الوطن يتقدم

جفرا نيوز - بقلم نسيم عنيزات

بعد أكثر من مئة عام من عمر دولتنا لا تزال الهوية الوطنية مدار جدل بيننا وتكثر حولها التفسيرات والتأويلات وكأنه مكتوب على الاردن دون غيره ان ينشغل بقضايا الغير على حساب قضاياه الوطنية وخدمة أبناء شعبه.

واصبح البعض ينظر إلى الموقف الأردني وانحيازه لقضايا أمته العربية فرض واجب مهما كانت التكلفة او الثمن دون حمد او شكور.

ففي الوقت الذي ينشغل البعض بيننا في الكثير من القضايا التي تحدث خارج حدودنا وتستحوذ على جل اهتمامهم وانشغالهم يغيب عن اذهانهم التحديات التي تواجه بلدهم الذي قدم وما زال لهم الكثير..

حتى ان الحرب الروسية الأوكرانية كان لها نصيب في مواقف البعض نتج عنها اصطفافات هنا أو هناك انسجاما مع الميول الفكرية اوالايدولوجية . كما أنه لم يتوان البعض ايضا في تشكيل وفود شعبية لزيارة بعض الدول التي واجهت مشاكل وقضايا داخلية، نجد البعض يغيب او يختفي عندما يتعلق الأمر بقضية وطنية او مصلحة عامة .

لا بل قد توجه سهام النقد عندما يعلن مواطن اردني انحيازه لوطنه او ابداء رأي وطني يخدم الوطن ويحمي مصالحه مما دفع بالكثير من النخب عن الغياب عن المشهد تماما خوفا من رشقه بسهام النقد التي تصل بعض الأحيان إلى التخوين متخذا مبدأ سكن تسلم .

و وصل الأمر في كثير من الأحيان إلى التشكيك بمواقف الأردن والزج به إلى مصير مجهول او اتخاذ مواقف قد تضر بمصالحه وكأنهم لا يعيشون فيه ويتنعمون بخيره وأمنه واستقراره، في وقت تشتعل المنطقة من حوله ويعيش مواطنوها حياة اشبه بالجحيم بعد ان تفككت بلدانهم وذهب ريحها وتشتت أهلها شيعا واحزابا لا يعرفون غير لغة القتل والانتقام وتصفية الحسابات بالنار والبارود.

لنسائل انفسنا هنا، لماذا الأردن دائما مأكول مذموم؟ لا نعترف بفضله علينا وعلى غيرنا بعد ان فتح اذرعه لاشقائه ليعيشوا فيه بأمن وسلام

وعند اي منعطف او تحد نمر فيه نجد الأصحاب او من نعتقد ذلك، قد انفضوا من حولنا ينتظرون النتائج وكأن ما يحدث لا يعنيهم ولا دخل لهم به.

بعض أهل قريش ابان الدعوة الإسلامية عندما كان البعض منهم  يمدحون ويتعهدون بعد ان أعلنوا إسلامهم الزائف وعندما يخلون إلى شياطينهم لا يتمنون الخير للاسلام وعندما يدعون إلى الجهاد تجدهم قد تخلوا وخلقوا كل الأعذار.