النسخة الكاملة

حكومة الخصاونة تاهت عن "التحديث" .. الملك ضغطهم "بالعين الحمرا" ولم يفهموا بعد

الخميس-2023-08-16 11:44 am
جفرا نيوز -
جفرا نيوز - فرح سمحان 

لم تفهم بعد حكومة بشر الخصاونة ما يُريده الملك وما تحتاجه الدولة من وراء التحديث بأشكاله كافة ، وحتى الاهتمام الأكبر بالشق السياسي منه وربطه بدور الأحزاب والسعي لحياة حزبية كاملة متكاملة فهو خارج حسابات فريق الأحزاب الحكومي الذي صال وجال من ندوة إلى جامعة وهكذا حتى بدا الأمر وكأنه رفع عتب أو تحصيل حاصل . 


الملك وخلال حديثه يوم أمس مع مركز حقوق الإنسان ونقيب الصحفيين ، أعطى إشارات ورسائل تتضمن ردا قاسيا على كل من شكك بالتحديث السياسي والوصول لبرلمان حزبي وحكومات حزبية أيضًا ، ولتكن نسخة من هذه الرسالة للحكومة التي لم تتمكن بعد من إثبات نفسها وقدراتها في خلق قناعة لدى الشارع بأطيافه المختلفة حول الحياة الحزبية وأن التحديث سيكون عنوانا للمرحلة المقبلة . 

الفئات التي تحدث عنها الملك لم يقصد فيها من يعارض أو ينتقد نقدا بناء ، فقال حتى لا يسيء أحد الفهم في هذا الإطار ، إن الأردن ما كان دولة تعسفية في تاريخه ورحب أيضا بالتعددية الإعلامية ، بالتالي هذا يعني أن الرد كان يخص فئة تشكك أصلا بوجود الأحزاب والقدرة على التحديث من الأساس وليس من يطالب بتنفيذ الهيكلة التحديثية بأسرع وقت وبحُلة سياسية شاملة . 

حكومة الخصاونة حظيت بفرصة كبيرة من الملك لتثبت أنها قادرة على خلق بصمة حزبية ستسجل في تاريخها ، لكنها لم تنتهز المكسب كما يجب ، التقصير كان واضحا من حيث فهم خارطة التوجيهات الملكية وتطبيقها على أرض الواقع ، فلا يمكن نجاح التحديث السياسي وجدولة الحياة لتصبح حزبية دون العمل بجدية على الملف الاقتصادي الذي يشكل الهاجس الأكبر عند الأردنيين ، ولن يفهم الناس كينونة الأحزاب بالتزامن مع تردي الأوضاع المعيشية ، وهذا ما لا تريد الحكومة فهمه أو العمل عليه . 
 
© جميع الحقوق محفوظة لوكالة جفرا نيوز 2024
تصميم و تطوير