جفرا نيوز -
جفرا نيوز - بقلم حمادة فراعنة
قوة عسكرية مشتركة من قبل قوات المستعمرة الخاصة مع عناصر من المخابرات الشاباك تتسلل إلى الطابق الثالث من مستشفى ابن سيناء في جنين، وتقتحم قاعة المرضى، وهم يلبسون زي الأطباء والممرضين وتغتال ثلاثة جرحى وهم على أسرّة العلاج، بواسطة مسدسات كاتمة للصوت، أليس هذا شُغل عصابات؟؟.
وحينما يقتلون مواطنا فلسطينيا في خان يونس، يحمل شارة العلم الأبيض، تأكيداً على سلمية خياره المدني، بهدف الوصول إلى عائلته المحاصرة، لعله يساعدهم في إخراجهم من منزلهم الذي تعرض للقصف، فيطلقون عليه الرصاص القاتل، بدون أي طلقات تحذيرية مسبقة، أليس هذا شغل مجرمين؟؟ أليس قصف العمارات والبيوت على ساكنيها من المدنيين، وهي بعشرات الآلاف، لتصل إلى أكثر من خمسين بالمئة من حجم الأبنية المدنية التي تعرضت للدمار والخراب، وباتت غير صالحة للسكن والإقامة، أليس هذا نتيجة دوافع عنصرية غير أخلاقية غير إنسانية؟؟.
هذا السلوك الإجرامي الفاشي المتكرر للمستعمرة الإسرائيلية، ليس صدفة، ليس نتيجة أخطاء فنية، أو سوء تقدير لغياب المعلومات، أو عدم دقة الاستهداف، بل هو مقصود منهجي يستهدف تحقيق عدة أغراض:
أولاً ضرب قدرات المقاومة مباشرة وتصفية واغتيال قياداتها وعناصرها، كما فعلوا في مستشفى ابن سيناء.
ثانياً زرع أوهام الافتراق وتضارب المصالح وتخريب العلاقات بين المقاومة وشعبها بتحميلهم وزر عمل المقاومة وأفعالها.
ثالثاً محاولات إحباط المعنويات لعموم الفلسطينيين على خلفية أن قوات المستعمرة وأجهزتها يصلون إلى أي هدف مهما كان صعباً بعيداً، واستعمال كافة الوسائل حتى ولو كانت غير قانونية، غير أخلاقية، لا تخطر على بال العقلاء، وصولاً إلى هدفهم مهما كان صعباً، بوسائل جرمية وأفعال المجرمين.
رابعاً بقاء سمعة المستعمرة على الصعيد الإقليمي والدولي أنها متمكنة لا أحد يهزمها أو يخل من مكانتها، مستغلة الغطاء الأميركي الأوروبي لها.
نعم يجب التسليم، بقوة المستعمرة الإسرائيلية وتفوقها العسكري والتقني ونفوذها الدولي، ولكنها تفتقد للشرعية القانونية والأخلاقية والإنسانية، مهما حصلت على اعترافات ومواقع وأماكن متقدمة، فهي تُصر عبر سلوكها وعنصريتها وفاشيتها، على أنها مشروع استعماري توسعي عدواني عنصري، غير قابل للتوافق والاندماج مع شعبنا العربي، مهما تعددت المعاهدات من كامب ديفيد مروراً بوادي عربة وأوسلو، فالاتفاقات بالنسبة لها تقتصر على مصالحها التوسعية، وتفتقد لاحترام مصالح الآخرين ومشاعرهم وقيمهم، وإلا ماذا يعني قتل المدنيين بعشرات الالاف، وتدمير البيوت على ساكنيها، وقصف المدارس والمستشفيات ودور العبادة من المساجد والكنائس واضطهاد رجال الدين والمس بكراماتهم كما يفعلون مع الكهنة المسيحيين.
ماذا يُسمى معاقبة المؤسسات الدولية من الأونروا إلى منظمة الصحة الدولية، إلى السكرتير العام للأمم المتحدة ومن يعمل معه في مكتبه، ومن مساعديه الرسميين؟؟.
لماذا تتم معاقبة الأونروا حتى ولو سلمنا جدلاً بالاتهامات الكاذبة أن بعض موظفيها متورطون بأدوار كفاحية يوم عملية 7 أكتوبر؟؟ ولو كان كذلك كيف ولماذا تتم معاقبة مؤسسة الأونروا بكاملها، ومنها وبسببها تتم معاقبة كامل اللاجئين الفلسطينيين الأكثر احتياجاً للمعونات الضرورية، لأن بعضاً من موظفي الأونروا منخرطون بأعمال المقاومة؟؟.
ثمة تضليل وكذب وافتراء سيبقى طاغياً على المشهد حتى تنتهي دوافعه وأسبابه ومفاعيله، وهزيمتهم ومشروعهم، مهما طال الوقت وطغت المستعمرة وطال وقتها.