النسخة الكاملة

لا تجعلي صديقتك طبيبك النفسي

السبت-2024-07-20 01:38 pm
جفرا نيوز -
الصديقة وقت الضيق. صحيح. ولكنّ حين تصبح الصديقة الطبيب النفسي فيمكن أن تخسر مميّزات الصديقة وتصبح ضِيقاً هي نفسها قي الوقت الذي تكونين أنت بأمس الحاجة فيه لصديقة، ولطبيب نفسي غير مقرّب منك ويساعدك على حلّ مشاكلك بطريقة احترافيّة ومستندة إلى معرفة وعلم طبّي.

لماذا لا يجب أن تكون صديقتك طبيبتك النفسية؟ إليك خمسة أسباب:

1- صديقتك لم تدرس علم النفس
ليس من الصدفة بأن يدرّس علم النفس في الجامعة على مدى سنين طويلة مثله مثل الطبّ. ذلك لأن النفس وتشعّباته معقّدة أكثر بكثير من الجسم ووظائفه البدنيّة. ولهذا الأمر هناك أخصّائيين شغلهم أن يضعوا الحالات النفسيّة في خاناتها الصحيحة وبأن يساعدوا من يلجىء إليهم بناءً على دراستهم وخبرتهم في هذا المجال. أما صديقتك، ومهما كانت واسعة الإطلاع، فهي لن تستطيع بأن تحدّد لك مشكلتك النفسيّة كما يفعل المعالج!


2- صديقتك لن تكون موضوعيّة
مهما كانت صديقتك مقرّبة منك ومتفهّمة وواسعة الفكر، فهي لن تعطيك آراءً موضوعيّة كما يفعل المعالج النفسي المحترف. ستكون آراؤها وتعليقاتها مبنيّة على عاطفتها تجاهك وبالتالي فإن النصائح سيشوبها الحكم عليك، ومن منطلق شخصي تعتمده الصديقة بدل من أن يكون المنطلق علميّاً.

3- صديقتك لن تتحمّل أسرارك الدفينة
كانت أمي تقول لي: "إحتفظي دائماً بشيء لك أنت فقط. ولا تفشي أسرارك كلّها." وأرى بأن الحقّ معها. فالإنسان متغيّر، ولكلّ طبعه ونفسيّته التتي تتقلّب بتقلّب الساعة. وهذا أمر محتّم لا تستطيع الصداقة بأن تغيّره. فالصداقة هي أن تحترمي الآخر كما هو وأن تتقبّليه. وفي أغلب الأحيان نريد أصدقاؤنا بأن يظنّوا خيراً فينا دون أن نشارك معهم الأسرار التي تربكهم، في الوقت الذي يمكن أن تشاركيها مع المعالج النفسي الذي لم يحكم عليك ولن تأبهين برأيه فيك كصديقة! فأنت مريضته ولست صديقته الحميمة.


4- صديقتك بحاجة إلى صديقة
 في بعض الأحيان ننغمس في مشاكلنا لدرجة أن ننسى بأن صديقتنا هي نفسها بحاجة إلى صديقة، وليس إلى شخص ينقّ عليها في كلّ الوقت ويرى فيها طبيبة نفسيّة. فهي أيضاً لديها مشاكلها وبودّها أن تلقى المساندة منك.

5- صديقتك للمساندة لا للعلاج
لذا دعي العلاج النفسي للأخصّائي وحافظي على صديقتك كصديقة لك. يمكن أن تسأليها بأن ترافقك إلى عيادة الطبيب، وبأن تكون بجانبك لأن تروّحي عن نفسك معها دون إتعابها واستغلال الصداقة للعلاج!
© جميع الحقوق محفوظة لوكالة جفرا نيوز 2024
تصميم و تطوير