جفرا نيوز -
جفرا نيوز - المعلم. أحمد عدنان أيوب عبدالله
مدرسة المهلب بن أبي صفرة الأساسية للبنين / لواء الجامعة
إنّ تدريس مادة الرياضيات للطلاب في مختلف المراحل التعليمية قد يبدو أمرًا شاقًا على كلٍّ من المعلم، والطالب، وحتى أولياء الأمور في البيت، فتفاوت القدرات التحصيليّة بين الطلبة، وتفاوت التأهيل التدريبي بين المعلمين، وتفاوت المستويات الثقافية عند الأهل أحدث فجوةً كبيرةً في تعليم هذه المادة، وإيصالها للطلاب بالشكل المطلوب، الأمر الذي يتطلّب إعادة النظر في طبيعة المنهاج لمادّة الرياضيات نفسه، وطبيعة الطرق الدراسيّة المُستخدمة في شرحه، وأخيرًا مدى تقبّل الطلبة لمحتواها، والنتائج التحصيليّة لهم عند نهاية كل فصل دراسي.
ومن أبرز الطرق الإبداعية لتدريس الرياضيات، ( التمثيل الواقعي والعملي ) ، إذ يمكن تقديم عروض مسرحيّة وتمثيليّة للأطفال مختصّة بإعادة صياغة المفاهيم الرياضيّة، وتقديمها بطريقة إبداعيّة من شأنها ترسيخ المفاهيم الرياضية بشكل ممتع، وقد أثبتت هذه الطريقة نجاحها وأنّ بالإمكان اعتمادها كنهج بديل ومساند للتعليم الصفيّ التقليدي . كذلك ( قراءة قصص قصيرة تتعلق بالرياضيات ) ، إذ يمكن تقديم بعض المفاهيم الرياضية وتبسيطها من خلال قراءة قصص قصيرة مرتبطة بالمفاهيم الرياضية المراد شرحها، وقد تكون هذه القصّة في نهاية الدرس لترسيخ التعلّم لدى الطالب، ويمكن للمعلّم الاستعانة بعدد من الكتب والمراجع المصوّرة المختصّة بتبسيط الرياضيات للطلبة. ومن الطرق الإبداعية أيضًا ( الحساب الذهنيّ ) ، إذ يُعرَّف الحساب الذهنيّ على أنّه إيجاد الطالب لناتج أيّ مسألة حسابيّة بشكل دقيق، وصحيح، وسريع، دون الحاجة لاستخدام القلم والورقة، أو الآلة الحاسبة، ويُعَدّ الحساب الذهنيّ إحدى أهمّ المهارات الرياضِيّة المُفيدة للطلبة، وخاصّة في المراحل الابتدائيّة. وذلك لما له من دور كبير في العديد من الأمور، سواءً في الحساب، أو القياس، أو حلِّ المسائل بشكل ذهنيّ، ممّا يزيد من ثقة الطالب بنفسه، ويُهيِّئُه لإكمال مسيرته الدراسيّة دون عوائق، أو صعوبات. كما اهتمَّت عدّة دُول بهذه المهارة، من خلال التوصية بضرورة إكسابها للطلبة في المراحل الدراسيّة الأساسيّة، ومن هذه الدُّول: الأردن ، والولايات المُتَّحِدة الأمريكيّة. ومن الطرق أيضًا ( الألعاب التعليميّة ) تلعب الألعاب التعليميّة دورًا مُهمّاً في تدريس، وتَعلُّم الرياضِيّات، فهي تُنمِّي المهارات والقدرات في ما يتعلَّق بحلِّ المسائل الرياضِيّة؛ إذ إنّ الجُهد الذي يبذلُه الطالب أثناء اتباع وسائل التَعلُّم باللّعب، يزيد عن الجُهد المبذول في التَعلُّم بالطريقة التقليديّة، ممّا يزيد من مستواه، ومهاراته الدراسيّة، حيث إنّ اللعب يُشبعُ حاجة الأطفال إلى حبِّ الاكتشاف لما يدور حولهم. وتُقسَم الألعاب الرياضِيّة بناءً على مجموعة من المعايير، منها: الأدوات المُستخدَمة في الألعاب، كحجر النَّرْد، والبطاقات، واللوحات، وغيرها، ونوع اللُّعبة، والنتاجات المُتوقَّعة والتي يجب على الطالب تحقيقها عند ممارسته لهذه اللعبة، أمّا بالنسبة لأنواع الألعاب التعليميّة الرياضِيّة، كألعاب حلِّ الألغاز التي تَعتمِد على تعاوُن الطلبة بين بعضهم البعض؛ لاكتشاف أمور جديدة. وألعاب تهدف إلى الاكتشاف، بحيث تتضمّن التحليل، والتطبيق. وألعاب البحث عن الأنماط الرياضِيّة. وألعاب التمرُّن على استخدام المهارات الرياضِيّة، حيث تُعَدّ من الألعاب المُهمَّة في تدريس مادّة الرياضِيّات. وألعاب تَهدفُ إلى تَعلُّم التخمين التقريبيّ. وألعاب تُساعد في تطوير مهارة التقدير الرياضِيّ . ومن الطرق الإبداعية أيضًا لتدريس الرياضيات ( الحِصّة المُحوسَبة ) ، إذ تَعتمِد طريقة الحِصّة المُحوسَبة على استعمال أساليب توضيحيّة تَعتمِد على التدريس المُباشر، ونَقْل المعلومات، ويَكمُن دور المُعلِّم في تهيئة المواقف التعليميّة التي تُمكِّن الطلّاب من حلِّ المشكلات، واكتشاف العلاقات الرياضِيّة. فالحِصّة المُحَوسَبة تثير التفكير الإبداعيّ؛ لأنّها تحتاج إلى قُدرات وإمكانيّات مُتقدِّمة في التفكير، كالتصنيف، والمُقارَنة، والتنظيم، والتحليل، إذ يلجأ من خلالها المُفكِّر إلى ابتكار أساليب غير اعتياديّة، ويُفضَّل استخدام التفكير العِلميّ أثناء التَعلُّم المُحوسَب؛ وذلك من خلال تطبيق النموذج الفِكريّ الموجود عند الطالب. ومن الأدوات التكنولوجيّة المُستخدَمة في البرامج المُحوسَبة: القاموس، والآلة الحاسبة، وكذلك الآلة الراسمة، والرسوم البيانيّة، وغيرها، كما أنّ الوسائط التي تُستخدَم في العمليّة التعليميّة التعلمية من تقنيات صوتيّة، وبصريّة، ونصِّية، لها دور كبير وفعّال في استيعاب الطلّاب للمادّة بشكل أفضل، من خلال استخدام أكثر من حاسّة في الوقت نفسه. ومن الطرق أيضًا ( موارد الإتقان والترسيخ ) إذ يجب على معلّمي الرياضيات استخدام جميع الموارد المتاحة التي تبسّط الرياضيات وتوضّح تطبيقاته بشكل عمليّ، بحيث يربط الطالب بين المفهوم النظريّ والتطبيق العمليّ. ومن أهمّ هذه الموارد هي استخدام النماذج العمليّة كالمجسّمات الثلاثيّة الأبعاد، واستخدام البرمجيّات الرياضيّة والتكنولوجيّة التي يمكن أن توضّح العديد من المفاهيم الرياضيّة. ومن الطرق أيضًا ( تخصيص أسبوع مدرسي للرياضيات ) إذ يمكن للمدرسة تخصيص أسبوع تعليميّ لمادة الرياضيات، بحيث يتضمّن العديد من الأنشطة الإبداعيّة التي تُرسّخ بعض المفاهيم الرياضيّة للطالب، بالإضافة لتسليط الضوء على تطوّر علوم الرياضيات ودورها في الحياة التطبيقيّة، والتعريف بأهمّ علمائه ومساهماتهم العلميّة والعمليّة.
وفي الختام، إن النتاج المنشود من استخدام الطرائق الإبداعية لتدريس الرياضيات أو المواد الأخرى في التعليم هو رفع سوية العمليّة التعليميّة التعلمية ككل، ومن ثمّ إنشاء جيل مُواكب للتطورات العلمية، والتقنية قادر على التميّز، والقيام بدور ريادي في بناء الأردن ، ومؤسّساته العلمية المتعددة، من خلال أساليب تعليمية جديدة، تعتمد على مناهج حديثة، ومُبتكرة، يكون محورها الأساسي الطالب.