النسخة الكاملة

الفايز: المجتمع الدولي ومنظماته فشلوا بتحقيق السلم - صور

الأحد-2024-03-17 04:37 pm
جفرا نيوز -


جفرا نيوز-  قال رئيس مجلس الاعيان فيصل الفايز، إن عالمنا بحاجة اليوم ،إلى إرادة حقيقية من قبل ساسته وقادته ، للوصول الى السلام الحقيقي الذي ينشده مجتمعنا الإنساني ، وبحاجة ايضا إلى قرارات حاسمة تجاه الدول المارقة والخارجة على القانون الدولي ، وبحاجة الى صحوة حقيقية للضمير الانساني والاخلاقي ، صحوة تعيد الامن والاستقرار الى الشعوب المضطهدة والجائعة والفقيرة ، وتنهي سياسة الاستقطاب والهيمنة .

وبين الفايز ، أن المجتمع الدولي ومنظماته الاممية سواء كانت عصبة الامم او خليفتها الامم المتحدة ، قد فشلا في تعزيز التعاون الدولي وتحقيق السلم والأمن الدوليين منذ الحرب العالمية الاولي وحتى يومنا هذا ،  وانقسم المجتمع الدولي الى محاور  واقطاب ، ولم تستطع الامم المتحدة التي انشئت بعد الحرب العالمية الثانية ، من تحقيق اهدافها ومنع الصراعات والحروب الدائرة في عالمنا ، وللأسف بدا عالمنا اليوم أكثر انقساما بين شماله وجنوبه ، وزادت هيمنة الدول العظمى على الدول الفقيرة والضعيفة.

جاء ذلك في الكلمة التي ألقاها الفايز في المؤتمر السنوي الثاني للمجلس العالمي للتجديد السياسي الذي عقد في واشنطن  ، بهدف دعم  السلام العالمي والعدالة الاجتماعية وحماية حقوق الانسان ، وبناء مجتمعا انسانيا خال من العنف ، بمشاركة قادة سياسيين ورؤساء حكومات سابقين ، وحزبيين وبرلمانيين وناشطون في مجال حقوق الانسان يمثلون مختلف دول العالم .

وأضاف الفايز " ان  السلام الذي ينشده عالمنا ما زال مفقودا ،  وما زال مجتمعنا الانساني يعاني من الصراعات والحروب ، رغم المواثيق الدولية الصادرة عن الامم المتحدة ،  وحق الشعوب في الحرية والاستقلال والحياة الامنة " .

وبين رئيس مجلس الاعيان في كلمته امام الحضور ، ان الفجوة اتسعت بين الدول الفقيرة والغنية  وما زالت العديد من دول العالم ، تعاني من ويلات الصراعات ، وخير دليل على ذلك ان الشعب الفلسطيني ، ما زال يعاني من اطول احتلال في تاريخ البشرية ، بسبب عدم قدرة الامم المتحدة على تنفيذ قراراتها ، التي تؤكد حق الشعب الفلسطيني في اقامة دولته المستقلة .

واضاف " انه ونتيجة لفشل المجتمع الدولي ببناء مجتمع انساني خال من العنف واسلحة الدمار الشامل ، ولعدم قدرة الامم المتحدة ومؤسساتها  من فض النزاعات وانها الصراعات ، فان المجتمع الانساني يدفع  اليوم ثمنا باهظا جراء الحرب الروسية الاوكرانية ، والعدوان الاسرائيلي على الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية المحتلة وقطاع غزه " .

وقال الفايز  من المحزن جدا انه ما زالت العديد من الدول تغذي هذه الصراعات والحروب  وتدعمها بالمال والسلاح ، رغم الاثمان الباهظة التي يدفعها المجتمع الدولي  ، مما ادى ايضا الى انتشار العنصرية والحروب الطائفية والدينية وخطاب الكراهية ، ولم تنجح القوى الحية التقريب بين الشعوب ، وفشل حوار الحضارات ، وسيطرت قوى الارهاب والتطرف ، وازدهرت تجارة المخدرات ، واسلحة الدمار الشامل ، والاسلحة المحرمة دوليا ، وزاد  نفوذ العصابات المسلحة والمليشيات ومرتزقة الحروب  .

واشارإلى أن الصراعات والازمات السياسية والحروب الاهلية  ، والتي اغلبها في منطقة الشرق الاوسط ، ادت الى قتل  وتهجير  مئات الالاف ، وانتشار الفقر والبطالة ، وتراجع النمو الاقتصادي وانعدام التنمية ، ويدخل التغير المناخي كتحدٍ اضافي ، ليعمق أزمة الغذاء العالمية إلى مستويات مقلقة ، قد يتسبب بمزيد من حالات  النزوح واللجوء ، وتراجع النمو الاقتصادي وانعدام التنمية .

 وخلال المؤتمر قال الفايز ، أود تذكير الحضور بتصريحات الامين العام للامم المتحدة  انطونيو غوتيريش ، التي اعتبر فيها أن مجلس الأمن الدولي ، فشل في منع الحرب في أوكرانيا ، وإن المجلس  فشل ايضا القيام بكل ما يمكنه لمنع هذه الحرب ووضع حد لها ، والتي اعترف فيها ايضا بإن مجلس الأمن مشلول بسبب الانقسامات الجيوستراتيجية ، وأن المؤسسات العالمية ضعيفة وعفا عليها الزمن ، وانها  لم  تزل عالقة في فترة زمنية مضى عليها 80 عاما ،.

اما بخصوص العدوان الاسرائيلي على قطاع غزه  فقد اوضح  غوتيريش ، انه  ضغط  على مجلس الامن الدولي ، من أجل تجنب وقوع كارثة إنسانية في غزه ،  لكن للأسف فشل في القيام بذلك .

وقال الفايز انه في الوقت الذي نلتقي فيه اليوم ، للوقوف  على التحديات التي تواجه عالمنا وكيفية معالجتها ، وصولا الى السلم العالمي  لينعم عالمنا بالامن والاستقرار والسلام ، اود تذكيركم وتذكير مؤسسات حقوق الانسان والمنظمات الدولية ، التي تدافع عن حرية الشعوب وحقها في الحياة والكرامة ، اذكركم بانه حتى نهاية الاسبوع الماضي وجراء العدوان الاسرائيلي على الشعب الفلسطيني في قطاع غزه  ، فقد تجاوز عدد الشهداء 31  ألف شهيد ، وأصيب  اكثر  من 80 الفا ، منهم 75% من النساء والأطفال.

واكد الفايز  في كلمته ، ان كل هذا القتل يجري امام صمت المجتمع الدولي  ، وقال" لا  شيء يمكن أن يبرر استمرار تدمير سبل عيش مليوني شخص في غزه ، وتدمير المستشفيات ودور العبادة والمدارس ومصادر المياه  ، وتدمير  80 بالمئة من بيوت قطاع غزه وكافة البنى التحتية ، وتهجير  نحو  مليون ونصف المليون  فلسطيني من القطاع الى رفح ، اضافة الى قتل الصحفيين والاطباء ، ومنع موظفي المنظمات الانسانية من القيام بعملها " .

وأضاف الفايز " انني هنا اتوجه بالسؤال للجميع ، هل جرائم اسرائيل هذه هي جرائم حرب ؟ وهل ما تقوم فيه اسرائيل  من تطهير عرقي وحرب ابادة جماعية ، من حق المجتمع الدولي ومحكمة العدل الدولية والجنائية الدولية ان تحاسب اسرائيل  على جرائمها ؟ " وقال  ان استمرار هذه العدوان امر غير مقبول ، وان استمرار المجتمع الدولي الاكتفاء بالتنديد امر غير مبرر  ، والى متى تبقى اسرائيل دولة خارجة على القانون  ، تدعمها دول تدعي الحرية وحماية حقوق الانسان ، تحت مبرر حق الدفاع عن النفس ، ان ما جري في السابع من شهر اكتوبر العام الماضي ، ما هو الا نتيجة لحرمان الشعب الفلسطيني من حقوقه المشروعة منذ قرابة الثمانية عقود ، لقد تجاوزت إسرائيل كافة القوانين والقيم الأخلاقية والإنسانية. والمعايير القانونية .

وبين رئيس مجلس الاعيان  ، ان حرب الابادة التي تمارسها دولة الاحتلال الاسرائيلي بحق سكان قطاع غزه  والشعب الفلسطيني عموما ، اضافة الى مختلف الجرائم الاخرى  ، سواء كانت التطهير العرقي  او القتل المتعمد ، او اتباع سياسة التجويع والتهجير القسري ، وتدمير  سبل العيش والحياة ، هي جميعها جرائم حرب ينطبق عليها تعريف الامم المتحدة  لمفهوم حرب الابادة  وجرائم الحرب .

وقال الفايز ان جلالة الملك عبدالله الثاني الذي يمثل صوت الحكمة والعقل ،  يحذر باستمرار  من تداعيات عدم تطبيق اسرائيل قرارات الشرعية الدولية المتعلقة بالقضية الفلسطينية ، وقد بين  جلالته لشركائه واصدقائه من قادة العالم وساسته  ، بأن استمرار اسرائيل في سياساتها العدوانية ، لن يحقق الامن والاستقرار  لها ، او لمنطقة الشرق الاوسط والعالم .

وخلال جولة جلالته الاخيرة التي شملت الولايات المتحدة الامريكية ، والمملكة المتحدة وفرنسا وكندا ، هذه الدول التي يرتبط معها الاردن بعلاقات استراتيجية قوية ومتينة ، مضي على بعضها اكثر من عشرة عقود ، لكنه يختلف معها في موضوع  التعاطي السياسي والامني المتعلق بالقضية الفلسطينية ، فقد وضع جلالته قادة هذه الدول ومسؤوليها ،  بحقيقة ما يجب عمله لوقف الحرب الاسرائيلية  على الشعب الفلسطيني ، حيث حمل جلالته  مشروعا بخطة واضحة  للتعامل مع العدوان الاسرائيلي  ، اساسه عدم السماح لإسرائيل باجتياح رفح لأن النتيجة ستكون كارثية على الجميع ، وضرورة انضاج صفقة وقف الحرب عبر هدنة طويلة تبدأ بتبادل الأسرى ،  اضافة الى  فتح كافة المعابر لادخال  المعونات الإنسانية الكافية ، وإنهاء التصعيد في الضفة الغربية ولجم المستوطنين ، وفتح المسجد الأقصى امام المصلين ،  وإطلاق مبادرة الحل السياسي الشامل وفق جدول زمني محدد ، من خلال مؤتمر دولي يفرض الحل العادل للقضية الفلسطينية على اسرائيل ، وفق حل الدولتين  وقرارارت الشرعية الدولية ، وصولا إلى إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة ، هذا بالاضافة الى رفض الاردن توسيع دائرة الصراع والحرب والتهجير القسري للفلسطينيين تحت اي ذريعة ، مشيرا  في هذا الاطار الى ان الاردن لديه مليونين  ونصف المليون من اللاجئين الفلسطينيين  ،  يوفر لهم الرعاية الكريمة والعمل بالتعاون من " الاونروا " ، وهولاء من حقهم العودة الى وطنهم الذي هجروا منه قسرا .

كما ان جلالة الملك عبدالله الثاني ابلغ كافة الاطراف الفاعلة ، في البيت الأبيض والكونغرس والعواصم الاوروبية وغيرها ، بأن اي محاولة او خيار لتصفية القضية الفلسطينية ، على حساب الأردن امر مرفوض تماما ، وقيام إسرائيل باي عملية تهجير للفلسطينيين من الضفة الغربية هو بمثابة  خط احمر ، وسيتعامل الاردن مع هذه العملية بمنتهى الحزم  باعتبارها تهديدا للأمن الوطني الأردني .

واشار الفايز ايضا ، الى ان العالم يواجه اليوم تحدي اللجوء والنزوح ، بسبب الاضطهاد والصراعات والعنف ، أو نتيجة  الخوف من التعرض للاضطهاد ، او بسبب العرق أو الدين أو  الانتماء الى فئة اجتماعية معينة ، أو الاراء السياسية ، مبينا ان ارقام المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين ، تشير الى أنه في عام 2017 رحل  حوالي 65 مليون شخص قسراً في جميع انحاء العالم ، تاركين بيوتهم ومقدراتهم ، فهناك مئات الالاف من اللاجئين السوريين ، والملايين من اللاجئين والنازحين الفلسطينيين ، ومثلهم ايضا من الدول الافريقية ، خاصة الذي هاجروا بسبب الجوع والفقر والاضطهاد الديني والعرقي .

واكد ان هذه التحديات  ترتب على المجتمع الدولي ، المزيد من التشاركية المبنية على الثقة لتجاوزها ، من خلال بناء علاقات قائمة على الاحترام والمنافع المشتركة ، وعلى نحو يبني مستقبلا  تشاركي للمجتمع الانساني يحقق الرفاه للجميع ، ويعيد المتانة والقوة للقيم الانسانية والاخلاقية ، وقيم الحرية والعدالة  ، بعيدا عن السيطرة والاستحواذ والهيمنه ، وسياسة الاستقطاب وتحقيق المنافع الخاصة ، على حساب كرامة الشعوب وحريتها  وامنها واستقرار الدول وسيادتها.

وطالب الفايز المجتمع الدولي بذل جهود اكبر لتذليل كافة العقبات والتحديات  ، من خلال الحوار المسؤول والجاد ، وخلق الترابط الاقتصادي المتبادل بين الدول ، وتعزيز العلاقات في المجال الثقافي والاجتماعي ، فالاعتراف المتبادل بالحقوق وتحقيق العدالة للجميع  ، يصل بالجميع إلى معادلة أمن ورخاء دائمين .

يشار الى ان المجلس العالمي للتجديد السياسي (GCPR) هو منظمة عالمية تجمع السياسيين على جميع المستويات من مختلف  أنحاء العالم ، وقد تم إطلاقه  عام  2022 ، بهدف تعزيز تعاون السياسيين والسعي لتحقيق السلام والعدالة العالميين.