جفرا نيوز -
جفرا نيوز - بقلم محمد داودية
دروس لا تحصى، مستفادة من مسلسل «هتلر- دائرة الشيطان» الذي تعرضه «نتفلكس» ويبين صعود النازية وسقوطها، خاصة لشعبنا العربي وأنظمة حكمه الشمولية.
كان الولاء والتملق وتمجيد الزعيم، مقدماً على الكفاءة والقدرة وتوفر عناصر القيادة ومقوماتها!!
وما كان لاستفحال الحزب النازي ان يهيمن على شعب المانيا العظيم ومقدراته الفلكية، الا بعد قمع التعددية السياسية وكبت حرية التعبير ووأد الديمقراطية، وهو ما استنسخته الأنظمة العربية الشمولية وطبقته بإبداع !! وكان الإسناد النظري والفلسفي الذي توكأت عليه، الشعارات الخلابة مثل تحرير فلسطين والحرية والاشتراكية والوحدة العربية ومقاومة الرجعية والإمبريالية!!
لقد اتسمت العسكرية النازية إبان الحرب الثانية بتسليم قيادة الجيوش الخمسة والعشرين والتخطيط الاستراتيجي للمتملقين وأكثرهم مدنيون، وعلى رأسهم العريف السابق في الجيش الألماني أدولف هتلر، فأسفرت خططهم «العبقرية» عن مصرع 9 ملايين جندي ألماني وتدمير ألمانيا ونهب ثرواتها واغتصاب الآلاف من نسائها !!
وقد لاقى الزعماء النازيون المسؤولون عن مصرع نحو 50 مليون إنسان، وعن تدمير أوروبا واليابان، نهايات دامية، لأن «من يعشْ بالسيف بالسيف يمُت».
انتحر هتلر وحرقت جثته مع عشيقته ايفا براون، وانتحر غوبلز بعدما قتل زوجته واطفاله الستة. ولاقى هملر وشبير وبورمان وآيخمان وغيرهم مصائر مفجعة مختلفة.
لقد كرر الحلفاء المنتصرون في الحرب العالمية الثانية ما يشبه معاهدة فرساي المذلة، فجددوا إذلال المانيا، التي كانت الحرب الثانية رداً على ما جاء فيها من اذلال لا مثيل لقسوته.
فرض الحلفاء بموجب اتفاقية لوكسمبورغ، تعويضات مقدارها 3 مليارات فرنك الماني على المانيا لصالح إسرائيل فقط، وأجبروها على دفع راتب شهري لكل يهودي تضرر من الهولوكوست وعددهم 278000 يهودي. كما فرضوا تعويضات للاتحاد السوفياتي والدول التي احتلتها ألمانيا ودمرتها ونهبت كنوزها ومتاحفها وآثارها.
وتم اقتطاع 25% من أراضي ألمانيا!!
قامت الحركة الصهيونية بارتكاب المذابح ضد أبناء الشعب العربي الفلسطيني، دون أن تشكل المذابح التي تعرضوا لها على يد النازية، نموذجاً على ان مصير القتلة إلى الهزيمة، وان الأوطان لا تقوم على العدوان والظلم.