جفرا نيوز -
جفرا نيوز - بقلم محمد سلامة
الرئيس الأمريكي جو بايدن وفي أولى جولات دعم حملته الانتخابية أمام الجاليات اليهودية قال:-سلامة الشعب اليهودي على المحك، محذرا من اليوم الثاني لانتهاء الحرب على غزة، وكاشفا وجود خلافات عميقة مع نتنياهو السادس وائتلافه المتطرف.. فيا ترى هل نشهد بدايات النهاية لوقف الحرب على غزة ام ماذا؟!.
بداية.. الرئيس بايدن حدد مكمن الخطر في وجود ومستقبل الشعب اليهودي في أرض فلسطين كلها، بما يعنيه أن سفك الدماء ومحاولات تصفية القضية الفلسطينية بطرد أصحاب الأرض (التهجير القسري لغزة والضفة الغربية)لن ينهي المشكلة من جذورها بل يزيدها تعقيدا، وان الحرب المفتوحة في قطاع غزة شبيه بما حدث في اجتياح لبنان عام 1982م، حيث علقت إسرائيل في الوحل اللبناني وهي الآن عالقة في رمال غزة وبين خرائب صنعتها بتدمير القطاع كله، والنهاية كانت بخرجها من لبنان بهزيمة ما زالت تعاني حتى اليوم منها، والخوف أن يتكرر المشهد في غزة والضفة لكن بنهاية وجود ومستقبل الشعب اليهودي ككل في أرض إسرائيل الثالثة.
الشعب اليهودي منقسم على نفسه، .. الائتلاف المتطرف بقيادة نتنياهو السادس لا يريد العودة إلى اوسلو ولا يقبل بحل الدولتين ولا يرى في الفلسطينين سوى أن يرحلوا أو أن يموتوا أو أن يعيشوا عبيدا في ارضهم، فيما الطرف الآخر من الشعب اليهودي.. اليسار وبعض الأحزاب الرئيسية منها يش عتيد بزعامة يائير لابيد والمعسكر الوطني بزعامة بني غانتس راغبون بحل سياسي على مقاسهم في قبول صفقة شاملة لقضية فلسطين.. دولة منزوعة السلاح وبلا حماس والجهاد واخواتهما.. وهؤلاء لديهما رؤية مغايرة لرؤية المتطرفين في دولة ديمقراطية قومية يهودية.
اليوم الثاني لوقف الحرب على غزة كما يروج له نتنياهو السادس وائتلافه المتطرف، هو احتلال القطاع باقامة سلطة مدنية (ادارة مدنية بالاسم على غرار الضفة الغربية قبل مجيء السلطة الفلسطينية برئاسة جنرال من الجيش الاسرائيلي واعضاء من الحكومة الإسرائيلية للتنسيق بينهما في إدارة قطاع غزة) وبمعنى آخر إعادة احتلالها على غرار ما كان قبل اوسلو 1993م، وهذا طبعا لن يوقف المقاومة الفلسطينية، بل أن العبء الأمني والسياسي سوف تتحمله إسرائيل الثالثة وحدها لسنوات، وهنا تدخل في حرب استنزاف طويلة الامد ترهق فيها جيشها، وطبعا ستعيد بناء المستعمرات فيها، وهذا سيؤدي تباعا إلى حروب مفتوحة في المنطقة والعالم.
سلامة الشعب اليهودي كما يراها الرئيس بايدن مرتبطة بإنهاء الاحتلال الاسرائيلي وإقامة دولة فلسطينية مجاورة لإسرائيل الثالثة، وبضمانات إقليمية وأن هذا يوصل إلى نهايات الصراع الفلسطيني الإسرائيلي وإلى مساحات افضل من التعاون الإقليمي ضمن رؤية أمريكية لشرق أوسط جديد.
العدوان الاسرائيلي على غزة له ما بعده، وأمام إسرائيل الثالثة فرصة لالتقاط انفاسها، وعدم بلوغ نقطة اللاعودة، فإما أن تقبل بالرؤية الأمريكية وتوقف الحرب وتقبل بالتفاوض على إطلاق سراح اسراها وتسحب جيشها من غزة وتنخرط في المسار السياسي، وهذا غير وارد بحكومة المتطرفين الصهاينة أو أن تذهب في خططها الأمنية والسياسية لغزة غير ابهة بموقف الإدارة الأمريكية، وهي قادرة على ذلك.. ويبقى السؤال معلقا بلا إجابة.. هل يتحمل الجيش الاسرائيلي كلفة حرب استنزاف طويلة الأمد وهل تتحمل الجبهة الداخلية الإسرائيلية البقاء في دوامات الحروب المفتوحة مع جوارها في لبنان وغزة والضفةالغربية؟!.
إسرائيل الثالثة اغرقها نتنياهو السادس وائتلافه المتطرف في حروب جديدة وكراهية مع الشعوب المجاورة، وفتك بنسيجها الإجتماعي والسياسي، وشعبها على المحك.. فإما أن يقبل بالسلام ويعيش مع جواره أو أن يبقى التطرف يهيمن عليه، ولا يمكنه حسم الصراع أمنيا وبالتالي سوف يصل إلى اليوم التالي الذي ينهار وتزول دولته إسرائيل الثالثة مرة واحدة وإلى الأبد.. فيا ترى هل يستجيب نتنياهو السادس لرغبة الرئيس الأمريكي بايدن أم سيواصل الحرب؟.
الأيام وربما الاسابيع القادمات تجيبنا عن ذلك.