لا جوكر ولا عفريت..

جفرا نيوز - بقلم محمد سلامة

نتنياهو السادس.. لا جوكر ولا عفريت، لا رئيس حكومة ولا وزير قوي، تتلاطمه جواكر الحريديم شمالا وتضربه عفاريت المعارضات يمينا، فقبل أيام صرخ بوجه رئيس الأركان هرتسي هليفي، واضطر بعدها للاستسلام أمام زعران حزب ديغل هتوراة بزعامة موشي غيفي، وحزب اغودات يسرائيل بزعامة يتسحاق غولدكنوبف، فيما نقلت عنه صحيفة إسرائيل هيوم أنه بصدد طرح مبادرة للخروج من دوامة العفاريت وزعران الحريديم (جواكر).

زعران الحريديم هددوا نتنياهو السادس باسقاط حكومته إذا تراجع عن قانون التجنيد، ودخل على الخط جوكر جديد إسمه دافيد امساليم (وزير التعاون الإقليمي) الذي وصف ما يجري في الجيش الاسرائيلي وسلاح الجو بالتمرد مطالبا بإنزال أشد العقوبات برافضي الخدمة العسكرية من الضباط والجنود الاحتياط، فيما برز جوكر شاس ارئيه درعي واقفا إلى جانب نتنياهو السادس (القرد) محاولا لملمة الأمر قبل النطنطة على أغصان الشجرة، والكل بإنتظار مبادرة القرد للافلات من العفاريت وزعران الحريديم.

نتنياهو السادس وباتفاق مع وزير العدل ياريف ليفين طرح فكرة تأجيل مشروع التعديلات القضائية لمدة عام كامل، بمعنى عدم طرح خطة تعديل لجنة إختيار القضاة في الدورة الشتوية للكنيست، (حسب ما ورد في إسرائيل هيوم)، فتنطح له.

 العفاريت..»موشي ويتسحاق».. مهددين ومزمجرين بأن قانون اعفاء الحريديم من التجنيد دون تنازلات خط أحمر لن نسمح بتأجيله، وأن التعديلات القضائية واضعاف المحكمة العليا يجب أن يستمر، مما دفعه إلى إصدار بيان معهما معلنا استسلامه لشروطهما في مواصلة العمل لإنجاز قانون التجنيد للحريديم والتعديلات القضائية.

بالعودة إلى الجوكر امساليم الذي هاجم بشدة «هليفي وتومر بار» على خلفية تصريحاتهما بأن جاهزية الجيش وسلاح الجو تتأكلان آفاق (القرد) نتنياهو السادس على وقع المناوشات مع لبنان وتقارير الاستخبارات بعدم جهوزية الجيش الاسرائيلي وسلاح الجو لعملية عسكرية فصرخ بوجه رئيس الأركان هرتسي هليفي، محملا اياه مع قائد سلاح الجو تومر بار مسؤولية ذلك، وطبعا احتدم النقاش ودخل على الخط وزير الدفاع يواف غالانت الذي هو الآخر قدم صورة سلبية لأي مواجهة مع لبنان وأن النتيجة ستكون كارثية على إسرائيل الثالثة أضعاف أضعاف المواجهات السابقة مما اضطر (القرد) نتنياهو السادس إلى إلغاء العملية العسكرية ضد لبنان واكتفى بموجات القصف شبه اليومي على سوريا.

نتنياهو السادس وائتلافه المتطرف..قرد تتلاعب به عفاريت وزعران وجواكر ولا يعرف من أين يبدأ أو ينتهي، فهذه أصعب حكومة يواجهها وامامه تهديدات جدية باسقاطه إذا لم يمرر قانون اعفاء الحريديم من خدمة الجيش الاسرائيلي، وبكل الأحوال فإن إسرائيل الثالثة تديرها شلة زعران وعصابات مارقة والكل ينهشها على طريقته، فالخراب ينتظرها ربما قبل أو بعد نزول القرد عن الشجرة.