جفرا نيوز -
جفرا نيوز - بقلم د. عبدالحكيم القرالة
يتفق الجميع أن ما يواجهه الاشقاء الفلسطينيين في قطاع غزة شكل كارثة انسانية بكل ما تحمل الكلمة من معاني الألم والمعاناة في ظل صلف واجرام لآلة الحرب لدولة الاحتلال في ظل استهداف ممنهج لكل سبل الحياة في القطاع المنكوب حتى أضحت غزة مكان غير قابل للحياة.
انتهاج نظرية الارض المحروقة واستهداف المدنيين والاعيان المدنية وقتل وتدمير كل شيء نابض بالحياة أنتج كارثة مهولة بكل المقاييس في ظل قطع كل اساسيات الحياة من ماء ودواء وغذاء ومأوى ترجمتها آلة الاجرام الاسرائيلية واقعا معاشا وعلى مرأى ومسمع المجتمع الدولي.
الاردن وبقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني التقط خطورة الوضع الراهم في غزة في ظل هذه الاكراهات والمخاطر التي يتعرض لها الغزيين فرفع الصوت عاليا ومدوياً بضرورة فتح المجال لايصال المساعدات الاغاثية شريطة استدامتها في ظل عراقيل اسرائيلية بقصد زيادة حجم الكارثة وهذا ما حصل.
وسلطت الدبلوماسية الاردنية بقيادة جلالته على ضرورة مأسسة وتنظيم الجهد الاغاثي الدولي لايصال المساعدات وديمومتها وكفايتها لتتوائم وحجم الكارثة وهذا ما حقق به الاردن نجاحات بجهود جبارة وعبر التشبيك مع الاطراف والمنظمات والمؤسسات ذات العلاقة.
غير ان حجم الكارثة أكبر من كل الجهود ما حذا بالاردن الى كسر الحصار عبر جسر جوي لم ينفك نسور سلاح الجو الاردني وبمشاركة شخصية من لدن جلالة الملك عبدالله لايصال المساعدات بمختلف اشكالها الى الاشقاء بغية التخفيف من أكلاف هذه الكارثة الانسانية.
الاردن التقط ان الصلف والتعنت الاسرائيلي الممنهج بالتضييق على المساعدات سبيل لاستهداف الاشقاء بقطع كل سبل الحياة لتزيد من هول الكارثة وبالتوازي تحقيق اجندات ومآرب خبيثة ترمي اليها في المستقبل قائمة على تصفية القضية وانهائها.
من هنا أخذ الاردن على عاتقة ضرورة وحتمية كسر هذا الحصار عبر ايصال المساعدات جوا بالتنسيق مع مختلف الاطراف للتقليل ولو بشكل جزئي ممن تداعيات الكارثة وتبعاتها على الاشقاء في غزة في ظل هذا الهجوم البربري الاسرائيلي.
اصوات نشاز تخرج وتقلل من أهمية هذه الجهود الاردنية الجوهرية الرامية الى كسر الحصار الخانق الذي تفرضه اله الحرب الاسرائيلية على الاشقاء غير انها تؤتي اكلها وتقدم العون والمساعدة للاشقاء وتسهم الى حد ما بالتقليل من اثار هذه الكارثة.
ما قام به الاردن من واجب تجاه الاشقاء ترفع له القبعات لما يحقق من غايات سامية ومقدسة تخفف من الاعباء الكارثية على الاشقاء وتقف سدا منيعا في وجه المخططات الاسرائيلة البغيضة عبر اسناد وعم الاشقاء بكل السبل المتاحة لدعم صمودهم على ارضهم.
جملة القول، الجهود الأردنية الإنسانية التي يقودها جلالة الملك عبدالله الثاني بذاته مهمة من جهة التوقيت والظروف القاهرة التي يواجهها الغزيون، وعلى الجميع عربياً واقليمياً ودولياً إسنادها وتعزيزها حتى تحقيق المرجو والمأمول منها، وصولاً لإنقاذ الاشقاء من براثن هذا الإجرام الذي لا تقبله لا قوانين ولا أعراف ولا أخلاقا ولا إنسانية.