جفرا نيوز -
جفرا نيوز - محمد خرّوب
يهبط اليوم في المنطقة رئيس الدبلوماسية الأميركية/أنتوني بلينكن, في جولة هي الخامسة (السادسة للكيان الصهيوني), وسط أجواء إقليمية مأزومة وعالية التوتّر, على نحو يُنذر بأن الأمور مُرشّحة للذهاب الى ما هو أسوأ, إذا ما أصرّت واشنطن على تمرير مشروعاتها «الجيوسياسية» في المنطقة, والمُكرّس في الآن نفسه لخدمة المشروع الصهيوني العنصري الإستعماري الفاشي, مُتجاهلة/ إدارة بايدن على نحو مقصود مصالح دول المنطقة وشعوبها. الأمر الذي «لن» يُسهِم ــ على المدى الوشيك بالطبع، في تحقيق «حُلم» بايدن البقاء في البيت الأبيض حتى العام 2028.
وإذ تبدو مهمة بلينكن الجديدة مكرسة لإنجاح «صفقة باريس» بما هي نتاج المباحثات «الرباعية» التي جرت في العاصمة الفرنسية الأسبوع الماضي (مصر، قطر، الولايات المتحدة ودولة الكيان الصهيوني), كذلك وعلى نحو مُوازٍ وربما أكثر اهمية لملف «التطبيع»، رأت فيها/صفقة باريس بعض العواصم الإقليمية وأيضاً إدارة بايدن, بأنها أقصى ما يمكن تحقيقه أو ما يمكن دفع تل ابيب لقبوله، فإن التعنت الذي تبديه حكومة العنصريين الصهاينة، يدفع للإعتقاد ان بلينكن على عِلم بالمواقف المُعلنة لأطراف الإئتلاف الفاشي, في الكيان الصهيوني وعلى رأسهم نتنياهو نفسه, الذي ما يزال مُصرّاً على تحقيق الأهداف الثلاثة التي رفعها إسقاط حُكم حماس واستعادة «المُختطفين» وتحقيق الإنتصار الكامل. وهي أهداف لم تُعارضها إدارة بايدن بل منحت جيش الاحتلال الصهيوني الوقت الكافي لإنجازها, سواء في ما خصّ الرفض الأميركي المُطلق لوقف النار, ام خصوصاً في رفد آلة القتل الصهيونية بمزيد من الأسلحة والعتاد, والشراكة الفعلية في غرف العمليات والإستخبارات وخرائط التجسّس, ودائماً في الدفع بالأساطيل من حاملات الطائرات الى الغواصات النووية, والبوارج والمدمرات والمارينز الى شواطئ فلسطين المحتلة والبحر الأحمر, لـ"ردع» كل مَن يحاول توسيع الصراع أو التدخّل لوقف حرب الإبادة الجماعية التي تشنها دولة الاحتلال الصهيوني، على أهالي قطاع غزّة والضفة الغربية المُحتلة (وإن بنسبة ووتيرة أقل نسبياً).
الأجواء الإقليمية المُشحونة التي يُواجهها بلينكن في جولته الجديدة،ستترك آثارها بالتأكيد على جدول أعماله في العواصم الأربع التي ستشملها هذه الزيارة, وإن كان الهدف المُعلن لها هو تمرير صفقة باريس، فضلاً عما يواجهه ائتلاف نتنياهو الفاشي وبخاصة حكومة الحرب توشك على الإنفلاش, إن لجهة تلويح «جدّي هذه المرّة» من قِبل غانتس وآيزنكوت (حزب معسكر الدولة) بالإنسحاب من حكومة الحرب, بعد تيقُّنهما بأن نتنياهو يستخدمهما كورقة تين, والإستثمار فيهما لأسباب شخصية وسياسية في الآن ذاته، أم خصوصاً التهديد الذي لا يتوقف من «بِن غفير وسموترتش» بإسقاط «حكومة الإئتلاف", إذا ما قَبل نتنياهو «صفقة باريس». إذ يرى سموترتش في أحد بنود الصفقة (وهو بند/شرط إطلاق قادة الأسرى الفلسطينيين من ذوي الأحكام الطويلة, مثل مروان البرغوثي, عبد الله البرغوثي وأحمد سعدات بأنه مثابة امتلاك حماس لقنبلة ذريّة (!!). مع الأخذ في الإعتبار ما قد تُواجه وتُرافق جولة بلينكن الراهنة, من تداعيات للضربات الأميركية التي طالت أهدافاً في سوريا والعراق، وما يرشَح من مصادر أميركية بأن الضربة الأميركية التالية ستكون لـ"اليمن", على ما «أكّدتْ» صحيفة «بولتيكو» الأميركية, في وقت ذكَّرَتْ فيه/ بولتيكو بما كان أكّده البيت الأبيض في وقت سابق, بأن الولايات المتحدة قد تلجأ الى ردّ «مُتدرّج", لافتة الى قول متحدث مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض الجنرال جون كيربي, بأن الردّ الأميركي «قد يشمل إجراءات مُتعدّدة وليس تحرُّكاً واحداً».
هل تنزلق الأوضاع في المنطقة الى مواجهات مباشرة, بين الولايات المتحدة ودولة أو دول اقليمية قد تطالها الضربات الأميركية؟، وهل ستكون جولة بلينكن الحالية (كما الجولة التي بدأها وزير الخارجية الفرنسية الجديد يوم أمس للمنطقة) «ضحيّة» التوتّر المُتدحرج الذي بات يفرض نفسه على المشهد الإقليمي المُحتقن والمَأزوم؟.
.... الأيام ستقول.