جفرا نيوز -
جفرا نيوز - بقلم د. اخليف الطراونة
يعرف الانتهازي بالشخص الذي يستغل الفرص، ويترصد أخطاء الآخرين وعثراتهم، ليس لتصويبها ومعالجة مكامن الخلل فيها؛ بل لتسخيرها والإفادة منها فيما يعود عليه شخصياً بالنفع والفائدة، بحيل ومكائد ومكر ودهاء وذكاء خارق من خلال إلباس هذه الأخطاء والعثرات لِباساً جماعياً ومنفعة عامة ومصلحة وطنية. والانتهازي بارع في التلوّن، والتسلّق على أكتاف من وثق به وأمن جانبه، وهو سريع التقلّب في المواقف والآراء وتغيير المبادئ، فهو كـ «الحربائيات» أو «الحرابي» تعيش في الشقوق وتأكل كل ما يدخل فمها، وتغير جلدها بحسب لون الطبيعة التي تعيش فيها لتجعل نفسها أكثر وضوحاً وتميزاً. وأصحاب هذه الفئة غالباً ما يلازمهم الفشل والخيبة والانكسار في معظم مواقفهم وآرائهم وأفعالهم بعد أن يكتشف الآخرون حقيقتهم.
الانتهازيون يفهمون في كل شيء وحضورهم دائم في كل مجال، يتكاثرون وينتشرون في كل لقاء ومنتدى ومحفل، معارفهم وعلومهم لا حدّ لها، فهم منظّرون في السياسة والاقتصاد والتربية والعلاقات الاجتماعية وحتى في الذكاء الاصطناعي وعلوم الفضاء!!.
يتقربون ويتوددون إليك حتى يشعرونك أنهم الأقرب إليك من نفسك؛ فتأتمنهم على أسرارك؛ فينشرونها ويخدعونك؛ لتتبين أن ما غرسته فيهم من ثقة ومحبة يواجهونها بالنكران والخذلان بعدما تنتهي مصلحتهم معك لا يردعهم في ذلك أخوة ولا صداقة ولا دين ولا أخلاق ولا أعراف اجتماعية. يطبقون نظرية الفيلسوف الإيطالي مكيافلي"الغاية تبرر الوسيلة».
هم ممثلون محترفون دهاة بشر يلبسون الأقنعة والتنكر بحسب كل حفلة ومناسبة. لقد أصبحوا داء عضالا ينشرون سمومهم في المجتمع وظاهرة عفنة حان علاجها. فهل نعي خطرهم الداهم ونزيل الأقنعة عن وجوههم الكالحة لتظهر صورتهم الحقيقية بدلاً عن صورتهم المفبركة والمزيفة التي يعجز الذكاء الاصطناعي عن تزييفها؟.