جفرا نيوز -
في ظل هيمنة الشاشات على حياتنا اليومية، يُعرب الخبراء عن قلقهم من تراجع كفاءة الجيل Z في استخدام لوحات المفاتيح التقليدية، وفقًا لتقرير نشرته صحيفة "ديلي ميل" البريطانية.
ومع تزايد الاعتماد على الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية بدلاً من الحواسيب المحمولة والمكتبية، قد تصبح مهارة الكتابة على لوحة المفاتيح، التي تعتمد على استخدام جميع الأصابع دون النظر إلى المفاتيح، فنًّا من الماضي.
وقد أشار تقرير نشرته صحيفة "وول ستريت جورنال" إلى انخفاض كبير في عدد الشباب الملتحقين بدورات الكتابة على لوحة المفاتيح، ويرجع ذلك جزئيًا إلى تقليص المدارس لهذه الدروس.
وفي المملكة المتحدة، رغم وجود شهادة وطنية للكتابة على لوحة المفاتيح، إلا أنها ليست جزءًا إلزاميًّا من المنهج الدراسي.
وأعادت المدارس المرموقة مثل "كلية برايتون" و"كلية إيتون" إدراج الكتابة على لوحة المفاتيح، ولكن البيانات الوطنية الشاملة حول مدى انتشارها ما تزال شحيحة.
هذا ما يحتاجه جيل "Z" لتحفيزه على العمل
والتغيرات في أساليب الكتابة تتزامن مع الاعتماد المتزايد على الأجهزة اللمسية لإنجاز المهام اليومية.
أفادت شركة "إنستركشر"بأن 39% من الوظائف المنزلية في مايو قد أنجزت عبر الأجهزة المحمولة بدلاً من الحواسيب، وعبرت ميليسا لوبل، رئيسة الشؤون الأكاديمية في "إنستركشر"، عن قلقها بشأن الفجوة التعليمية بين الأجيال.
وأظهرت الدراسة التي أجرتها جامعة ألتو وجامعة كامبريدج في عام 2019، أن الفجوة في سرعة الكتابة بين الهواتف الذكية والحواسيب قد انخفضت إلى 25%. على الرغم من ذلك، تشير الأدلة القصصية من المعلمين إلى تراجع كفاءة الكتابة على الحواسيب، مما دفع المعلمة كريستين مولر لتنظيم مسابقة تهجئة على لوحة المفاتيح، مما ساهم في تحسين السرعات بشكل ملحوظ.
ويوازن الدكتور بير أولا كريستنسون، خبير أنظمة الكتابة في جامعة كامبريدج، بين الآراء قائلاً، إن انخفاض الوقت المخصص للكتابة على لوحات المفاتيح قد يساهم في بطء السرعات، لكنه لا يرى تأثيرًا سلبيًّا كبيرًا على المهارات بشكل عام.
ويؤكد أن الممارسة تبقى ضرورية للحفاظ على الكفاءة، مع التركيز على فعالية التواصل بدلاً من سرعة الكتابة الدقيقة.
التحول نحو الكتابة على الشاشات يعيد تشكيل تفاعل الجيل الجديد مع التكنولوجيا، وتبقى تداعياته على كفاءة الكتابة على لوحات المفاتيح موضوعًا معقدًا يستدعي متابعة مستمرة من الخبراء والمعلمين.