النسخة الكاملة

الآثار الجانبية للأدوية.. هل هناك جانب مفيد منها؟

الأحد-2024-06-30 10:00 am
جفرا نيوز -
تتطلب الآثار الجانبية السلبية للأدوية، مثل ردة الفعل التحسسية الشديدة أو الأعراض التي تهدد الحياة، علاجاً فورياً ووقف الدواء.

ووفقاً للدكتور اتش. شميرلينغ، كبير محرري دار النشر الصحية بجامعة هارفارد، فإنه من الممكن تحمل آثار الأدوية الجانبية البسيطة عند مقارنتها بفوائد هذه الأدوية. وشرح قائلاً: «غالباً ما تختفي هذه الأعراض من تلقاء نفسها عندما يعتاد الجسم على الدواء. ولكن هناك نوعاً آخر من الآثار الجانبية التي لا نسمع عنها كثيراً وهي الآثار المفيدة. والتي على الرغم من أنها غير شائعة، فإنها تستحق أن نضعها في الاعتبار عند بدء تناول دواء جديد».

آثار جيدة

يُفترض أن مصطلح التأثير الجانبي للدواء أمر سيئ، لكنه أحياناً لا يكون كذلك. فهناك آثار جانبية «جيدة». وأوضح د. شميرلينغ قائلاً: «وجد الباحثون أكثر من 450 تقريراً عن تأثيرات مفيدة بالصدفة للعديد من الأدوية منذ عام 1991. وقد يكون هذا أقل من الواقع، نظراً لأن نماذج التقارير لم تحدد نوع الآثار الجانبية».

عقاقير تستعمل بشكل مختلف

هناك أمثلة بارزة لآثار جانبية مفيدة ساهمت في تغيير استعمال الدواء، تشمل:

عقار مينوكسيديل (مثل روجين، جينكسترا، وأسماء تجارية أخرى): تم تطوير هذا الدواء في السبعينيات لعلاج ارتفاع ضغط الدم، ولكن لوحظ أن تناوله يسبب زيادة نمو الشعر في الأشخاص الخاضعين للدراسة. وما كان يعتبر في البداية آثاراً جانبية مزعجة أصبح في نهاية المطاف استخدامه الأساسي. حيث تستخدم الأشكال الموضعية من هذا الدواء اليوم لعلاج تساقط الشعر.

ديفينهيدرامين (مثل بينادريل): هذا العلاج الشائع لحالات الحساسية له آثار جانبية تتمثل في النعاس. وبالنسبة للبالغين الذين يعانون من مشاكل الحساسية وصعوبة النوم، يمكن أن يكون هذا التأثير المهدئ مفيداً. ولكن لا ينصح بالاستخدام المنتظم الطويل الأمد للديفينهيدرامين، لأنه قد يزيد من خطر الإصابة بالخرف.

سيلدينافيل (مثل الفياغرا): تم تطويره في الأصل كعلاج ارتفاع ضغط الدم والذبحة الصدرية، ولكن مستخدميه الذكور لاحظوا أن الدواء مفيد في العلاقة الزوجية. لذا، أدرك صانعو السيلدينافيل أنه في ظل الظروف المناسبة، يمكن أن يكون هذا أثراً جانبياً مفيداً للغاية. وفي عام 1998 تمت الموافقة عليه كعلاج للكثير من الحالات.

سيماغلوتيد (أوزيمبيك، ويجوفي، ريبلسوس): تم تطوير هذا الدواء لعلاج مرضى السكري، لكن مستخدميه الأوائل لاحظوا انخفاض الشهية وفقدان ملحوظ في الوزن. وبعد ذلك تمت الموافقة على العديد من تركيبات هذه الأدوية لفقدان الوزن.

استخدامات أكثر فائدة

بينما أن اكتشاف الأدوية المفيدة يمكن أن يحدث بشكل غير متوقع، فإن مطوري الأدوية يستخدمون تقارير تعريف الآثار الجانبية للأدوية بهدف البحث عن استخدامات جديدة لها. على سبيل المثال:

- قد يكون الدواء الذي يسبب انخفاض التعرق كأثر جانبي فعالاً في علاج حالة فرط التعرق.

- قد يكون الدواء الذي يسبب انخفاض ضغط الدم كأثر جانبي مفيداً في علاج حالات ارتفاع ضغط الدم.

- قد تكون القطرة التي تسبب زيادة كثافة الرموش كأثر جانبي مفيدة كمحفز لنمو وكثافة رموش العينين.

وتوفر سجلات الآثار الجانبية المفصلة للأدوية طريقة لتحديد إمكانية إعادة استخدامها كخيار أكثر فائدة. لذلك، حتى الآثار الجانبية السلبية يمكن أن يكون لها جانب إيجابي.