأفكار السلبية.
ركزي أفكارك على الأشياء التي يمكنك إدارتها والقيام بها، فوجود خطة عمل يمكن أن يساعد كثيراً في العثور على الراحة النفسية ويقلل من كثرة التفكير.
ابحثي عن فرص صغيرة يمكن من خلالها مواجهة المواقف التي تجعلك في حالة من القلق المستمر.
اطلبي الدعم؛ يمكن أن يساعد طلب الدعم من قريب أو صديق تثقين به أو معالج نفسي متخصص على تطوير أدوات جديدة للتعامل مع الأفكار السلبية، والمساعدة على تغيير طريقة تفكيرك.