جفرا نيوز -
جفرا نيوز - بقلم محمد داودية
الدعوة إلى تفضيل السياحة الداخلية على الخارجية، لا تكون مجدية، إلا إذا دعونا منظومة السياحة الأردنية كاملة، القطاع الخاص والقطاع العام، إلى عقد المقارنات الدقيقة بين المكونات السياحية الوطنية والمكونات السياحية الخارجية، وفي مقدمتها الخدمات والأسعار، لمعرفة نقاط الجذب ونقاط الطرد !
مع الأخذ بعين الاعتبار الكراهية التركية تجاه العرب والاجانب التي أشرت اليها هنا أمس.
المعادلة هي ان السياحة الداخلية، علاوة على ما فيها من متعة ومعرفة وثقافة، فإنها تعزز الانتماء الوطني وتعيد بناء علاقاتنا بالزمان والمكان الاردنيين وبالتاريخ والجغرافيا والحضارة التي نمت في بلادنا واستوطنتها.
فمثلا، سحب الطيران المنخفض الأسعار، عدداً كبيراً من الأردنيين إلى الخارج في رحلات سياحية تستغرق اياما طوالاً. صحيح انه ضخ أعداداً كبيرة من السياح الأجانب إلى بلادنا، ربما يفوق عدد من قصد الخارج من أهلنا. لكننا ننظر الى السياحة الداخلية من زاوية ثقتنا بأنها تعزز ببلادنا الجميلة.
انا أعرف الأردن، كل الأردن.
تجولت في الأردن معلما من أواخر الستينات الى أواخر السبعينات. ثم جبت الأردن صحافيا من أواخر السبعينات الى أواخر الثمانينات.
ولا اوفر فرصة لزيارة اية بقعة في الأردن الا واغتنمها.
في مطلع الثمانينات تعيّن صديقي المثقف الرائق زهير محمد علي العجلوني رئيسا لهيئة إدارة المرافق والاستراحات السياحية التي كانت منتشرة في كل المملكة ولاحقا اصبح وزيرا للسياحة ووزير دولة لشؤون رئاسة الوزراء، فوافق على اقتراحي تنظيم برنامج زيارات أسبوعية للصحافيين والمصورين وعائلاتهم الى المنشآت السياحية يشمل صحف تلك الأيام، الرأي والدستور والاخبار وصوت الشعب ووكالة الأنباء الأردنية.
كنا نذهب كل يوم جمعة تقريبا، محمد كعوش وفيصل الشبول ونصر المجالي وعمر عبندة وحامد العبادي ومحمد موسى عوض ونبيل عمرو وأحمد الحسبان ويوسف العبسي وحافظ ملاك وعماد القسوس والمصورون المحترفون عبد حواجرة ويوسف العلان وخليل المزرعاوي وماجد جابر وعديدون، إلى احد المواقع السياحية في حافلة مجهزة يوفرها لنا العجلوني ونعود لنكتب مشاهداتنا في تقارير تعريفية مصورة جميلة مجانية، وفرت معلومات قيمة للمواطنين وأسهمت في لفت أنظارهم إلى الكثير من مواطن الجمال والفتنة الأخاذة في الأماكن السياحية والأثرية والتاريخية والدينية والمحميات والغابات الأردنية الجميلة المنتشرة في طول الوطن وعرضه.
وإن من يعرف وطنه أكثر، يحبه أكثر !!