جفرا نيوز -
جفرا نيوز - بقلم محمد خرّوب
في الدولة الديمقراطية «الوحيدة» في الشرق الأوسط على ما تقول السردية الصهيواميركية، يخرج «نجل» رئيس الائتلاف الفاشي في دولة العدو أو نتنياهو «جونيور» على ما تصفه الصحافة الصهيونية، عبر مواقع التواصل الاجتماعي واصفاً رئيس أركان جيش العدو بأنه «الأفشل في تاريخ إسرائيل»، في مسعى لِـ"إسناد» والده المأزوم, والذي بات في صِدام مفتوح مع قادة الجيش, الذين حذّروه وبعضهم في شكل عَلني من أن «كفاءة» الجيش في تراجع وبخاصة سلاح الجو، وأن تصاعد رفض ضباط وجنود الاحتياط المشاركة في التدريبات أو حالات الإستدعاء, إذا ما طرأت ظروف ضاغطة ستؤثر بالتأكيد على قوة الردع وتضع المزيد من الأسئلة, عما إذا كان تماسك «جيش الدفاع» سيبقى كما كان سابقاً أم أنه مرشح للتصدّع.
وإذا كان «يائير» (الإبن الأكبر لنتنياهو), قد شكل سابقاً ظاهرة لافتة في المشهد الإسرائيلي من خلال التغريدات الإستفزازية التي يشاركها على مواقع التواصل الاجتماعي, ما دفع نتنياهو للتنصل من مواقفه باعتباره يمثل نفسه ليس إلاّ، وقيل إن والدته/سارة التي صدر حكم ضدها بدفع غرامات مالية بعد أن ثبت للمحكمة انها تقوم باستغلال مصاريف اقامتها في مبنى رئيس الحكومة لمصالح شخصية، هي/سارة التي تدفع بنجلها للتعبير عن مواقف سياسية داعمة لزوجها, وتوجيه انتقادات لاذعة لخصومه سواء في وسائل الإعلام أم داخل حزب الليكود نفسه, بل حتى لقُضاة المحكمة العليا والنيابة العامة والمستشار القضائي للحكومة وبخاصة المستشار السابق/مندلبيليت، الذي أوصى بتقديم لوائح الاتهام ضد نتنياهو، التي يُحاكم عليها الآن، فضلاً عن المستشارة القضائية الحالية/غالي بهراف ميارا، فإن دخول نتنياهو «الابن» على خط الأزمة الراهنة التي يواجهها والده, على ضوء اصرار نتنياهو على «تمرير"خطة إصلاح القضاء, التي تُواجه رفضاً جماهيرياً مُتدحرِجاً وبخاصة داخل صفوف الجيش بتشكيلاته المختلفة، وبخاصة جنود وضباط الاحتياط, فضلاً عن طياري سلاح الجو (درّة ترسانة العدو)، يعني رغبة نتنياهو بإظهار نفسه ضحية مؤامرة مُثلَّثة الأضلاع, تُشارك فيها أحزاب المعارضة والمؤسسة العسكرية, وخصوصاً موقف إدارة بايدن منه, ليس فقط بعدم دعوته لزيارة البيت الأبيض منذ شكَّل حكومته الحالية أواخر العام الماضي، بل في أن واشنطن لا تُشرك إسرائيل في مفاوضاتها مع إيران، والتي كانت احدى نتائجها «الأولية» اتفاقية تبادل السجناء والإفراج عن أموال إيرانية مُحتجزة في كوريا الجنوبية والعراق، فيما تتواصل المفاوضات الأميركية/الإيرانية حول اتفاق نووي «جديد», يرشح أنه بات جاهزاً للتوقيع وأن كانت طهران تؤكد أنها «لن» تقبل بأي اتفاق أقل من اتفاق 14 تموز/2015 الذي انسحب منه ترمب في 8 أيّار 2018.
عودة إلى أزمة نتنياهو مع المؤسسة العسكرية..
تكاد تغريدة نجل نتنياهو/يائير, تعكس من بين أمور أخرى وجهة نظر نتنياهو إزاء ملاحظات بل انتقادات نتنياهو اللاذعة لرئيس الأركان/هيرتسي هليفي، خاصة في أن هليفي «لم يُحرِّك ساكناً إزاء ما وصفه «تحريض وكالات الدعاية والبلطجية ذوي الميزانيات الجيدة, على رفض الخدمة العسكرية والتهديد برفض الخدمة احتجاجاً على خطة الحكومة لإضعاف جهاز القضاء».. بل إن نتنياهو قال في بيان مُصوَّر أول أمس/الإثنين عقّب فيه على إبقاء وكالة «فيتش"على التصنيف الإئتماني لإسرائيل عند مستوى A+، وتطرّق فيه نتنياهو إلى الجيش في ظل رفض عناصر الإمتثال للخدمة «أُريد أن أُضيف – قال نتنياهو – حقيقة أخرى، ليس لدينا اقتصاد قوي، بل لدينا جيش قويّ, مُستطرداً «سَنهتم ببقاء الجيش قوياً جداً».
هنا خرج وزير الدفاع/غالنت ببيان عبّر فيه عن دعمه لرئيس الأركان/هليفي جاء فيه: «هليفي هو أحد أبرز الضباط الذين التقيت بهم طوال سنوات عملي في الجيش الإسرائيلي وفي المؤسسة الأمنيّة، مُضيفاً: قائد شجاع وصادق وحقيقي وهادئ ومتوازن، كثير من مواطني إسرائيل مدينون له بحياتهم", مُعتبراً أن الإسرائيليين «ربِحوا» في أن رئيس الأركان هليفي يقود الجيش في هذه الأوقات الصعبة.
انحياز واضح من وزير الدفاع لرئيس الأركان, الذي يواجه انتقادات لاذعة من نتنياهو و«نجله», ما أثار قلقاً لدى قيادات عسكرية أبدت تخوّفها من ملاحقتها بلجنة تحقيق, اذا ما اندلعت جولة تصعيدية «في المنطقة», على خلفية تراجع الردع الإسرائيلي و«لم يعمل الجيش كما هو مطلوب منه».
من السابق لأوانه التكهّن بخطوة نتنياهو التالية ضد رئيس الأركان وربما وزير الدفاع, خاصة بعد «تغريدة» إبنه التي حذفها الأخير, إثر الانتقادات التي وجّهها رئيس المعارضة/ لبيد لنتنياهو, ومحاولته تحميل المسؤولية لرئيس الأركان قائلاً: إعلان رئيس الوزراء نتنياهو محاولة جبانٍ ومَخزِيّ, للتهرب من المسؤولية بإلقاء اللوم على الجيش وقادته».
الأزمة في كيان العدو مُتدحرجة ومُعقّدة, خاصة أن نتنياهو لا ينوي التراجع عن خطته إصلاح القضاء, فضلاً عن انعدام قدرته على التراجع (إن أراد), كون إئتلافه سيتفكّك, ما يُفقده الفرصة الوحيدة بل الأخيرة التي يتوفر عليها الآن, لعدم دخول السجن وخسارته مستقبله السياسي/والشخصي.