النسخة الكاملة

ثقافتنا الاستهلاكية

الخميس-2023-08-06 10:22 am
جفرا نيوز -
جفرا نيوز - بقلم نسيم عنيزات

على الرغم من الظروف الاقتصادية المعيشية الصعبة للمواطنين، والشكوى المستمرة بسبب ارتفاع الأسعار وقلة فرص العمل وندرتها، الا ان ثقافتنا الاستهلاكية بحاجة إلى مراجعة وترتيب الأولويات والاهتمام بالضروريات.
 حيث يعيش اغلب المواطنين في بلدنا حالة تستدعي الاستغراب وتضع جملة من الأسئلة والاستفسارات يصعب معها إيجاد اجابات مقنعة تفش الغل.

 نعلم ان الالتزامات كثيرة، والطلبات متعددة والفواتير يصعب عدها وتحتاج وحدها ميزانية عالية.

 ولو حاولنا جاهدين حصر الفواتير والرسوم التي علينا دفعها او سدادها سنحتاج معها إلى صفحات، فكل شيء له ثمن وعليه رسوم.

 وهنا لا نستطيع أن نحمل جهة بعينها المسؤولية، فكلنا مسؤولون وجمعينا مطالبون بالتفكير والبحث عن حلول حتى لا نجد أنفسنا غارقين في الديون أكثر من ذلك، وعاجزين عن التصرف او سداد الديون.

  فالأمور تزداد تعقيدا وتشابكا كل يوم في ظل الانقلابات العالمية والتحديات الدولية التي انتجت حالة من التضخم أدت إلى ارتفاع الأسعار. اثرت علينا خاصة في موضوع ارتفاع الفوائد البنكية الهادفة الى إحداث حالة من الركود العالمي بحجة كبح شبح التضخم.

 علينا ان نعلم ان الركود ايضا سيؤثر علينا وسيفاقم الامور لما سينتج عنها من انخفاض في فرص العمل غير الموجودة عندنا اصلا وركود في الأسواق.

 وامام هذا المشهد الضبابي وما يحمله من تحديات خاصة وان موضوع الاستثمار ما زال دون الطموح والتطلعات.
 علينا إعادة التفكير ومحاولة تقليع شوكنا بأيدينا من خلال اعادة التفكير بثقافة الاستهلاك والتركيز على الأولويات لا بل الضروريات.

 فلا يعقل ان نبقى نلعن الظلام ولدينا شمعة قد تنزع العتمة من حولنا.

نبقى نتذمر ونشكو ارتفاع أسعار البنزين ورسوم التسجيل والترخيص وغيرها ولدينا بدل السيارة الواحدة، اثنتان او ثلاث وأحيانا أكثر من ذلك.

 نعجز عن دفع فواتير الكهرباء ولا نتقن سياسة التعامل معها واتباع عملية الترشيد.

 نشكو ارتفاع أسعار الخضار والفواكه ونرى كميات كبيرة في الحاويات، نسب التكاليف وبقايا ولائم الأفراح والأحزان تجد طريقها إلى المكبات.

أمور كثيرة وحالات عديدة إذا ما أحسنا التعامل معها بأسلوب حضاري بعيدا عن الاستعراض واللا مبالاة، وقمنا بتوجيهها نحو الطريق الصحيح فإننا حتما سنوفر نسبة من مصروفنا الشهري بدل ان نبقى حبيسي الشكوى والتذمر.

 فعلينا ان نبد بأنفسنا اولا وحل قضايانا حتى ننزع الحجج ومن ثم نطالب غيرنا بأن يتحملوا مسؤولياتهم، التي لم نسقطها عنهم فالحكومات مطالبة ايضا بتأمين سبل العيش الكريم للمواطنين وإيجاد فرص عمل لهم والسعي الجاد نحو التخفيف عنهم وهذا واجبها.
© جميع الحقوق محفوظة لوكالة جفرا نيوز 2024
تصميم و تطوير