جفرا نيوز -
جفرا نيوز - بقلم حمادة فراعنة
حسمت العربية السعودية موقفها من إشاعات التطبيع بينها وبين المستعمرة الإسرائيلية، وردت بشكل علني عبر بيان صادر عن وزارة خارجيتها يوم 7 شباط فبراير 2024، رداً على تصريحات جون كيربي المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي، وأنها أبلغت موقفها للإدارة الأميركية القائم على عدم إقامة علاقات دبلوماسية مع المستعمرة الإسرائيلية إلا وفق الاشتراطات والبنود التالية:
1 - الاعتراف بالدولة الفلسطينية المستقلة على حدود عام 1967 ، وعاصمتها القدس الشرقية.
2 - إيقاف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.
3 - انسحاب كافة أفراد قوات الاحتلال الإسرائيلي من قطاع غزة.
ولذلك دعت المجتمع الدولي وخاصة الدول دائمة العضوية الخمسة في مجلس الأمن التي لم تعترف حتى الآن بالدولة الفلسطينية، بأهمية الإسراع في الاعتراف بالدولة الفلسطينية، ليتمكن الشعب الفلسطيني من نيل حقوقه المشروعة.
وأرفقت بيانها بدعوتها إلى اجتماع تشاوري لوزراء خارجية: قطر، الإمارات، مصر، فلسطين، الأردن، مع وزير الخارجية الأمير فيصل بن فرحان في الرياض، يوم 9/2/2024، للتداول وبحث المستجدات السياسية، وتطورات الحرب الإسرائيلية الهمجية على قطاع غزة، وأثار القتل والتدمير الذي تقترفه قوات المستعمرة الإسرائيلية، وتأكيداً لما تضمنه بيانها، ليؤكد على هذه المفاهيم والتوجهات وبهذا أكد وزراء خارجية البلدان العربية الستة على:
«ضرورة إنهاء الحرب على قطاع غزة والتوصل إلى وقف إطلاق فوري وتام لإطلاق النار، وضمان حماية المدنيين وفقاً للقانون الإنساني الدولي، ورفع كافة القيود التي تعرقل دخول المساعدات الإنسانية إلى القطاع، وعبروا عن دعمهم لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، وحثهم لكافة الداعمين لها الاضطلاع بدورهم الداعم للمهام الإنسانية تجاه اللاجئين الفلسطينيين».
كما شددوا «على أهمية اتخاذ خطوات لا رجعة فيها لتنفيذ حل الدولتين، والاعتراف بدولة فلسطين على خطوط الرابع من يونيو لعام 1967م وعاصمتها القدس الشرقية، وفقاً للقرارات الدولية ذات الصلة، مؤكدين على أن قطاع غزة هو جزء لا يتجزأ من الأرض الفلسطينية المحتلة، وعن رفضهم القاطع لكافة عمليات التهجير القسري».
أهمية ما قالته وفعلته ودعت له المملكة العربية السعودية، أنها قطعت الطريق على كل الاشاعات الإعلامية التضليلية، المسربة من قبل مصادر أميركية وإسرائيلية بهدف خلق انطباع أن عملية التطبيع جارية وتحتاج لبعض الوقت فقط، ولا يوجد معيقات جوهرية بل مجرد إجراءات، والهدف الأميركي الإسرائيلي هو ممارسة الضغط على الرياض، وإيهام البلدان العربية الأخرى أن أحد القلاع العربية الهامة، ها هي «تُهرول» نحو التطبيع، كما تسعى كل من واشنطن وتل أبيب لتصريف هذا المسعى عبر الاشاعات، لإقناع قواعدهم الحزبية والانتخابية أنهم الأقدر على خدمة المستعمرة الإسرائيلية، رغم العدوان والحرب النازية ضد الفلسطينيين، ورغم الغطاء الغربي الذي وفرته الولايات المتحدة وأوروبا لحرب المستعمرة ضد قطاع غزة.
السعودية كانت حازمة ووجهت لطمة سياسية مزدوجة للطرفين الأميركي الإسرائيلي، والمؤكد أنها ستدفع بعض الأطراف العربية لتصليب موقفها من عملية التطبيع، وفوق هذا وذاك، شكلت رافعة سياسية داعمة لفلسطين وشعبها ومقاومتها، وهم بحاجة ضرورية لها في مواجهة المعركة القائمة والمتواصلة ضد المستعمرة.